وقال المتحدث باسم الهلال الأحمر الليبي محمد المصراتي لوكالة "فرانس برس" السبت 29 أغسطس/آب إن الجثث انتشلت من المياه قبالة مدينة زوارة الواقعة على بعد نحو 160 كلم غرب طرابلس. وأضاف أنه "جرى أيضا انقاذ 198 من المهاجرين".
وشدد على أن "هناك عشرات المفقودين، إذ أن المركب كان يقل حوالي 400 راكب".
وكان المسؤول عن فرقة البحث في زوارة صديق سعيد قال لـ"فرانس برس" الجمعة إن بعض الناجين قدروا عدد الركاب بنحو 400 على متن المركب الذي غرق صباح الخميس ولكن مركبا آخر غرق الأربعاء في المنطقة نفسها وعلى متنه 60 شخصا. وأوضح أنه "من الصعب حصر الأعداد بدقة، حتى عدد القتلى، يمكننا فقط إحصاء أعداد الجثث التي انتشالها".
وكان خفر السواحل الليبي نفذ الجمعة مهمات إنقاذ عديدة، لكن لم يتضح ما إذا كانت هذه المهمات ستتواصل السبت حيث أنه تعذر الاتصال بمسؤولي هذا الجهاز صباحا.
ليبيا تعتقل 3 يشتبه بهم في تهريب مهاجرين غرق قاربهم
قال مسؤول أمني ليبي يوم السبت إن ثلاثة أشخاص اعتقلوا في ليبيا للاشتباه بتورطهم في تهريب مهاجرين في قارب غرق قبالة سواحل البلاد في البحر المتوسط. وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه إنه تم إلقاء القبض على ثلاثة مهربين ليبيين لهم علاقة بإرسال القارب الغارق وقوارب أخرى لنقل المهاجرين إلى إيطاليا. وأضاف "أنهم في العشرينيات من العمر. نعتقد أن هناك المزيد من الضالعين في الأمر، ومازلنا نلاحقهم".
الأمم المتحدة : أكثر من 300 ألف مهاجر عبروا المتوسط منذ بداية العام
وكانت المتحدثة باسم المفوضية العليا للاجئين قد قالت الجمعة 28 أغسطس إن "عدد اللاجئين والمهاجرين الذين عبروا البحر المتوسط هذه السنة يتجاوز الآن 300 الف، وصل قرابة 200 الف منهم إلى اليونان و110 الاف إلى ايطاليا"، مقابل 219 الفا في 2014.
كما أشارت المفوضية إلى أن عدد طلبات اللجوء من قبل السوريين وحدهم، بلغ 311 ألفا ما بين أبريل/نيسان عام 2011 وحتى يونيو/حزيران من هذا العام. وذكرت أن حوالى 2500 مهاجر لقوا حتفهم خلال عبور البحر، موضحة أن هذا الرقم لا يشمل القتلى والمفقودين قبالة سواحل ليبيا بعد غرق مركبهم يوم الخميس الماضي.
الشرطة النمساوية: عدد جثث اللاجئين التي عثر عليها في الشاحنة تجاوز الـ70
من جهة أخرى وفي سياق متصل بقضايا اللاجئين أعلنت وزارة الداخلية النمساوية الجمعة أن عدد جثث اللاجئين التي عثر عليها في شاحنة بالقرب من بلدة باردنوف شرق البلاد قادمة من هنغاريا، تجاوز 70 جثة.
وأشارت تقارير إلى أن السلطات الهنغارية ألقت القبض على 7 أشخاص يشتبه بتورطهم في عملية تهريب اللاجئين في صندوق الشاحنة، وذكرت وسائل إعلام أن الأدلة الأولية تشير إلى أن المهاجرين اختنقوا داخل الشاحنة أثناء نقلهم بشكل غير شرعي.
وكان موقع صحيفة "كرونه" النمساوية ذكر في وقت سابق الجمعة بأن الشرطة احتجزت عددا من المشتبه بهم بالتورط في هذه القضية، مشيرا إلى أن أصحاب أعمال غير شرعية لتهريب اللاجئين ربما يكونوا موجودين في رومانيا.
وكانت صحيفة "Die Presse" قد ذكرت أن ما يدعم هذه الترجيحات في التحقيقات الأولية هي المقارنة بين الظروف الجوية مع ملابسات الحادث، حيث نقلت عن دوسكوزيل قوله إنه وفقا للتحقيقات انطلقت الشاحنة في صباح الأربعاء الباكر من العاصمة الهنغارية بودابست ووصلت الحدود النمساوية ليلة الأربعاء على الخميس، حيث تدل المؤشرات على أن من كان بداخلها قد فارقوا الحياة قبل عبور الحدود.
وحتى اللحظة لم تذكر القوات الأمنية العدد الدقيق للجثث، وأيضا لم تؤكد بشكل نهائي فيما إذا كانت جثث لاجئين أم لا، أو أن بينهم نساء وأطفال.
يأتي ذلك على خلفية تفاقم أزمة اللاجئين على حدود الاتحاد الأوروبي وزيادة عدد اللاجئين الذين يلقون حتفهم أثناء محاولتهم التسلل إلى أوروبا بحرا، وكذلك تزايد أعمال عنف واشتباكات بين الشرطة واللاجئين الذين يحاولون التسلل إلى النمسا وألمانيا والسويد عبر اليونان ودول البلقان.
وتتصدر ألمانيا قائمة الدول المرغوب في اللجوء إليها، متبوعة بالسويد ثم النمسا وهولندا فالدنمارك، وجاءت دول مثل بلجيكا وفرنسا وبريطانيا وإسبانيا في نهاية القائمة.
دعوات إلى جهد أوروبي مشترك
هذا ودعا وزير الخارجية النمساوية سبستيان كورتس إلى عقد لقاء طارئ لرؤساء حكومات الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي حول مسألة اللاجئين، على خلفية حادث مصرع أكثر من 70 مهاجرا في شاحنة بأراضي النمسا.
ووصف كورتس هذا الحادث بـ"مؤشر كارثي جديد"، مشيرا إلى أنها ليست هي الكارثة الأولى من هذا النوع، و"على أوروبا أن تستيقظ"، بحسب قوله.
من جانبه قال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير إن الاتحاد الأوروبي كان سيتعامل مع مشكلة تدفق اللاجئين بصورة أنجح لو أن جميع الدول الأوروبية شاركت في حل هذه المشكلة. وأشار الوزير الألماني بهذا الصدد إلى أن بريطانيا لا تزال ترفض المشاركة في بلورة سياسة موحدة تجاه هذه المشكلة.
وتابع شتاينماير قائلا: "يجب علينا المواصلة في إقناع الدول الأخرى بعدم التغاضى، بل إبداء التضامن الأوروبي".
ألوف من اللاجئين ينتظرون العبور من اليونان إلى مقدونيا
لا يزال حوالي 3 آلاف من اللاجئين ومعظمهم من سوريا يتكدسون في منطقة عازلة على حدود اليونان مع مقدونيا، في أمل حصولهم على إذن بدخول الأراضي المقدونية.
يذكر أن أكثر من 44 ألف شخص اتخذوا أراضي مقدونيا خلال الشهرين الأخيرين ممرا لدخول أراضي الاتحاد الأوروبي، فيما فضل قليلون منهم فقط طلب اللجوء في مقدونيا نفسها.
المصدر: وكالات