وقالت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأمريكية ديبرا لي جيمس في مؤتمر صحفي الاثنين 24 أغسطس/آب :"سننشر قريبا جدا مقاتلات "F-22 Raptor" في أوروبا استجابة لطلبات القيادة العسكرية الميدانية وفي إطار مبادرتنا لدعم الأوروبيين".
وأضافت جيمس أن طياري هذه المقاتلات سيتدربون مع طيارين من دول حلف شمال الأطلسي، ولكنها رفضت الإفصاح عن عدد هذه الطائرات أو موعد ومكان نشرها.
والمقاتلة إف-22 طائرة فائقة التطور وهي مصممة لتنفيذ عمليات جوية ضد الطائرات المعادية. كما أنها طائرة خفية لا ترصدها الرادارات وقادرة على تدمير الطائرات العدوة حتى قبل أن تتمكن الأخيرة من رصدها، ويمكنها أيضا تنفيذ هجمات جو- أرض.
ودخلت هذه المقاتلة الخدمة العسكرية في عام 2005 ويملك سلاح الجو الأمريكي منها نحو 180 مقاتلة. وشاركت هذه المقاتلات في القتال للمرة الأولى في سبتمبر/أيلول عام 2014، وذلك في الغارات التي شنها ولا يزال التحالف الدولي ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا والعراق.
ويؤكد الإعلان عن قرب إرسال واشنطن لمقاتلاتها الأكثر تطورا من طراز "F-22" من وراء الأطلسي إلى أوروبا أنها ماضية قدما في خطواتها لعسكرة المنطقة وتصعيد التوتر مع روسيا، ما يعرض أوروبا لأخطار كبيرة منها مواصلة تفكيك منظومة أمنها، وتأجيج التوتر وإحياء عداوات الماضي، والمجازفة بالمنطقة ودفعها إلى المقدمة في مرمى نيران أي حرب محتملة.
يذكر أن الولايات المتحدة كثفت في الأشهر الأخيرة دورياتها في المجال الجوي فوق البلطيق ونشرت طائرات قاذفة من طراز "بي-2" و"بي-52" في بريطانيا "بغية تعزيز مواقعها العسكرية في أوروبا".
وكان وزراء دفاع دول الناتو بحثوا خلال جلسة له في يونيو/حزيران الماضي بالعاصمة البلجيكية بروكسل حزمة إجراءات عسكرية منها: زيادة عدد أفراد قوات الرد السريع من 13 ألف جندي إلى 40 ألفا، وإقامة مستودعات عسكرية في أوروبا الشرقية للأسلحة والمعدات الأمريكية، إضافة إلى تهيئة الظروف لنشر وحدات عسكرية للحلف في تلك المنطقة بسرعة.
وأعلن في هذا الصدد وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر من بروكسل أن واشنطن ستنقل عتادا عسكريا إلى الشرق والوسط الأوروبي حيث ينتشر نحو 65 ألفا من جنوده في أوروبا، مبررا هذه الخطوة بأنها لطمأنة الأعضاء في حلف شمال الأطلسي الذين يشعرون بالقلق مما سماه تدخلا روسيا في أوكرانيا.
وتحدث آنذاك الجنرال بن هوجيس قائد القوات البرية الأمريكية في أوروبا عن خطط لنشر نحو 250 دبابة من نوع "أم-1 أبرامس" ومركبات المشاة القتالية من نوع "أم-2 برادلي" ومدفعية هاوتزر من عيار 155 مم من نوع "بالادين" وكذلك آليات طبية وهندسية وغيرها.
وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية تحدثت في يونيو/حزيران الماضي عن احتمال إرسال واشنطن مقاتلات "F-22 Raptor" إلى أوروبا في إطار زيادة قواتها في القارة على خلفية توتر العلاقات مع روسيا.
كما نُسبت تصريحات إلى وزيرة القوات الجوية الأمريكية ديبورا لي جيمس أفادت بأن البنتاغون يدرس إمكانية نشر المقاتلات الأمريكية الأكثر حداثة في أوروبا الشرقية.
توالى كل ذلك في سلسلة من التسريبات الصحفية والتصريحات المعادية لروسيا التي لوحت باحتمال نشر صواريخ مجنحة وإقامة مخازن أسلحة أمريكية ثقيلة في أوروبا الشرقية ودول البلطيق، وأشارت حتى إلى احتمال إعادة الأسلحة النووية الأمريكية إلى الأراضي البريطانية.
بالمقابل، ردت موسكو مشددة على أنها سترد على أي تهديد يمس أمنها القومي، حيث قال أناتولي أنطونوف نائب وزير الدفاع الروسي في 16 يونيو/حزيران الماضي: "سنرد بالصورة المناسبة، وقبل كل شيء سنراقب الإجراءات التي سيجري اتخاذها (من قبل الولايات المتحدة وحلف الناتو) وسنرد عليها نظرا للمخاطر التي ستظهر (بسبب تلك الإجراءات) وستهدد الأمن القومي لروسيا".
وأشار أنطونوف إلى أن حلف الناتو يحاول جر روسيا إلى سباق تسلح جديد، موضحا "يجب النظر إلى هذا التصريح في إطار التصريحات الأخرى من هذا القبيل والتي تصدر بكثرة في الآونة الأخيرة. يتكون انطباع أن شركاءنا من دول الناتو يدفعوننا نحو سباق التسلح".
كما أكد بيان صادر عن الخارجية الروسية أن ورود أنباء حول خطة واشنطن الخاصة بنشر أسلحة ثقيلة في شرق أوروبا يدل على أن الولايات المتحدة تسعى بالتعاون مع حلفائها إلى تقويض الميثاق الأساسي "روسيا - الناتو" لعام 1997 الذي ينص على التزام الناتو بعدم نشر قوات قتالية كبيرة في دول المنطقة على أساس دائم.
المصدر: وكالات