مباشر

الكوريتان تتوصلان لاتفاق ينهي التوتر بعد محادثات ماراثونية

تابعوا RT على
أعلنت كوريا الجنوبية التوصل مع جارتها كوريا الشمالية إلى اتفاقية مشتركة تنهي التوتر بين الطرفين عقب محادثات استمرت أكثر من يومين.

وقالت وكالة "يونهاب" الكورية الجنوبية للأنباء "تمكنت الكوريتان أخيرا من التوصل لاتفاقيات بعد محادثات ماراثونية استمرت 43 ساعة منذ يوم 22 وحتى فجر " الثلاثاء 25 أغسطس/ آب بالتوقيت المحلي (مساء الاثنين بتوقيت غرينتش).

ونقلت الوكالة عن المتحدث باسم القصر الرئاسي مين كيونغ أوك قوله: "انتهت المحادثات الرفيعة المستوى بين الكوريتين في الساعة الواحدة إلا 5 دقائق اليوم وتم التوصل لمجموعة من الاتفاقيات سيعلن عنها مستشار الرئاسة للشؤون الأمنية كيم كوان جين في المركز الإعلامي في القصر الرئاسي بعد وصوله من قرية بانمونجوم عند الحدود التي أجريت فيها المحادثات".

وأفاد مصدر للوكالة بأن الاتفاقية المشتركة تضم تعبير كوريا الشمالية عن أسفها على الاستفزازات العسكرية الأخيرة والتعهد بعدم تكرارها فيما تؤكد الجارة الجنوبية تخليها عن البث الإذاعي المناهض للشمال عبر مكبرات الصوت.

وأضاف المصدر أن الاتفاقية تشمل موافقة كوريا الشمالية على رفع حالة شبه الحرب واتفاق الجانبين على تفعيل التبادل المدني في مختلف المجالات.

يذكر أن وفد كوريا الجنوبية ترأسه المستشار الرئاسي للأمن الوطني كيم كوان جين ووزير الوحدة هونغ يونغ - بيو، فيما ترأس الوفد الشمالي المدير العام للشؤون السياسية للجيش الشعبي وسكرتير حزب العمال للعلاقات مع كوريا الجنوبية كيم يانغ غون.

ونقلت وكالة يونهاب عن مصادر أن النقاش تركز بين الجانبين منذ بداية المحادثات حول حادثة انفجار الألغام التي زرعتها كوريا الشمالية في المنطقة المنزوعة السلاح وإطلاق الشطر الشمالي قذائف مدفعية في الجبهات الأمامية الغربية.

وكان الجيش الكوري الجنوبي، بحسب يونهاب، رصد نشر كوريا الشمالية حوالي 50 غواصة خاصة بالتسلل تحت المياه خارج نطاق رادارات القوات الكورية الجنوبية والأمريكية، وأنها أرسلت عناصر القوات الخاصة إلى الخطوط الأمامية من أجل استهداف مكبرات الصوت المستخدمة في الحرب الإعلامية ضد الشمال.

ونقلت الوكالة عن مسؤول في الجيش أن تحركات أكثر نشاطا رصدت لقوات "التسلل" لكوريا الشمالية بعد إعلان بيونغ يانغ دخولها في حالة شبه الحرب، إضافة إلى رصد تحركات نشطة في قواعد الصواريخ، مضيفة أن مسؤولا آخر قال: "يبدو أن معظم القوات الكورية الشمالية تتحرك بموجب دليل خاص بحالة شبه الحرب حاليا".

وكانت سيئول اشترطت على جارتها الشمالية الاعتذار عن "استفزازاتها العسكرية" مقابل نزع مكبرات الصوت من الحدود، في ظل  مشاورات مع واشنطن لنشر أسلحة استراتيجية أمريكية للتصدي لبيونغ يانغ.

وشددت رئيسية كوريا الجنوبية بارك كون - هي الاثنين 24 أغسطس/آب على أن بلادها سترد بحزم على أي استفزاز عسكري محتمل من قبل كوريا الشمالية وأنها ستواصل البث الإذاعي ضدها ما لم يعتذر الشطر الشمالي عن استفزازاته العسكرية وأن يتعهد بعدم تكرارها، مشيرة إلى أن المفاوضات بين الجانبين في قرية "بانمونجوم" الحدودية متواصلة منذ السبت للتوصل إلى اتفاق نهائي.

وفي الوقت نفسه تعهدت الرئيسة الكورية الجنوبية ببذل جهود للسلام في شبه الجزيرة الكورية وتحقيق "الازدهار المشترك بين البلدين" إذا انتهت المفاوضات بصورة إيجابية.

بالمقابل، طالبت كوريا الشمالية بوقف الحرب النفسية التي يشنها جيش الشطر الجنوبي عبر مكبرات الصوت المنصوبة على طول خط الحدود والتي استؤنفت انتقاما لعملية انفجار لغم في المنطقة منزوعة السلاح في 4 أغسطس/آب ما أدى إلى إصابة جنديين كانا في دورية استكشافية بجروح بليغة. 

وتعد المحادثات التي جرت هي الأولى من نوعها بين مسؤولين كبار من الكوريتين منذ تولي حكومة الرئيسة بارك كون-هيه زمام السلطة، وجاءت بمبادرة من الشطر الشمالي بعد أن وصل التوتر بين الجانبين إلى مستوى الاستنفار استعدادا للحرب.

سيئول: بيونغ يانغ دفعت بقوات خاصة إلى الخطوط الأمامية

وكان الجيش الكوري الجنوبي أكد أن قوات الجارة الشمالية الخاصة بـ"التسلل" نشرت في الخطوط الأمامية بينها 20 زورق إنزال بعد إعلان بيونغ يانغ حالة شبه الحرب.

ونقلت وكالة أنباء يونهاب عن مصادر في الجيش الكوري الجنوبي الاثنين 24 أغسطس/آب أن جيش الشطر الشمالي نشر 20 زورق إنزال في مياه البحر الغربية انطلاقا من قاعدته في بلدة تشولسان بمحافظة بيونغ- آن الشمالية.

وقالت الوكالة إن الزوارق على وشك التحرك نحو ميناء غوآم على بعد 60 كيلومترا شمال خط الحدود المائي الشمالي، مشيرة إلى أن زوارق الإنزال البرمائية، تعد وسيلة لنقل جنود القوات الخاصة بسرعة بهدف التسلل، لافتة إلى أنها إحدى صنوف التسلل الثلاثة في كوريا الشمالية.

واشنطن وسيئول تتشاوران لنشر أسلحة استراتيجية أمريكية في كوريا الجنوبية

في السياق نفسه ذكرت وكالة أنباء يونهاب أن كوريا الجنوبية والولايات المتحدة تتشاوران حول نشر قاذفات استراتيجية من طراز بي – 52 وغواصات نووية ومعدات عسكرية استراتيجية أخرى في المنطقة، وذلك بهدف التصدي لأية استفزازات إضافية من كوريا الشمالية، بحسب الوكالة الكورية الجنوبية.

وأعلن بيان للمتحدث باسم وزارة الدفاع الكورية الجنوبية كيم مين-سوك أن سيئول وواشنطن تجريان مشاورات بشأن إمكانية نشر معدات عسكرية أمريكية استراتيجية في البلاد، مضيفا ان البلدين يواصلان حالة التأهب القصوى لردع كوريا الشمالية عن القيام بأعمال استفزازية، وأنهما سيردان على أية استفزازات جديدة بشكل صارم.

وتشمل الأسلحة الاستراتيجية الأمريكية التي يجري الحديث عنها، طائرات قاذفات استراتيجية من طراز بي- 52 وطائرات الشبح التي لا يرصدها الرادار من طراز بي-2 . ويتمركز هذان النوعان من الطائرات حاليا في قاعدة أندرسون العسكرية في جزيرة غوام، غرب المحيط الهادئ، إضافة إلى غواصات نووية ترسو حاليا في قاعدة بحرية في مدينة يوكوسوكا اليابانية.

وكانت الولايات المتحدة نشرت مثل هذا النوع من الأسلحة الاستراتيجية في المنطقة 7 مرات في الماضي حين أعلنت كوريا الشمالية عن حالة أشبه بالحرب.

المصدر: يونهاب

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا