واللافت أن زيارة الجبير إلى موسكو تأتي بعد مرور أسبوع على لقاء ثلاثي في الدوحة جمعه مع نظيريه الروسي سيرغي لافروف وجون كيري، كذلك يثير الاهتمام أن وفدا من الائتلاف الوطني السوري بزعامة رئيسه خالد حوجة سيزور موسكو يومي الأربعاء والخميس المقبلين.
ولم يعلن الطرفان حتى الآن رسميا عن جدول زيارة الجبير المرتقبة، لكن مصدرا في وزارة الخارجية الروسية قال لوكالة تاس الجمعة 7 أغسطس "من المقرر تبادل الآراء (خلال الزيارة) حول دائرة واسعة من مسائل الأجندة الدولية والثنائية".
وكان لافروف قد أعلن تعليقا على اللقاء الثلاثي مع كيري والجبير يوم الاثنين الماضي في الدوحة، أنه تم الاتفاق على توحيد الجهود لمحاربة "داعش"، رغم عدم توصل الأطراف بعد إلى تقارب مشترك في هذا المجال.
وعلق لافروف على نتائج محادثاته مع جون كيري في العاصمة الماليزية الأربعاء 5 أغسطس/آب، وعلى اللقاء الثلاثي بمشاركة الجبير في الدوحة قائلا: "إننا متفقون على أن "داعش" يمثل شرا وخطرا يهدد الجميع"... "نحن متفقون أيضا على ضرورة توحيد الجهود في مكافحة هذه الظاهرة، في أقرب وقت وبأقصى درجات الفعالية، لكننا لم نتوصل بعد إلى مقاربة مشتركة بشأن طريقة معينة لتحقيق هذا الهدف، نظرا للخلافات القائمة بين مختلف المعنيين الموجودين "على الأرض".
وأضاف الوزير الروسي أنه اتفق مع نظيره الأمريكي على مواصلة بحث هذا الموضوع خلال اتصالاتهما المستقبلية، وعلى مواصلة دراسة السبل الممكنة من أجل مكافحة التنظيم الإرهابي على مستوى خبراء وزارتي الخارجية الروسية والأمريكية، وعلى الاسترشاد بالمبادرات التي طرحت في سياق مكافحة الإرهاب.
وكان الكرملين قد أعلن مؤخرا على لسان دميتري بيسكوف الناطق الصحفي باسم الرئيس الروسي أن الجانب الروسي لازال يهدف إلى تحقيق مبادرته الخاصة بإنشاء تحالف إقليمي واسع لمحاربة تنظيم "داعش" في الشرق الأوسط، بمشاركة سوريا وتركيا والأردن والسعودية.
بدوره قال ميخائيل بوغدانوف في تصريحات خلال زيارته للقاهرة الجمعة، إن روسيا تتواصل مع الحكومة السورية وما سماها المعارضة الوطنية داخل وخارج سوريا لتشجيع جميع الأطراف من أجل الجلوس على طاولة الحوار.
وأكد بوغدانوف على ضرورة مكافحة الإرهاب في مسار مواز للبحث عن حل سياسي لقطع الطريق على التنظيمات الإرهابية والمتطرفة، مشيرا إلى أن العديدَ من وفود المعارضة السورية سيصلون إلى موسكو خلال الفترة القادمة.
وقال بوغدانوف أيضا "إذا لم يكن هناك حل سياسي في سوريا فبديل القيادة الحالية في دمشق سيكون "داعش" وسيؤدي ذلك إلى تدمير البلد".
هذا وتأتي مبادرة روسيا الخاصة بإنشاء التحالف الإقليمي المناهض لـ"داعش وتكثيف جهود التسوية السورية، على خلفية التقارب الدبلوماسي بين موسكو والرياض، وقبيل زيارة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز إلى روسيا، والتي يتوقعها الكرملين في الخريف المقبل.
وكان الرئيس الروسي قد دعا العاهل السعودي إلى زيارة موسكو خلال مكالمة هاتفية جرت بينهما في الـ20 من أبريل/نيسان.
وعلق مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف آنذاك قد قال، تعليقا على توجيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دعوة إلى العاهل السعودي لزيارة موسكو "إنه مدعو في الخريف وستدرس المسألة".
هذا وقد أعلن ولي ولي العهد السعودي، وزير الدفاع محمد بن سلمان خلال لقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الـ18 يونيو/حزيران في سان بطرسبورغ أن الملك سلمان بن عبد العزيز سيزور روسيا في القريب العاجل تلبية لدعوة الرئيس الروسي.
كما نقل الأمير السعودي دعوة من العاهل السعودي إلى الرئيس الروسي لزيارة المملكة العربية السعودية.
وأكد بوتين قبوله الدعوة بكل سرور، مضيفا أنه يتذكر زيارته الأخيرة إلى الرياض والاستقبال الحار الذي أقيم على شرفه فيها.
المصدر: وكالات