وذكرت القناة أن أكثر من 30 طائرة حربية أقلعت من قاعدة جوية في "ديار بكر" وقصفت ملاجئ ومعسكرات ومستودعات ذخيرة.
وأوضح مسؤولون أتراك أنهم على علم بهذه الغارات إلا أنهم رفضوا التعليق على العمليات العسكرية المستمرة.
ومن جهته جدد رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو تأكيده مواصلة الغارات الجوية إلى حين زوال التهديدات المحدقة بتركيا، مضيفا أن جميع ملاجئ حزب العمال الكردستاني المعروفة قد دمرت.
هذا وبدأت الغارات الجوية التركية ضد حزب العمال الكردستاني وتنظيم "داعش" الأسبوع الماضي، في أعقاب هجوم انتحاري وقع في مدينة سروج التركية قرب الحدود مع سوريا وراح ضحيته 32 شخصا.
مقتل شرطيين تركيين برصاص مسلحي "الكردستاني"
قتل شرطيان تركيان، الجمعة 31 يوليو/تموز، برصاص مسلحين من حزب العمال الكردستاني في مدينة أضنة جنوب تركيا.
وذكرت وكالة أنباء الأناضول التركية أن الهجوم وقع على مديرية أمن قضاء بوزانتي في ولاية أضنة جنوبي البلاد، وقد تمكنت الشرطة من قتل المسلحين، إثر اشتباك بين الطرفين.
وأضافت أن الشرطة التركية شددت إجراءاتها الأمنية في المنطقة، تحسبا لوقوع هجمات أخرى، مشيرة إلى أن حزب العمال الكردستاني يواصل استهداف المقار الأمنية التركية، إضافة إلى عناصر الشرطة والجيش بعدد من المدن خاصة في جنوب شرقي البلاد.
وكان الجيش التركي شن الخميس 30 غارة على معاقل الحزب شمال العراق، في الوقت الذي قتل فيه 3 جنود أتراك في هجوم لمسلحي الحزب على قافلة عسكرية بإقليم سرناك الواقع جنوب شرقي البلاد.
ومنذ اندلاع جولة العنف الجديدة في 20 يوليو/تموز، قتل 13 جنديا وشرطيا على الأقل، 3 منهم في كمين استهدف الخميس قافلة عسكرية.
وقد وقع القسم الأكبر من الهجمات في جنوب شرق الأناضول، وخصوصا في المحافظات القريبة من شمال العراق، حيث لجأ مقاتلو حزب العمال الكردستاني. ووقع هجوم الجمعة في منطقة يؤمها سياح غربيون.
وردا على تلك الهجمات، يشن الجيش التركي يوميا غارات جوية كثيفة على مواقع حزب العمال الكردستاني في شمال العراق.
تركيا: موقف العراق من الغارات على حزب العمال "مخيب للآمال"
من جهة أخرى، قالت وزارة الخارجية التركية الجمعة إن موقف الحكومة العراقية "السلبي" من الغارات الجوية التركية على معسكرات حزب العمال الكردستاني في شمال العراق "مخيب للآمال" ويصعب قبوله.
وذكرت الوزارة في بيان "من الواضح أن الكثير من أعضاء حزب العمال الكردستاني المسلحين يتحصنون داخل الأراضي العراقية منذ سنوات". "من غير الممكن قبول أو فهم موقف المعارضة من جانب من لا يمكنه السيطرة على حدوده".
يذكر أن الحكومة العراقية قد دانت في وقت سابق الهجوم التركي على المقاتلين الأكراد في شمال العراق ووصفته بأنه تصعيد خطير واعتداء على السيادة العراقية.
كما أكدت التزام العراق بعدم السماح بأي اعتداء على تركيا من الأراضي العراقية داعية تركيا إلى احترام علاقة حسن الجوار بين البلدين وعدم التصعيد واللجوء إلى التفاهم بين البلدين الجارين في حل المشاكل.
فتح تحقيق قضائي بحق الرئيسة الثانية لحزب الشعوب الديمقراطي في تركيا
هذا وتبعا للتحقيق القضائي الذي فتح في حق رئيس حزب الشعوب الديمقراطي صلاح الدين دميرطاش، بدأ القضاء التركي الجمعة 31 يوليو/تموز تحقيقا مع الرئيسة الثانية للحزب المؤيد للأكراد، فيغن يوكسيكداغ، التي وجهت لها تهمة الترويج لمجموعة إرهابية
ووجه القضاء التركي إلى فيغن يوكسيكداغ تهمة الإدلاء بتصريحات في شهر تموز/يوليو، مؤيدة للمقاتلين الأكراد في سوريا الذين تتهمهم الحكومة التركية بالتحالف مع حزب العمال الكردستاني.
يذكر أن تحقيقا قضائيا فتح الخميس 30 يوليو/تموز بحق زعيم حزب الشعب الديموقراطي صلاح الدين ديمرطاش بتهمة "الإخلال بالنظام العام" و"التحريض على العنف".
هذا وقد صرح زعيما الحزب أن هدف الحكومة التركية هو "معاقبتهما" على النتيجة الجيدة التي حققها حزب الشعب الديموقراطي في الانتخابات التشريعية التي أجريت في السابع من يوليو/تموز، وخسر فيها حزب العدالة والتنمية الأغلبية البرلمانية.
ويشن الجيش التركي هجوما على حزب العمال الكردستاني، الذي كثف من جهته هجماته الدامية على قوات الأمن في الفترة الأخيرة.
أردوغان: أمن تركيا والمجتمع الدولي في خطر
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الجمعة 31 يوليو/تموز،: "أمن تركيا والمجتمع الدولي مهدد بسبب الأوضاع في سوريا، مضيفا في كلمة ألقاها بمعهد الأمن القومي في العاصمة الإندونيسية جاكرتا، "حكومة الرئيس السوري بشار الأسد تلجأ إلى مختلف الأساليب في حربها على شعبها، وتركيا تواجه المنظمات الإرهابية حاليا".
وتابع الرئيس التركي قائلا: "ممارسات تنظيم "الدولة الإسلامية"، لا علاقة لها بالدين الإسلامي، والتهم الموجهة إلى تركيا وحكومتها بخصوص المقاتلين الأجانب في سورية، لا أساس لها من الصحة وأدعو إلى ضرورة التعاون الوثيق في مواجهة ظواهر مثل "الإسلاموفوبيا"، ومعاداة الأجانب، والتمييز والعنصرية، ونحن قلقون من لجوء بعض الساسة في الغرب إلى خطاب الإقصاء الذي يلحق الضرر بثقافة العيش المشترك".
وقال الرئيس التركي إن جميع مشاكل الشرق الأوسط مرتبطة ببعضها البعض، وإنه يتفهم الهواجس الأمنية للغرب بخصوص المنطقة، ذاكرا أن المنظور الأمني وحده لايكفي لحل مشكلة الإرهاب، وبقية مشاكل المنطقة.
تعليق مراسلنا في اسطنبول
المصدر: وكالات