وكان الجيش التركي أعلن في وقت سابق الخميس، عن مقتل 3 من جنوده في هجوم لحزب العمال الكردستاني بإقليم سرناك الواقع جنوب شرقي البلاد.
وأوضح بيان لرئاسة الأركان العامة التركي أن الجيش يجري عملية بحث في المنطقة عن المهاجمين، مضيفا أن "المنظمة الإرهابية المتمردة (ويقصد بها حزب العمال الكردستاني)، هاجمت قواتنا التي أرسلت إلى المنطقة لضمان الأمن على الطريق السريع، حيث سارت قافلة بأفرادها العائدين من إجازاتهم. قتل ضابط وضابط صف وجندي".
وذكرت الأركان العامة التركية أنه تم القضاء على الإرهابي المسلح في تبادل لإطلاق النار، وأرسلت طائرات من دون طيار ومروحيات وقوات خاصة إلى منطقة الحادثة.
وكان قتل شرطي ومدني، مساء الأربعاء 29 يوليو/تموز، جنوب شرق تركيا في هجوم جديد نسب إلى حزب العمال الكردستاني.
وحسب وسائل الإعلام المحلية فقد تعرض شرطي كان يجلس أمام مقهى في مدينة سينار جنوب شرق أنطاليا إلى إطلاق نار من قبل مجهولين كانوا على متن سيارة.
كما أدى إطلاق النار العشوائي إلى إصابة مدني كان قرب موقع الحادث، وقد تم نقل المصابين إلى المستشفى ليتوفيا لاحقا.
وكانت تركيا بدأت قصف معسكرات تابعة لحزب العمال الكردستاني شمال العراق منذ 25 يوليو/تموز بعد تتالي الهجمات المسلحة التي استهدفت بالأساس الأمنيين والجنود الأتراك.
وفي سياق متصل ذكرت الصحف التركية أن الجيش سرّع من وتيرة إجراءاته لتعزيز الحدود مع سوريا في عدة مواقع من محافظة هاتاي، وبنى نحو 2.5 كيلومتر من حائط عازل عرضه متر مقاوم للرصاص وللقذائف، وحفر خندقا يبلغ 7 كيلومترات.
السلطات القضائية التركية تفتح تحقيقا ضد "دميرطاش"
هذا وفتحت السلطات القضائية التركية تحقيقا ضد صلاح الدين دميرطاش زعيم حزب الشعوب الديموقراطي، أكبر حزب مؤيد للأكراد بتهمة التسبب باضطرابات في النظام العام والتحريض على العنف.
وتعود وقائع التهمة الموجهة لدميرطاش إلى أكتوبر/تشرين الأول 2014، غير أن فتح تحقيق في حقه جاء في أوج حملة تشنها السلطات الإسلامية المحافظة على المتمردين الأكراد، وقد قالت وكالة الأناضول الحكومية التركية إن دميرطاش قد يحكم على بالسجن لمدة تصل إلى 24 عاما إذا أدين.
ويعد حزب دميرطاش أحد الفائزين في الانتخابات التشريعية التي جرت في الـ7 من مايو/أيار الماضي وحصل فيها على 13% من الأصوات ما مكنه من الحصول على 80 مقعدا في البرلمان.
هذا ورأى زعيم حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد صلاح الدين دميرطاش الخميس 30 يوليو/تموز أن المهمة الرئيسة للعملية العسكرية التركية تتمثل في منع قيام وحدة كردستانية في شمال سوريا.
وقال دميرطاش في حوار مع رويترز : " جر حزب العدالة والتنمية الحاكم البلاد إلى هذا النزاع للثأر من خسارته الأغلبية في البرلمان عقب انتخابات الـ7 من يونيو/حزيران، فيما تمكن حزب الشعوب الديمقراطي من الدخول إليه لأول مرة".
ودعا زعيم حزب الشعوب الديمقراطي مؤخرا إلى ضرورة إيقاف العملية العسكرية التركية، مشيرا إلى أن "إحلال السلام عمل مضن، ويجب على جميع الدول المشاركة في الأعمال العسكرية إيقافها والتصرف بعقلانية".
أردوغان يهاجم دميرطاش بعد تصريحاته
بدوره، هاجم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشدة تصريحات لزعيم حزب الشعوب الديمقراطي، صلاح الدين دميرطاش بشأن هجوم سوروج الانتحاري أدلى بها قبل 10 أيام.
ووصف أردوغان اتهام دميرطاش للرئاسة بصلتها بالهجوم الانتحاري الذي أودى بحياة 32 شخصا وخلّف أكثر من 104 مصابين، بأنها " تتسم بالوقاحة، وعارية تماماً عن الصحة".
واتهم أردوغان، دميرطاش بأنه "المسؤول الأول عن مقتل 50 شخصا، في الاضطرابات التي شهدتها بعض المدن التركية في أكتوبر/تشرين الأول الماضي"، قائلا "دميرطاش، الذي يتمتع بالحصانة البرلمانية حاليا، عمل دائما على تشويه عملية السلام الداخلي في تركيا، وعرقلتها، ومحاولة العودة بها إلى الوراء"... "دميرطاش فشل في تبني موقف صريح تجاه منظمة "بي كا كا" الإرهابية، يماثل مواقف الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية، اللذين أعلناها منظمة إرهابية".
وكانت بعض المدن التركية في الجنوب والجنوب شرق ذات الأغلبية الكردية، شهدت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مظاهرات بهدف "التضامن مع أهالي بلدة عين العرب السورية"، التي كان يسيطر عليها تنظيم "داعش" آنذاك، وتسببت أعمال العنف التي شهدتها في سقوط العشرات من القتلى والجرحى.
تعليق مراسلنا في إسطنبول
تعليق المحلل السياسي جواد كوق من اسطنبول، ومن برلين مدير المركز الكردي للدراسات في المانيا نواف خليل:
المصدر: وكالات