وجاء في التقرير المشترك الذي أعدته منظمة العفو الدولية وفريق البحث المعني بمشروع علم العمارة الجنائية بعنوان"يوم الجمعة الأسود"، أن أدلة جديدة ظهرت تثبت تورط القوات الإسرائيلية في ارتكاب جرائم حرب ردا على أسر أحد جنودها مطلع شهر أغسطس/آب وتشمل الأدلة تحليلا مفصلا من المواد متعددة الوسائط.
وترى المنظمة أن الهجمات الجوية والبرية التي شنها الجيش الإسرائيلي على رفح وأدت إلى مقتل 135 مدنيا، ترقى إلى مصاف الجرائم ضد الإنسانية أيضا.
وقال مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمنظمة العفو الدولية، فيليب لوثر إن أدلة قوية تشير إلى ارتكاب إسرائيل جرائم حرب رافق عملات قصفها على المناطق السكنية في رفح بغية إحباط عملية أسر الملازم هادار غولدين، وهو ما أظهر على نحو صادم عدم اكتراثها بأرواح المدنيين، معتبرا أن القوات الإسرائيلية شنت هجمات غير متناسبة وعشوائية و تهاونت في التحقيق بالقضية بشكل مستقل".
وحسب التقرير، تظهر نتائج التحليل أن الهجمات الإسرائيلية على رفح بتاريخ 1 أغسطس/ آب 2014 استهدفت عددا من المواقع التي كان يعتقد أن الجندي الإسرائيلي الأسير يقبع فيها بصرف النظر عن الخطر الذي تشكله تلك الهجمات على المدنيين، ما يوحي بأن تلك الهجمات كانت تهدف إلى قتله هو أيضاً على الأرجح.
كما أورد التقرير إفادات شهود العيان، ومشاهد مروعة للفوضى والرعب تحت نيران الطائرات المقاتلة من طراز إف-16 والطائرات من دون طيار والمدفعية التي انهمرت قذائفها على الشوارع لتصيب المدنيين الراجلين والركاب وسيارات الإسعاف التي كانت تنهمك في إخلاء الجرحى، مشددا على أن القوات الاسرائيلية استهدفت عمدا سيارات الإسعاف في رفح، بالرغم أنه كان واضحا أنها تقوم بنقل المصابين.
ولفت التقرير أيضا إلى ضراوة الهجمات التي استمرت حتى بعد الإعلان عن مقتل الجندي الإسرائيلي غولدين في 2 أغسطس/ آب، مرجحا أن تكون القوات الإسرائيلية قد تصرفت بدافع من الرغبة بمعاقبة سكان رفح انتقاما لوقوع الملازم في الأسر.
ولخص التقرير إلى السلطات الإسرائيلية، وعلى الرغم من مرور عام على نهاية النزاع، تهاونت في إجراء تحقيقات ذات مصداقية ومستقلة ومحايدة في انتهاكات أحكام القانون الإنساني الدولي، كما أن التحقيقات المحدودة التي أجرتها إسرائيل في بعض من تصرفات قواتها في رفح بتاريخ 1 أغسطس/ آب لم تؤدِ إلى محاسبة المتورطين.
وشنت إسرائيل في 7 يوليو/ تموز الماضي، حربا على قطاع غزة استمرت 51 يوما، أدت إلى مقتل أكثر من 2000 فلسطيني، وإصابة نحو 11 ألفا آخرين، وفق وزارة الصحة الفلسطينية، فيما أعلنت وزارة الأشغال العامة والإسكان الفلسطينية، أن إجمالي الوحدات السكنية المتضررة جراء هذه الحرب بلغ 28366.
تعليق مراسلنا في لندن
المصدر: وكالات