وفي مؤتمر صحفي عقده في أنقرة قال داود أوغلو إن نتائج التحقيق الأولية تدل على ضلوع تنظيم "داعش" في التفجير الانتحاري الدموي، مضيفا "أننا لسنا جاهزين الآن لتقديم أحكام نهائية".
وذكر رئيس الوزراء التركي أن هوية منفذ الهجوم لم يتم تحديدها بعد، لكن السلطات ستنشر المعلومات حال توفرها. وأضاف أوغلو أن نشر تعزيزات للجيش التركي على الحدود مع سوريا، الذي بدأ منذ أسابيع، سيتواصل.
وأدى تفجير قوي هز مدينة سروج التركية الواقعة عند الحدود مع سوريا الاثنين إلى مقتل 30 شخصا على الأقل وإصابة نحو 100 آخرين.
وكشفت مصادر إعلامية أن التفجير نفذه انتحاري في الساعة الثانية عشرة وخمس دقائق في حديقة المركز الثقافي بالمدينة، مؤكدة أن انتحاريا آخر كان في موقع الحادث، وتمكنت عناصر الأمن من السيطرة عليه واعتقاله قبل أن يفجر نفسه.
وذكرت وسائل إعلام تركية أن التفجير، استهدف متطوعين في المدينة كانوا ينوون العبور إلى عين العرب "كوباني" جنوب شرق تركيا قرب الحدود مع سوريا، للمشاركة في نشاطات إعادة إعمار المدينة، وتجمع المتطوعون في حديقة المركز للمشاركة في فعالية نظمها اتحاد الشباب الاشتراكي.
هذا وندد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالهجوم الانتحاري ووصفه بأنه عمل إرهابي. وقال أردوغان خلال زيارة إلى الشطر الشمالي من قبرص "نحن في حداد بسبب عمل إرهابي أوقع قتلى وجرحى، أنا أندد باسم شعبي، بمرتكبي هذا العمل الوحشي".وأعرب الرئيس التركي عن تعازيه لذوي الضحايا في كلمة متلفزة، وأكد أن الإرهاب ليس له دين ولا قومية، مشددا على ضرورة توحيد الجهود لمواجهة هذا الشر.
كما دان نائب رئيس الوزراء التركي يالجين أكدوغان التفجير الانتحاري الذي استهدف مدينة سروج قائلا "لا هجوم إرهابيا يمكنه أن يهزم تركيا، وحدة أمتنا وسيادتها وسلامها سيقوضون أهدافهم".
من جهتها أفادت وزارة الداخلية التركية بأن الانفجار عمل إرهابي، مطالبة الجميع بالوحدة والتزام الهدوء أمام الخطر الداهم الذي يستهدف تركيا، كما بين مسؤولان تركيان أن الأدلة الأولية تشير إلى أن الهجوم الانتحاري يحمل بصمة تنظيم "الدولة الإسلامية".
من جهته دان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين العمل الإرهابي الذي وقع في مدينة سروج التركية.
وأعلنت الدائرة الصحفية التابعة للكرملين أن بوتين أعرب عن تعازيه في برقية بعث بها إلى نظيره التركي رجب طيب أردوغان، وطلب منه فيها نقل كلمات التعزية والدعم لذوي الضحايا، والتمنيات بالشفاء العاجل لجميع المصابين جراء العمل الإرهابي. وجاء في بيان صدر عن الدائرة الصحفية: "في برقية التعزية، دان الرئيس الروسي بأشد العبارات هذه الجريمة الهمجية، وأكد أن مكافحة الإرهاب تتطلب تنسيقا نشطا لجهود المجتمع الدولي برمته".
وتعليقا على هذا التفجير الذي خلف عشرات القتلى والجرحى قال الكاتب الصحفي أوكتاي يلمز في حديث لقناة RT، إن تركيا تواجه خطر تنظيم داعش والفصائل الكردية المسلحة وكذلك استمرار النظام السوري في انتهاج الحل العسكري الذي يزيد الأزمة تعقيدا.
من جانبه توقع عضو مجلس الشعب السوري شريف شحادة، أن يشهد الشارع التركي احتجاجات ضد أردوغان وسياسته، مشيرا إلى أنه هو من دعم داعش التي باتت تهدد أمن المنطقة بما فيها تركيا.
وفي شباط الماضي استهدفت سيارة مفخخة نقطة تفتيش للجيش التركي على طريق سروج – علي كور بتركيا ما أدى إلى وقوع عدد من القتلى بين الجنود الموجودين عند الحاجز.
يذكر أن نحو 300 عضو من منظمات اتحاد الشباب الاشتراكي كانوا في مركز "عمارة" الثقافي الذي استهدفه الهجوم، في إطار مخيم صيفي للمساعدة في إعادة إعمار كوباني الواقعة مباشرة في الجهة المقابلة من الحدود. علما بأن المركز الثقافي تديره بلدية سروج برئاسة حزب الشعوب الديمقراطي والذي عادة ما يستقبل صحفيين ومتطوعين يعملون مع اللاجئين من كوباني.
قتلى بتفجير في عين العرب
وفي التوقيت الذي هز فيه الانفجار مدينة سروج التركية، لقي عدد من المقاتلين الأكراد مصرعهم في عين العرب "كوباني" إثر تفجير انتحاري استهدف منطقة الرحبة في المدينة الكردية، حسب ما ذكره ناشطون سوريون.
وأفاد النشطاء بأن انتحاريا في سيارة مفخخة فجر نفسه على حاجز لوحدات حماية الشعب في جنوب كوباني، مشيرين إلى مقتل عنصرين من الوحدات.
ورجح المحلل السياسي بركات قار في حديث لقناة RT، أن يكون تنظيم داعش هو من يقف وراء الانفجار. وأشار إلى أن هذه العملية هي من مصلحة حزب الله الكردي وكذلك حزب العدالة والتنمية الذي روج لمثل هذه القوى ودعمها.
مزيد من التفاصيل في التقرير التالي:
المصدر: وكالات