كما لم يعد مجديا الخوض بتفاصيل الاتفاق التقنية رغم التعقيدات التي قد تكتنف تطبيقها، سؤال اليوم الأبرز هو شكل المنطقة وتداعيات الحدث على صراعاتها، كيف ستتعامل القوى الإقليمية مع متغيرات واقعة لا محالة، من السعودية زعيمة حلفاء واشنطن العرب، إلى إسرائيل التي وصفت الاتفاق بالخطأ التاريخي.
وكما خط الاتفاق بندا بندا بدقة وحذر، فإن من شأن تطبيقه أن يفتح الشرق الأوسط على متغيرات يصفها كثيرون بالدراماتيكية.
ها هي صفحة جديدة تفتح في العلاقات الدولية، صفحة أخذت من الشد والجذب أكثر من 10 سنوات لتتوصل إيران والقوى الكبرى إلى اتفاق يغلق أحد الملفات العالمية الأكثر تعقيدا. مر الوصول إلى هذه النهاية بمطبات بلغت حد التهديد بالعمل العسكري من قبل واشنطن، أو الشيطان الأكبر بالنسبة إلى طهران.
وها هي الخلاصة النهائية اتفاق مؤلف من عشرات الصفحات وأبرز ما تضمنه؛
1- رفع العقوباتِ المفروضةَ من قبل أوروبا والولايات المتحدة عن إيران.
2- فرض قيود على البرنامج النووي الإيراني طويلة المدى مع استمرار تخصيب اليورانيوم بنسبة حددت بـ 3.67%.
3- خفض عدد أجهزة الطرد المركزي بمقدار الثلثين إلى 5 آلاف و60 جهاز طرد.
4- التخلص من 98% من اليوررانيوم الإيراني عالي التخصيب.
5- عدم تصدير الوقود الذري خلال السنوات المقبلة وعدم بناء مفاعلات تعمل بالماء الثقيل وعدم نقل المعدات من منشأة لأخرى لمدة 15 سنة.
6- السماح بدخول مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية لكل المواقع المشتبه فيها ومنها المواقع العسكرية لكن بعد التشاور مع طهران.
7- خمس سنوات إضافية لحظر استيراد الأسلحة وثماني سنوات للصواريخ المفروض من الأمم المتحدة.
8- الإفراج عن أرصدة إيران المجمدة والمقدرة بمليارات الدولارات.
9- رفع الحظر عن الطيران الإيراني وأيضا عن البنك المركزي والشركات النفطية والعديد من المؤسسات والشخصيات.
10- التعاون في مجالات الطاقة والتكنولوجيا.
كما يتضمن الاتفاق شرطا إضافيا ينص على عودة فرض العقوبات على طهران خلال 65 يوما في حال عدم التزامها.
وبذلك تكون إيران قد عادت إلى الساحة الدولية من الباب النووي كما دخلت العزلة من الباب نفسه عادت إلى الساحة الدولية وبقدر ما يوصف الاتفاق بالتاريخي، فإنه أيضا يثير تساؤلات بشأن المشكلات الجديدة التي قد يحدثها لا سيما في ظل قلق أطراف إقليمية من اتفاق كهذا حذرت من توقيعه طويلا، وحاولت عرقلته ولا تزال.
تعليق الأكاديمي والباحث السياسي حسن احمديان من طهران، ومن جدة مدير تحرير صحيفة عكاظ خالد طاشقندي:
تعليق الخبيرة بالشؤون الإيرانية والباحثة في معهد الاستشراق في موسكو لانا رافاندي فاداي:
التفاصيل في التقرير المرفق