الخلافات تمحورت حول سرعة رفع العقوبات المفروضه على إيران ودخول المفتشين الدوليين إلى المرافق النووية الإيرانية وخصوصا المواقع العسكرية، وهي جوهر الخطوط الحمراء التي وضعها المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي.
لكن اللافت أن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف غادر فيينا إلى طهران ليوم واحد للتشاور مع القيادة الإيرانيه قبل العودة مجددا إلى فيينا.
وبالتأكيد فان ظريف حمل معه مقترحات جديدة طرحها المفاوضون الغربيون في ساعات التفاوض الأخيرة.
وتشكل تلك المقترحات بحسب ما ألمح به أكثر من مصدر حلا وسطا بين وجهتي النظر الإيرانية والغربية، ولا سيما بعد الخطوط الحمراء التي وضعها خامنئي وما تلاها من ضعوط من قبل المستشارين السابقين للرئيس الأمريكي باراك أوباما للضغط عليه لعدم توقيع الاتفاق بدعوى أن واشنطن قدمت تنازلات جوهرية لطهران تمكنها من إنتاج قدرات نووية عسكرية.
ومن خلال ذلك السياق يبدو أن النقاط ما زالت عالقه بإجماع كل وزراء خارجية الدول الست الكبرى.
لكن في المقابل هناك حقيقة واضحة تقول إن الساعات الأخيره في أي مفاوضات هي أصعب اللحظات دوما حيث تتبارى كل الأطراف في انتزاع القدر الأكبر من المكاسب.
وما الخطوط الحمراء التي وضعها خامنئي سوى وسيلة ضغط من قبل الأخير على إدارة أوباما التي تحاول جاهدة التوصل إلى اتفاق قبل موعد الانتخابات الأمريكية.
من يراقب تصريحات المسؤولين في فيينا يعلم تماما بالرغم من كل العراقيل التي تم الحديث عنها أن هناك أجواء إيجابية وإرادة سياسية لإنهاء الملف النووي الإيراني وحتى في طهران نفسها، وذلك لعدة أسباب.
أولاـ وجود إجماع عند عواصم القرار بأن انهيار المفاوضات بشكل تام هو أمر مستبعد طالما هناك أرضية جرى الاتفاق عليها في لوزان الفرنسية وبأن التمديد لأسبوع أو أكثر واقع لا محاله لأهمية الهدف.
ثانياـ هناك مصلحة إيرانية وأمريكية لاعتبارات داخلية وخارجية لكل منهما في التوصل لاتفاق نووي وهنا لا بد من التفصيل .
فمن الناحية الايرانية تسود حالة التفاؤل عند كثير من السياسيين والمسؤولين وعلى رأسهم رئيس الجمهورية حسن روحاني الذي راهن أمام خصومه في البرلمان على إبرام اتفاق يخلص إيران من طوق العقوبات الاقتصادية المفروض عليها الذي أنهك الحجر والبشر في البلاد.
ومن الناحية الأمريكية فإن الرئيس باراك أوباما يحاول الضغط بشأن التوصل إلى اتفاق يستثمره سياسيا أمام خصومه الجمهوريين ولا سيما بعد الضغوط التي فرضها عليه الكونغرس بشأن مراجعة أي اتفاق.
ويستطيع أيضا أن يستثمرها خارجيا في حلحلة كثير من الملفات الشائكة في الشرق الأوسط بدءا من سوريا واليمن والعراق وأفغانستان. في النهاية فإن المفاوضات الآن في أحرج أوقاتها وسط سيل من الضغوط الخارجية والتوازنات السياسية الداخلية لكل من طهران وواشنطن، لكن المعادلة التي تخدم الجميع هنا هي الخروج باتفاق على قاعدة "الكل رابح" ولا سيما سحب فتيل ضربات عسكرية تشعل المنطقة أكثر فأكثر.
تعليق موفدتنا إلى فيينا
المصدر: RT