وأعلنت رئيسة الدبلوماسية الأوروبية فيديريكا موغيريني في فيينا الأحد 28 يونيو/حزيران أن القرار حول إرجاء الموعد النهائي للمفاوضات لمدة طويلة لم يتخذ إلا أن المناقشات حول الاتفاق بين "السداسية" وطهران قد تستمر ليوم أو يومين بعد 30 يوينو.
وقبيل مغادرتها المفاوضات في العاصمة النمساوية أكدت موغيريني استعداد الطرفين للعمل "بطريقة مرنة"، مثلما كان في لوزان السويسرية، حيث تطلب التوصل إلى اتفاق يومين إضافيين.
موغيريني: لا مراجعة لاتفاقات لوزان
وشددت موغيريني على أن الحديث لا يدور عن إعادة النظر في اتفاقات لوزان، إنما تركز المفاوضات على تفاصيل سياسية وفنية للاتفاق المستقبلي. وأوضحت أن النقاشات تدور حول بعض النقاط وكيفية تحويلها إلى نص نهائي لوثيقة الاتفاق وملحقاته.
وأكدت موغيريني أن جولة الأحد أثمرت عن "نتيجة جيدة"، وأن جميع المشاركين في المفاوضات أظهروا "الإرادة السياسية" المطلوبة، وقد تم تكليف المفاوضين ببدء العمل فورا على صياغة النص ومحاولة تسوية جميع المسائل الخاصة بالاتفاقات السياسية التي تم التوصل إليها في لوزان، وتطبيقها على نص الاتفاق النهائي. وأضافت موغيريني أن وزراء دول "السداسية" سيعودون إلى فيينا لبحث "بعض المسائل السياسية الأكثر أهمية".
كيري يبقى في فيينا رغم مغادرة نظرائه طاولة المفاوضات
أعلن دبلوماسي أمريكي رفيع المستوى أن وزير الخارجية الأمريكي سيظل في فيينا على الرغم من أن نظراءه غادروا المفاوضات.
وفي رد على سؤال عما إذا كان كيري يفضل البقاء في فيينا بسبب إصابته بكسر في ساقه، قال الدبلوماسي: "لا شك أنه يبقى".
وفي وقت سابق من الأحد غادر فيينا كل من وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ونظراؤه البريطاني فيليب هاموند والإيراني محمد جواد ظريف ورئيسة الدبلوماسية الأوروبية فيديريكا موغيريني. هذا ويتوقع أن يحذو وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير حذوهم صباح الاثنين 29 يونيو/حزيران.
يذكر أن ظريف ونظيره الأمريكي جون كيري اجتمعا الأحد لاستكمال المفاوضات حول البرنامج النووي.
وقال سابقا مسؤول أمريكي طلب عدم نشر اسمه، أن واشنطن لا يزعجها قرار ظريف العودة إلى طهران، موضحا أنه من المتوقع دائما أن يأتي الوزراء إلى فيينا ويغادرونها مع احتدام المفاوضات النووية.
وبين أن الأطراف المجتمعة ما زالت تسعى للوصول إلى اتفاق خلال جولة المفاوضات الحالية في فيينا، مضيفا أن "لا أحد يتحدث عن أي نوع من التمديد لفترة طويلة".
وتطرح هذه التطورات تساؤلات حول صعوبة المفاوضات الجارية في العاصمة النمساوية، إذ تواصل أوساط أوروبية الحديث عن اختلافات كبيرة بين الغرب وإيران حول الملف النووي للأخيرة.
إذ أكد وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند الأحد 28 يونيو/حزيران أن اختلافات كبيرة في وجهات النظر حول تفاصيل اتفاق النووي الإيراني مازالت عالقة بين طهران ودول مجموعة "5 +1".
ورفض هاموند لدى وصوله إلى فيينا الخوض في التفاصيل، لكنه قال: "وكما قلت دائما أعيد أن عدم التوصل لاتفاق أفضل من التوصل لاتفاق رديء"، مع أنه عبر عن أمله في أن يتم الاتفاق خلال عدة أيام.
من جهته أكد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس لدى وصوله إلى فيينا أن التوصل إلى صفقة يتطلب توافر شروط ثلاثة وهي أن تكون الصفقة مستقرة، وأن يمكن من خلالها تفتيش جميع المواقع النووية بما فيها العسكرية وأن تسترجع جميع العقوبات على إيران مجددا وبشكل آلي في حالة مخالفتها للاتفاقية.
شتاينماير: محطة واحدة تفصل بيننا وبين الاتفاق مع إيران
وفي وقت سابق من الأحد أجرى وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير لقاء مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، كتب في أعقابه على صفحته في موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي: "لقد حان الأوان لخطوات جريئة أخيرة.. الاتفاق ممكن!".
وفي تصريح صحفي قال شتاينماير الأحد أن الشفافية والرقابة تبقيان محط جدال في المفاوضات بين مجموعة "5+1" وإيران.
واعتبر الوزير أن الرقابة لن تكون فاعلة إلا إذا شملت جميع المنشآت المثيرة للشكوك. وذكر شتاينماير بهذا الصدد أن الاتفاقيات التي توصل الطرفان إليها في لوزان تمتد "إلى جميع النشاطات النووية، بغض النظر عن المكان التي تتم فيه".
وبحسب وزير الخارجية الألماني فإن "محطة واحدة فقط" تفصل بين الطرفين المتفاوضين والاتفاق النهائي حول برنامج طهران النووي، والمهم الآن هو "ألا تتغير الأجواء".
وأضاف أن اتفاقات لوزان تسمح بإزالة حواجز كثيرة تعرقل التوصل إلى الهدف، ويبقى تحويلها إلى نص الاتفاق النهائي، "لكن ذلك يعتبر أمرا صعبا".
وبحسب شتاينماير فإن "ثمة محاولات، بما فيها من طرف إيران، لتدقيق هذا البند المتفق عليه أو ذاك، بل وتحريك بعض حجارة الأساس"، مضيفا أن الاتفاق النهائي سيكون ممكنا فقط "إذا تمسكنا باتفاقات لوزان، الأمر الذي يتطلب استعداد الطرفين للتقدم نحو إيجاد الحل".
تعليق موفدتنا إلى فيينا
تعليق نبيه الحسامي الصحافي المتخصص في شؤون المنظمات الدولية
تعليق المحلل السياسي طلال العتريسي
تعليق حامد كبهاني الصحفي المختص في الشأن الإيراني
المصدر: وكالات