وقال آشتون كارتر وزير الدفاع الأمريكي في مؤتمر صحفي عقد خلال زيارته إلى أستونيا، الثلاثاء 23 يونيو/حزيران، إن "الولايات المتحدة ستبدأ بنشر 250 دبابة وعربة مدرعة وغيرها من المعدات العسكرية في سبع دول أوروبية. كما سيتم نشر سرية أو كتيبة في كل من بلغاريا وإستونيا وليتوانيا ولاتفيا وبولندا ورومانيا وألمانيا، وذلك بشكل مؤقت على الأقل".
وأضاف أن تحركات المعدات العسكرية في أوروبا أمر مناسب لإجراء التدريبات.
من جانبه، أكد وزير الدفاع الإستوني سوين ميكسر خلال لقائه مع نظيره الأمريكي، أن بلاده مستعدة لتوفير ظروف مناسبة لنشر الأسلحة والمعدات على أراضي إستونيا لضمان احتياجات كتيبة حلفائها.
وفيما جرت محادثات الوزيرين، رست سفينة "سان أنتونيا" للإنزال التابعة للقوات البحرية الأمريكية في ميناء تالين (عاصمة أستونيا). وتقدر السفينة على إنزال 800 فرد من المشاة البحرية، إلى جانب المعدات العسكرية.
هذا ويتواجد وزير الدفاع الأمريكي في العاصمة الأستونية في إطار جولته الأوروبية التي بدأت الاثنين الماضي وستستمر حتى الـ26 من الشهر الجاري. ومن المتوقع أن يزور كارتر بروكسل للمشاركة في اجتماع وزراء دفاع دول الناتو، يومي الأربعاء والخميس هذا الأسبوع.
وفي بروكسل، قال دوغلاس ليوت السفير الامريكي لدى الناتو، للصحفيين الثلاثاء، أن الولايات المتحدة "ستبدأ بنشر مجموعة من الدبابات والمعدات القتالية المدرعة والمدافع الآلية في دول وسط وشرق أوروبا من أجل دعم برنامج التدريبات المكثفة الذي ننفذه منذ عام".
وأشار إلى أن هذه المجموعة ستنشر في 6 دول أعضاء في الحلف الأطلسي، "بالقرب من مناطق إجراء التدريبات".
وتأتي هذه التصريحات في الوقت الذي تعمل فيه واشنطن على "تقوية أمن الحلف" في ظل ما وصفته بـ "المخاطر الجديدة". وأعلنت الولايات المتحدة مؤخرا عن خطط لنشر أسلحة ثقيلة في ألمانيا إضافة إلى 5 آلاف جندي لحماية شرق أوروبا ودول البلطيق من "عدوان محتمل من قبل روسيا"، على حد زعمها.
ألمانيا وفرنسا تعارضان نشر الصواريخ الأمريكية في أوروبا.. ولندن تؤيد واشنطن
من جانب آخر، كانت مجلة "دير شبيغل" أفادت السبت الماضي بأن ألمانيا وفرنسا ترفضان نشر صواريخ أمريكية متوسطة المدى ومزودة برؤوس نووية في أوروبا.
وأشارت المجلة إلى أن برلين تتخوف من تحول ألمانيا إلى رأس جسر استراتيجي في حال قيام مواجهة بين موسكو وواشنطن.
وفي الوقت نفسه، صدرت من لندن تصريحات مؤيدة لأي قرار أمريكي اتخذ بهذا الموضوع. وقال مايكل فالون وزير الدفاع البريطاني الأحد 21 يونيو/حزيران، في مقابلة مع شركة "بي بي سي" التلفزيونية أن بلاده ستؤيد الولايات المتحدة إذا قررت ذلك.
ليتوانيا: نستعد لقبول المعدات الثقيلة الأمريكية
من جهتها، لم تتردد ليتوانيا فيما يتعلق بمسألة قبول المعدات الثقيلة التابعة لواشنطن ونشرها على أراضيها.
وقال يوزاس أوليكاس وزير الدفاع الليتواني بعد محادثاته مع كارتر في تالين إن "الميادين المتوفرة لدينا التي نقوم بتحديثها وتوسيعها، وكذلك الوحدات العسكرية قادرة الآن على قبول المعدات التي من المخطط نشرها في ليتوانيا".
وصرح أن المعدات الأمريكية لن تصل في دفعة واحدة، مردفا بالقول إن "الانتظار، على الأرجح، لن يكون طويلا".
لاتفيا تشكر واشنطن لحماية دول البلطيق
أما لاتفيا وهي دولة أخرى واقعة في منطقة البلطيق، فأعربت عن دعمها لقرار الولايات المتحدة بشأن نشر المعدات العسكرية الثقيلة في دول وسط وشرق أوروبا، بما في ذلك الأراضي اللاتفية.
كما شكرت لاتفيا البنتاغون "لمساهمة واشنطن في تقوية الأمن الإقليمي في دول البلطيق في إطار بعثة "الحزم الأطلسي"، حسبما أفاد به المكتب الصحفي لوزارة الدفاع اللاتفية.
وقال سكرتير الدولة في وزارة دفاع لاتفيا يانيس سارتس بعد اللقاء مع آشتون كارتر في العاصمة الأستونية تالين اللذي عقد الثلاثاء 23 يونيو/حزيران الحالي إن "الولايات المتحدة بصفتها شريكا استراتيجيا لنا تثبت استعداد الأمريكيين لحماية حرية دول البلطيق والقيم الديمقراطية ليس فقط بأقوال، وإنما بأفعال أيضا".
من جانبها، كانت موسكو قد وصفت الخطط الأمريكية لإرسال المعدات العسكرية إلى شرق أوروبا بأنها خرق للاتفاقات السابقة بين روسيا والحلف الأطلسي. وأعلنت وزارة الخارجية الروسية أن الولايات المتحدة تسعى على ما يبدو في تعاملها مع حلفائها، إلى التقويض وبشكل نهائي للبند المحوري في وثيقة "روسيا-الناتو" الأساسية التي تم التوقيع عليها عام 1997، والتي تلزم الحلف بعدم نشر عدد كبير من قواته على أراضي شرق أوروبا بشكل دائم.
المصدر: وكالات