مشاكل الاقتصاد العالمي وجذب المستثمرين الأجانب إلى روسيا، والبحث عن مصادر جديدة للنمو في ظل العقوبات الغربية، وإجراءات مكافحة الأزمة ومسائل السياسة النقدية، كل هذه المواضيع كانت على جدول أعمال اليوم الأول لمنتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي.
وتستمر فعاليات المنتدى حتى يوم السبت المقبل 20 يونيو/حزيران.
ويشارك في المنتدى 843 ممثلا عن قطاع الأعمال الأجنبي و450 شركة من بينها شركات كبرى كـ (برايس ووتر هاوس كوبرز) "PwC"، و"إرنست أند يونغ"، "ماكينزي"، ومجموعة "Metro AG" الألمانية، وشركة "شل"، ومجموعة "TUI AG" الألمانية للسياحة، و"توتال" و"بوسطن للاستشارات"، ومجموعة "BCG" وشركة "BP" النفطية وشركة "اينل"، و"ايني"، و"سوسيتيه جنرال"، وشركة "KinRossi"، ومن المتوقع أن يزور المنتدى ممثلون عن أكثر من 1600 شركة.
ومن أهم أحداث اليوم الأول للمنتدى لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع رؤساء كبرى الصناديق السيادية والاستثمار في العالم.
وشارك في هذا اللقاء ممثلون عن أكثر من 27 صندوقا سياديا من 16 بلدا، بما في ذلك الولايات المتحدة، والمملكة العربية السعودية والصين ودول أوروبية وشرق أوسطية ما يشير إلى الاهتمام الكبير الذي توليه هذه المؤسسات الاستثمارية لروسيا.
والتقى بوتين على هامش فعاليات اليوم الأول للمنتدى بولي ولي العهد وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان.
ووفقا لرئيس مجلس إدارة صندوق "منتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي" سيرغي بيلياكوف فإن المملكة العربية السعودية تملك إمكانيات هائلة من الموارد الاستثمارية التي يمكن توجيهها في مشاريع البنية التحتية، وخاصة في الشرق الأقصى وسيبيريا.
وقال بيلياكوف: "إذا كانت القيادة السياسية للسعودية على أعلى مستوى قدمت لبحث جدول أعمال التعاون والاستثمارات الممكنة، فإن هذا يعني أن روسيا بالفعل مهمة جدا من حيث إنشاء مشاريع محددة واستثمارات معينة".
بوتين يشيد بالعلاقات الروسية الصينية
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن التعاون الروسي- الصيني يتطور بنشاط في جميع المجالات وذلك خلال لقائه نائب رئيس مجلس الدولة الصيني تشانغ قاو لي على هامش منتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي.
وأشار الرئيس بوتين إلى أن العلاقات بين البلدين في المجال الاقتصادي تتطور على مستوى عال، وبالدرجة الأولى بفضل جهود الحكومة الروسية ومجلس الدولة الصيني "ونحن ممتنون لكم أشد الامتنان بهذا الشأن".
من جانبه شدد تشانغ قاو لي، على أن العلاقات بين البلدين على مستوى عال بما فيه الكفاية.
من جهة أخرى أعلن الرئيس بوتين عزمه زيارة بكين في 3 سبتمبر/أيلول من هذا العام، مضيفا أنه سيلتقي قريبا مع الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال انعقاد قمتي "منظمة شنغهاى للتعاون" ودول "بريكس" (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا) في مدينة أوفا الروسية في 8-10 يوليو/ تموز القادم.
والتقى بوتين أيضا الخميس في سان بطرسبرغ مع رئيس وزراء منغوليا "جمت ساخن بلك"، ورئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو، كما ناقش بوتين أيضا مع رؤساء الشركات الصناعية الروسية المصاعب التي تقف عائقا في وجه قطاع الأعمال الصغيرة والمتوسطة.
بوتين: مشاكل الاقتصاد العالمي والروسي تتسم بطابع مؤقت
أعرب الرئيس فلاديمير بوتين خلال لقائه رئيس الوزراء المنغولي جمت ساخن بلك، عن قناعته بأن مشاكل الاقتصاد العالمي والروسي التي تنعكس سلبا أيضا على العلاقات الروسية المنغولية، تتسم بطابع مؤقت.
وقال بوتين: "لدينا الكثير من المشاريع المشتركة ولكن ما يحدث للاقتصاد العالمي والروسي ينعكس على تعاوننا لكنني على ثقة بأن كل ذلك يتسم بطابع مؤقت".
وأعاد بوتين إلى الأذهان أنه التقى مؤخرا مع الرئيس المنغولي تساخياغين البغدورج، الذي زار موسكو خلال احتفالات عيد النصر على النازية.
من جانبه أعرب رئيس الوزراء المنغولي عن شكره على إمكانية المشاركة في منتدى بطرسبورغ الذي لا يعد ساحة لحل المسائل الاقتصادية للاتحاد الروسي وحسب، بل للمجتمع العالمي بأسره.
وأنهى حديثه بالقول إن لقاء اليوم سيعطي دفعة جديدة للعلاقات بين البلدين.
ويتوقع أن يتم خلال المنتدى التوقيع على 70 اتفاقية تشمل كلا من قطاع الأعمال الخاص والحكومي، بالإضافة إلى عدد من العقود الرئيسية، منها عقد بين شركة "روس نفط" الروسية وشركة النفط الوطنية الفنزويلية للعمل معا في مشاريع جديدة في فنزويلا. بالإضافة إلى العديد من الاتفاقيات الهامة بين روسيا وفنزويلا تهدف إلى تعزيز التعاون بين البلدين.
كذلك من المفترض التوقيع على اتفاق بين صندوق الاستثمارات المباشرة الروسي وشركة "PIZZAROTTI" الإيطالية للاستثمار في إنشاء طرقات سريعة مدفوعة الأجر في مقاطعة موسكو.
كما ناقشت فعاليات اليوم الأول للمنتدى آفاق التعاون الاقتصادي بين روسيا واليابان وروسيا والهند.
وعقدت ندوات ناقشت قضايا تتعلق بمنظمة شنغهاي للتعاون، كما تم بحث العقبات التي تواجه العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والاتحاد الاقتصادي الأوراسي. وتعزيز دور "بريكس" في النظام المالي العالمي، بالإضافة إلى ذلك بحث المشاركون مسألة تطوير الطاقة النووية وصناعة النفط والغاز، وتنفيذ مشروع "طريق الحرير" كما حاولوا الإجابة عن سؤال حول كيفية القيام بخفض التضخم وتحقيق الاستقرار في سعر صرف العملات وتحفيز النمو الاقتصادي في وقت واحد.
المصدر: تاس