وأوضحت الصحيفة أن حوالي 150 من مشاة البحرية مع ثلاث طائرات من نوع "أوسبري" سيخدمون على حاملة المروحيات البريطانية "أوشن"، مشيرة إلى أن حاملة الطائرات الإيطالية "كافور" وغيرها من السفن الحربية الفرنسية والهولندية والإسبانية ستستقبل عددا من مشاة البحرية الأمريكيين.
وأشارت "تايمز" إلى أن البنتاغون يضطر للاعتماد على حلفائه لنشر مشاة البحرية في البحر المتوسط لأنه لا يملك مثل هذه الإمكانيات في المنطقة التي أصبحت في مركز الاهتمام بسبب الأوضاع في الشرق الأوسط.
وأضافت الصحيفة أن هدف نشر مشاة البحرية الأمريكيين يتمثل في "الرد السريع في حال قيام روسيا بخطوات ضد دول الحلف في شرق أوروبا"، وذلك على خلفية أنباء أشارت إلى نية واشنطن نشر دبابات وغيرها من الأسلحة الثقيلة في دول البطيق وشرق أوروبا.
ومن المتوقع أن تنشر أولى الوحدات من مشاة البحرية الأمريكية في سفن الحلفاء في مطلع الخريف أثناء تدريبات الناتو "Trident Juncture" التي ستستمر شهرا بمشاركة 25 ألف عسكري.
بن هوجيس: واشنطن لم تبت حتى الآن في قضية تخزين أسلحتها الثقيلة بشرق أوروبا
من جهة أخرى أعلن الجنرال بن هوجيس قائد القوات البرية الأمريكية في أوروبا أن القرار النهائي بشأن موقع تخزين الأسلحة الثقيلة للواء المدرعات الأمريكية الإضافية، التي نقلت إلى أوروبا العام الماضي، لم يتخذ حتى الآن.
ولم يستبعد هوجيس تخزين كل المصفحات والمعدات العسكرية الأخرى في ألمانيا وليس في دول بشرق أوروبا، وذلك وفقا لأحد السيناريوهات الذي أعدته وزارة الدفاع الأمريكية، مشيرا إلى أن وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر هو الذي سيتخذ القرار النهائي بهذا الشأن.
وأكد الجنرال الأمريكي احتمال الإعلان عن القرار النهائي في اجتماع وزراء دفاع الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي في بروكسل في 24/ 25 يونيو/حزيران الجاري.
وأضاف هوجيس أن نشر الأسلحة الثقيلة المذكورة في شرق أوروبا يمكن أن يساعد على إجراء تدريبات مع الحلفاء في دول المنطقة.
وحسب الجنرال الأمريكي فإن الحديث يدور حول نشر نحو 250 دبابة من نوع "أم-1 أبرامس" ومركبات المشاة القتالية من نوع "أم-2 برادلي" ومدفعية هاوتزر ذاتية الحركة من عيار 155 مم من نوع "بالادين" وكذلك آليات طبية وهندسية وغيرها.
وأكد هوجيس أن الحديث لا يدور عن إرسال مزيد من المصفحات من الولايات المتحدة بل ذات الأسلحة التي نقلت سابقا من تكساس إلى أوروبا.
ورفض قائد القوات البرية الأمريكية في أوروبا موقف وزارة الخارجية الروسية بشأن خطة واشنطن الخاصة بنشر أسلحة ثقيلة في شرق أوروبا، قائلا إن روسيا والناتو أعدا "الميثاق الأساسي" الذي كان يعتبر نقل لواء إضافي إلى بلد ما أمرا مقبولا، وأضاف أن الحديث في هذه الحالة يدور عن توزيع لواء واحد بين 8 دول.
وأكد أن خطة واشنطن بالتالي لا يمكن أن تفسر بشكل من الأشكال على أنها خرق لمبادئ الميثاق الأساسي للتعاون بين روسيا والناتو، مضيفا أن الميثاق الأساسي ينص على أن مفعوله يسري في حال ثبات الوضع في المجال الأمني، وأشار إلى أن الوضع الأمني تغير بالطبع عما كان عليه في لحظة توقيع الميثاق في عام 1997.
من جهة أخرى قال الجنرال الأمريكي إن أحدا لم يكن يتصور قبل سنة ونصف أن تستخدم موسكو القوة لتغيير حدود دولة أوروبية، لكنه في الوقت ذاته أكد قناعته بأن الرئيس الروسي لا يريد التدخل في أي بلد من البلدان أعضاء الناتو وأن واشنطن ترغب في عودة روسيا إلى الأسرة الدولية.
وكانت وزارة الدفاع الروسية أكدت الثلاثاء أن موسكو سترد بالشكل المناسب على تعزيز قوات الناتو قرب حدودها، بما في ذلك إمكانية نشر مقاتلات "F-22 Raptor" أمريكية من الجيل الخامس في دول شرق أوروبا.
وقال أناتولي أنطونوف نائب وزير الدفاع الروسي: "سنرد بالصورة المناسبة، وقبل كل شيء سنراقب الإجراءات التي سيجري اتخاذها (من قبل الولايات المتحدة وحلف الناتو) وسنرد عليها نظرا للمخاطر التي ستظهر (بسبب تلك الإجراءات) وستهدد الأمن القومي لروسيا".
كما أكد بيان صادر عن الخارجية الروسية أن ورود أنباء حول خطة واشنطن الخاصة بنشر أسلحة ثقيلة في شرق أوروبا يدل على أن الولايات المتحدة تسعى بالتعاون مع حلفائها إلى تقويض الميثاق الأساسي "روسيا - الناتو" لعام 1997 الذي ينص على التزام الناتو بعدم نشر قوات قتالية كبيرة في دول المنطقة على أساس دائم.
المصدر: "تاس"