فقد شهد سوق السلاح الفرنسي انتعاشا غير مبسوق خلال عام 2015 منذ أن نجحت شركة رافال الفرنسية في بيع 36 طائرة مقاتلة للهند بعد مرور شهرين فقط على بيع طائرات رافال الى مصر.
فبعد الولايات المتحدة وروسيا، تحتل فرنسا المرتبة الثالثة بين الدول المصدرة للمعدات الدفاعية في العالم إذ بلغت قيمة صادراتها 4,9 مليارات دولار، تليها بريطانيا 4,1 مليار دولار ثم ألمانيا 3,5 مليار دولار فإيطاليا 1,9 مليار دولار.
وفي بيان صدر عن مكتب الرئاسة الفرنسية، أعلنت باريس أن أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، طلب شراء 24 طائرة هليكوبتر عسكرية من طراز "كاراكال" تصنعها شركة "إيرباص"، وهو العقد الأحدث الذي يتم الاتفاق عليه بين فرنسا ودولة خليجية عربية بعد أسابيع من الاتفاق على بيع 24 مقاتلة ''رافال'' لقطر.
فيما أفاد مكتب الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند عقب محادثة هاتفية بينه وبين أمير الكويت، بأنه وفي إطار الشراكة الدفاعية بين فرنسا والكويت، عبر الأمير عن الرغبة في تزويد القوات الجوية لبلاده بأربع وعشرين هليكوبتر من الطراز وسيتم توقيع العقد قريبا.
وأشارت وزارة الدفاع الفرنسية إلى أن الصفقة ستبلغ قيمتها مليار يورو مؤكدة بأن العقد سيمضى في الأسابيع القليلة القادمة.
وفي الـ16 من فبراير/شباط 2015 وقعت مصر وفرنسا اتفاقية تقوم بموجبها الأخيرة بتوريد 24 طائرة من طراز "رافال".
وقدرت قيمة الصفقة بـ5.2 مليار يورو، ستم بموجبها بيع 24 طائرة رافال إلى مصر من إنتاج شركة داسو للطيران، وسفن حربية متعددة المهام تصنعها مجموعة الصناعات البحرية "دي سي ان اس" إضافة إلى صواريخ من إنتاج شركة "ام بي دي ايه".
ومن المنتظر أن تسلم الدفعة الأولى من طائرات "الرافال" التي تعاقدت مصر على شرائها من فرنسا في الـ25 من يوليو/تموز المقبل، وتضم الدفعة 3 طائرات من بين 24 طائرة تشملها الصفقة.
يذكر أن صفقة توريد فرنسا لمصر طرحت تساؤلات عديدة حول لجوء الجيش المصري في ظرف قياسي إلى السوق الفرنسية من أجل تقوية ترسانته الحربية في سياق أمني متوتر.
وفي الـ10 من أبريل/نيسان أعلنت الهند عن توقيع اتفاق لشراء 36 طائرة "رافال" خلال زيارة لرئيس الوزراء نارندرا مودي إلى فرنسا، وذلك بعد فوز الشركة المصنعة لها عام 2012 بالمناقصة على حساب منافساتها، الروسية "ميغ-35"، والأوروبية "تايفون"، والسويدية "ساب جاس-39"، والأمريكية "إف 16".
أما في الـ4 من مايو/آيار فوقعت قطر وفرنسا في الدوحة بحضور الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والشيخ تميم بن حمد آل ثاني، صفقة مقاتلات رافال عددها 24 بقيمة 6,3 مليار يورو.
وشمل توقيع الصفقة كذلك تدريب 36 طيارا ومئات الميكانيكيين إضافة إلى عدد من المسائل الأخرى لها علاقة بالمقاتلة، ويعتبر هذا العقد الثالث الذي توقعه فرنسا بعد مصر والهند.
ومن المتوقع أن تبيع باريس 60 مقاتلة إلى الإمارات العربية المتحدة لاسيما بعد مشاركتها في عاصفة الحزم ضد المسلحين الحوثيين في اليمن، ما يعطي إشارة واضحة لمساندة السلطة الفرنسية المطلقة لعاصفة الحزم بقيادة المملكة العربية السعودية.
صفقات عملاقة ومبالغ مالية خيالية في أوقات قياسية تعقدها باريس مع بلدان عربية وخاصة خليجية مما يطرح نقاط استفهام عدة حول "تكالب" هذه الدول وسباقها نحو التسلح في ظل الأوضاع التي تعيشها منطقة الشرق الأوسط.
المصدر: وكالات