مباشر

بوتين: انهيار الدولة الليبية جاء نتيجة للتدخل الخارجي في عام 2011

تابعوا RT على
اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن انهيار الدولة الليبية جاء نتيجة للتدخل الخارجي في عام 2011.

وقال بوتين في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي في ميلانو يوم الأربعاء 10 يونيو/حزيران، "نحن على قناعة بأن ما يجري حاليا في الواقع من تفكك الدولة الليبية هو نتيجة التدخل العسكري الخارجي في عام 2011".

وأضاف: "من الواضح أن ما يجري في ليبيا الآن نتيجة مباشرة للكارثة الاقتصادية الاجتماعية والهجمات المستمرة لجماعات متطرفة".

من جانبه قال رينزي إن الجانب الإيطالي حصل على دعم روسيا في حل المشاكل الناشئة في البحر الأبيض المتوسط نتيجة تدهور الأوضاع في ليبيا.

تعليق موفدتنا قناة RT:

يشار في هذا السياق إلى أن تدخل حلف شمال الأطلسي في ليبيا عام 2011 أدى إلى سقوط نظام معمر القذافي بعد مقتله بصورة وحشية، تلا ذلك انهيار مؤسسات الدولة المختلفة وسيطرة مليشيات متنافسة على مقدرات البلاد، ما تسبب في فوضى عارمة، وإلى دورات من الاقتتال بين الفرقاء بعد انهيار التوازنات القبلية السابقة في النسيج الاجتماعي الليبي.

وتسبب الاقتتال في تدمير البنية التحتية بما في ذلك المطارات المدنية والمستشفيات في طرابلس وفي بنغازي وفي ورشفانة، وظهرت مراكز قوى قبلية وجهوية سيطرت على إدارة مناطقها من دون الرجوع إلى السلطات المركزية.

واستفحل الانقسام في ليبيا حتى وصل إلى هذه السلطة المركزية ذاتها حيث ظهرت حكومتان في البلاد، الأولى في طبرق منبثقة عن مجلس النواب المنتخب، والثانية في طرابلس، منبثقة عن المؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته. حدث ذلك بعد أن سيطرت جماعات "فجر ليبيا" على العاصمة طرابلس في أغسطس/آب عام 2014.

وبدأت تتغلغل المجموعات المتطرفة في ليبيا في وقت مبكر منذ بدء العمليات العسكرية ضد نظام القذافي عام 2011، حيث ظهرت إلى العلن تنظيمات متطرفة وبدأت في مباشرة نشاطاتها في درنة وفي بنغازي وفي سرت.

وامتد نشاط هذه الجماعات المتطرفة واشتد عنفها وخاصة في بنغازي ودرنة وسرت، حيث شاعت العمليات الانتحارية والإعدام ذبحا، واغتيال أفراد المؤسسة العسكرية والأمنية والقضائية في بنغازي ودرنة.

وتمدد تنظيم "الدولة لإسلامية" في عدة مناطق في ليبيا وتمكن من السيطرة على مدن وبلدات شرق وغرب البلاد، فرض فيها سلطاته الصارمة والعنيفة وممارساته الوحشية، ومنع في بعضها السكان من المشاركة في الانتخابات العامة، وجعل من ساحاتها مسرحا للقتل والتنكيل، منها إعدام 21 قبطيا مصريا في سرت في يناير/كانون ثاني الماضي، وإعدام عشرات الإثيوبيين على شاطئ المتوسط وفي منطقة صحراوية في أبريل.

ترك حلف الناتو ليبيا لقمة سائغة لمختلف الأخطار، فقد ضرب بعنف مفرط قوات الجيش الليبي ومرافقه ومعداته، وسلم البلاد لمليشيات متنافسة، دفعت بالبلاد إلى حافة الإفلاس والعجز حتى عن سداد المرتبات لأشهر عدة، على الرغم من المذكرات الضخمة التي خلفها نظام القذافي في البنوك الدولية، بسبب النهب وإهدار المال العام في ظل غياب تام لمؤسسات الدولة الرقابية والأمنية والانقسام الساسي الحاد.

وهددت الفوضى العارمة والأوضاع الأمنية المتردية في ليبيا أوروبا من خلال أمواج من الهجرة غير الشرعية التي تنطلق على متن زوارق الموت بأعداد متزايدة من السواحل الليبية منذ 4 سنوات.

وبدأت نواقيس الخطر تقرع في أوروبا محذرة من الإرهاب القادم من ليبيا، بخاصة بعد أن تعمد تنظيم "الدولة الإسلامية" توجيه رسالة رمزية واضحة في شريط نحر الأقباط المصريين مفادها أن هدفه المقبل روما.

وكان مسؤول رفيع في حلف شمال الأطلسي، اعترف في مارس/آذار الماضي بأن تدخل الحلف في ليبيا عام 2011 وإسقاطه نظام القذافي كان خطأ فادحا.

تتآكل بسبب هذا الخطأ الفادح دولة انهار استقرارها وأمنها، وانقطعت الخدمات العامة فيها، واختفى الأمن وانتشرت الجريمة وعمليات التفجير والاغتيال والهجمات الثأرية، ما تسبب في نزوح عشرات الآلاف من قراهم في شرق وغرب البلاد وفي جنوبها، وإلى لجوء الآلاف إلى بلدان الجوار وخاصة مصر وتونس هربا من جحيم الحياة في ليبيا.

المزيد من التفاصيل حول الملف الليبي في الفيديو التالي:

تعليق الخبير في شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا سيرغي سيرغيتشيف:

المصدر:RT+ وكالات

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا