تصريح لافروف الذي كان يتحدث في مؤتمر صحفي مع نظيره السلفادوري مارتينز بونيلي في موسكو جاء تعليقا على أنباء عن نية واشنطن إعادة نشر صواريخها المجنحة في أوروبا.
وقال الوزير الثلاثاء 9 يونيو/حزيران: " من حيث المبدأ، نعتبر تصعيد الخطاب العسكري أمرا هداما ومضرا، لا سيما أن شركاءنا يؤكدون لنا بصوت واحد أنهم لا يريدون العودة إلى زمن الحرب الباردة، وإذا كان الأمر كذلك حقا، فعليهم أن يتحلوا بحذر شديد عند الإدلاء بتصريحات".
وكانت وسائل إعلام أمريكية قد نقلت عن تقرير أعده مكتب رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية الجنرال مارتن ديمبسي أن هناك عدة خيارات متاحة أمام الولايات المتحدة، في حال خروجها من اتفاقية الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى ردا على "الانتهاكات الروسية" لهذه الاتفاقية، ومن تلك الخيارات نشر صواريخ مجنحة في أوروبا أو آسيا ونشر صواريخ بالستية متوسطة المدى مجهزة بتقنيات متقدمة تتيح تصحيح مسارها بعد دخولها الغلاف الجوي مجددا.
وأكد لافروف أن روسيا لا تنوي إفساد اتفاقية الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى، بل تسعى للحفاظ عليها، ولذلك تبقى منفتحة على حوار نزيه، ولكن شريطة أن يكون موضوعيا وذا أساس، معيدا إلى الأذهان أن واشنطن لاتملك أي أدلة تثبت صحة الاتهامات التي توجهها إلى موسكو.
تجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي وقعا في عام 1987 اتفاقية تقضي بإتلاف جميع الصواريخ متوسطة المدى (ما بين 1000 و5.5 ألف كم) وقصيرة المدى (مابين 500 كم و1000 كم) التي كانت بحوزتهما، وتم تطبيق الاتفاقية بالكامل عام 1991، وواصلت الدولتان عمليات التفتيش المتبادلة حتى عام 2001. إلا أن موسكو وواشنطن تبادلتان خلال الأشهر الماضية الاتهامات بخرق الاتفاقية، إذ تحدثت واشنطن عن تجارب مزعومة لصواريخ من هذا النوع، أجرتها روسيا، في ما ترى روسيا أن واشنطن خرقت الاتفاقية من خلال تطويرها للدرع الصاروخية وبرنامج الطائرات من دون طيار، وأشارت بهذا الخصوص إلى برامج أمريكية أخرى مثل "الضربة العالمية الخاطفة" التي تهدف إلى تغيير ميزان القوى في العالم.
وقال لافروف تعليقا على الاتهامات الأمريكية: "لم يقدم الأمريكيون أي تفاصيل بشأن مزاعمهم، لكن ذلك يتطلب إجراء حوار جدي للغاية، ونحن مستعدون لدراسة جميع الشهادات".
وأعاد إلى الأذهان أن موسكو توجهت بدورها إلى الجانب الأمريكي بأسئلة معينة بشأن الأنشطة العسكرية الأمريكية المثيرة للقلق، وبالدرجة الأولى الدرع الصاروخية العالمية التي تنشرها واشنطن، إذ ترى روسيا أن هذه الأنشطة تمثل انتهاكا مباشرا لاتفاقية الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى.
ساعة تحليلية خاصة
المصدر: وكالات روسية