وأشار بيسكوف في حديث مع الصحفيين يوم الجمعة 5 يونيو/حزيران إلى أن مسؤولين أوكرانيين يدلون بتصريحات تتعارض مع الاتفاقات الموقعة في مينسك.
وأكد المتحدث باسم الكرملين أن كييف لا تنفذ الاتفاقات بشكل منتظم وأن ذلك بالطبع يؤدي إلى تفاقم الوضع، مشيرا إلى استفزازات القوات الأوكرانية.
وامتنع بيسكوف عن التعليق على التصريحات الأخيرة للرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو التي تحدث فيها عن خطر "التدخل الروسي" في أوكرانيا وإلقاء القبض مؤخرا على مواطن روسي في منطقة القتال، قائلا: "يمكن أن يكون هناك (في أوكرانيا) مواطنون من كل الدول، بما في ذلك أوكرانيا وروسيا ودول أوروبية. إلا أنه لا توجد هناك قوات مسلحة روسية، وهو ما يقوله دائما زملاؤنا في أوكرانيا وأوروبا وواشنطن".
تعليق مراسلنا في موسكو
بوروشينكو: ننفذ التزاماتنا وفق اتفاقات مينسك
وأعلن الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو الجمعة أن كييف تنفذ التزاماتها وفق اتفاقات مينسك، ولذلك أبلغت مراقبي منظمة الأمن والتعاون في أوروبا بإعادة أسلحة ثقيلة إلى منطقة ماريينكا التي شهدت معركة عنيفة يوم الأربعاء الماضي.
وأكد بوروشينكو الجمعة في مؤتمر صحفي مكرس لخطابه السنوي في البرلمان ضرورة معاقبة المسؤولين عن خرق اتفاقات مينسك، مشيرا إلى أن مجموعة الاتصال الثلاثية حاليا تبحث هذه المشكلة تحديدا. وقال: "توجد مسؤولية. وما هي؟ - عقوبات. إذا كانت روسيا لا تنفذ التزاماتها فإن العالم كله يفرض العقوبات عليها. وموقف شركائنا شفاف بشكل مطلق: إذا لا تنفذ روسيا التزاماتها فإن العقوبات ستبقى".
وقال الرئيس الأوكراني إن تنفيذ اتفاقات مينسك كان سيسمح بالحفاظ على الأرواح والممتلكات.
تجدر الإشارة إلى أن الأركان العامة الأوكرانية أقرت الأربعاء أن القوات الأوكرانية استخدمت ضد قوات "دونيتسك الشعبية" في منطقة ماريينكا قرب دونيتسك بشرق البلاد أسلحة ثقيلة سحبت سابقا وفق اتفاقات مينسك. واعتبرت قيادة "دونيتسك الشعبية" هذه الأحداث "استفزازات واسعة من قبل القوات الأوكرانية".
وأكد بوروشينكو ضرورة تأمين وقف إطلاق النار في شرق أوكرانيا وسحب الأسلحة والمدفعية الثقيلة من خط التماس والإفراج عن الأسرى والسماح لمراقبين دوليين بدخول أي نقاط في منطقة النزاع في أسرع وقت ممكن. وأضاف أن البرلمان الأوكراني أقر وفقا لما تنص عليه اتفاقات مينسك قانونا حول الوضع الخاص لبعض مناطق مقاطعتي لوغانسك ودونيتسك.
بوروشينكو: 500 أو ألف مسلح هاجموا قواتنا في ماريينكا
وقال الرئيس الأوكراني في المؤتمر الصحفي في كييف إن "ما بين 500 وألف مسلح" هاجموا مواقع القوات الأوكرانية في منطقة ماريينكا قرب دونيتسك باستخدام عدد كبير من المصفحات والدبابات، مشيرا إلى أن "ليس غريبا أن محاولات المسلحين الاستفزازية لتصعيد النزاع تتزامن مع تهديدات السماح باستخدام قوات روسية في أوكرانيا، أي إضفاء الشرعية بشكل متأخر على ما يجري في أوكرانيا خلال عام كامل"، مشيرا إلى وجود كافة أنواع القدرات العسكرية الروسية في منطقة النزاع "باستثناء الغواصات".
يذكر في هذا السياق أن روسيا نفت أكثر من مرة وجود أية قوات لها في أوكرانيا، وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف الخميس إن تصريحات بوروشينكو عارية عن الصحة.
وأضاف الرئيس بوروشينكو أن القوات الأوكرانية تمكنت خلال المعركة في ماريينكا من إلقاء القبض على 12 مسلحا بينهم مواطن روسي، بعد اعتقال الروسيين ألكسندر ألكسندروف ويفغيني يروفييف في مقاطعة لوغانسك الشهر الماضي، وتعتبر كييف الرجلين المحتجزين من العسكريين الروس وهو أمر تنفيه وزارة الدفاع الروسية.
وأكد بوروشينكو ضرورة نشر قوات حفظ سلام أممية في أوكرانيا، بما في ذلك على الحدود مع روسيا، مشيرا إلى أن كييف تبذل جهودها من أجل الإسراع في تحقيق ذلك. وذكّر بأنه اتفق مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون على فتح مكتب دعم أممي في أوكرانيا من أجل دراسة إمكانية نشر قوات حفظ سلام أممية في البلاد.
يذكر بهذا الشأن أن بان كي مون أعلن في اتصال هاتفي مع بوروشينكو في أبريل/نيسان الماضي أن مجلس الأمن الدولي هو الذي سيتخذ القرار بشأن نشر قوات لحفظ السلام، إلا أن كييف لم تتقدم بعد إلى مجلس الأمن بمثل هذا الطلب. من جانبه اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن نشر قوات أممية في أوكرانيا سيؤدي إلى تقسيم البلاد إلى جزءين.
ولم تؤكد الأمم المتحدة فتح مكتب لها في أوكرانيا، وأشار فرحان حق مساعد المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إلى أنه من السابق لأوانه الحديث عن إقامة مكتب أممي في أوكرانيا.
بوروشينكو: أنسق مواقفي مع أوباما وزعماء G7
من جهة أخرى أعلن الرئيس الأوكراني في المؤتمر الصحفي الجمعة أنه أعد قائمة من العقوبات الاقتصادية والاجتماعية وغيرها ضد روسيا وأحالها إلى الحكومة لاتخاذ قرار بهذا الشأن قريبا.
وأكد بوروشينكو أنه ينسق مواقفه مع نظيره الأمريكي باراك أوباما عشية انعقاد قمة G7 إضافة إلى غيره من زعماء المجموعة، مشيرا إلى أنه سيتصل مع المسشارة الألمانية أنغيلا ميركل وسينسق مواقفه مع رئيسي الوزراء الياباني شينزو آبي والكندي ستيفن هاربر خلال زيارتهما إلى كييف الجمعة والسبت.
بوروشينكو يرفض إجراء استفتاء أوكراني حول استقلال دونباس
ورفض الرئيس الأوكراني إمكانية إجراء استفتاء أوكراني عام حول استقلال منطقة دونباس، مشيرا إلى إمكانية الحديث فقط عن توسيع الحكم المحلي. ولم يستبعد إجراء استفتاء أوكراني حول وضع دونباس ضمن الدولة الأوكرانية.
وكان يوري لوتسينكو عضو البرلمان عن "ائتلاف بيترو بوروشينكو" قد دعا سابقا إلى إجراء استفتاء حول منح بعض مناطق دونباس وضعا خاصا بالتزامن مع الانتخابات المحلية المزمع إجراؤها في 25 أكتوبر/تشرين الأول.
وفي سياق متصل دعا الرئيس بوروشينكو أيضا إلى تشديد الرقابة على التحرك في منطقة دونباس، واشترط رفع القيود المفروضة على الحركة في منطقة النزاع بإعادة سيطرة حرس الحدود الأوكرانيين على الحدود بين روسيا ومقاطعتي دونيتسك ولوغانسك شرق البلاد، موضحا أن تشديد الرقابة على التحرك في دونباس مرتبط بضرورة منع تهريب الأسلحة والمخدرات في المنطقة المذكورة.
كما أعرب بوروشينكو عن عدم ارتياحه للعمل الخاص بإقامة منشآت دفاعية في المناطق التابعة لسيطرة كييف في مقاطعة دونيتسك، متعهدا بأن رئيس الإدارة الأوكرانية للمقاطعة سيتحمل المسؤولية عن ذلك.
يذكر أن بوروشينكو أكد في خطابه للبرلمان عدم جواز رفع الحصار الاقتصادي المفروض على المناطق غير الخاضعة للحكومة المركزية في دونباس بسبب ضرورة إعادة سيطرة كييف على الحدود مع روسيا أولا، بينما أشارت قيادة دونيتسك ولوغانسك إلى أن هذه التصريحات تعارض اتفاقات مينسك التي تنص على ضرورة استعادة سيطرة كييف على الحدود فقط بعد إجراء انتخابات محلية في المنطقة، أما الحصار الاقتصادي فيجب رفعه وفقا للاتفاقات دون شروط مسبقة.
وينص البند التاسع لاتفاقات مينسك على أن عملية استعادة سيطرة كييف الكاملة على الحدود مع روسيا تبدأ في اليوم الأول بعد الانتخابات المحلية وستكتمل مع تحقيق التسوية السياسية الشاملة، وذلك بالتعاون مع ممثلي بعض المناطق في مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك.
الإبقاء على ياتسينيوك.. والتوقع بتعديل الدستور قريبا
وخلال تطرقه إلى الشؤون الأخرى المتعلقة بالسياسة الداخلية، قال بوروشينكو إنه لا يرى ضرورة لإقالة رئيس الوزراء الحالي أرسيني ياتسينيوك، مشيرا إلى أن مثل هذه الأمور من اختصاص البرلمان والائتلاف الحاكم.
كما عارض بوروشينكو إجراء انتخابات برلمانية مبكرة في البلاد. وفي معرض إجابته عن سؤال بهذا الخصوص، قال إن هناك ائتلافا حاكما ضروريا وفق الدستور، ومن مسؤوليته إجراء التعديلات الدستورية.
وقال بوروشينكو إنه يتوقع أن يقر البرلمان بالقراءة الأولى التعديلات الدستورية الخاصة بإقامة السلطة اللامركزية في أوكرانيا، بحلول 17 يوليو/تموز المقبل. كما توقع الرئيس الأوكراني إقرار التعديلات الدستورية بشأن رفع الحصانة عن نواب البرلمان والقضاة بالإضافة إلى ضرورة إقرار قانون حول الانتخابات المحلية وفق القوائم المفتوحة.
وحسب القانون الأوكراني سيتم بعد إقرار التعديلات بالقراءة الأولى إحالتها إلى المحكمة الدستورية، ليتم إقرارها بشكل نهائي في الخريف، وذلك تنفيذا لاتفاقات مينسك التي تنص على إجراء إصلاح دستوري في أوكرانيا قبل نهاية العام الجاري.
المصدر: وكالات