دخل سيب بلاتر عالم الاتحاد الدولي لكرة القدم منذ 40 عاما تقريبا، وتولى رئاسته في 1998، لتتوالى بعدها فتراته الرئاسية واحدة تلو أخرى.
في 2002 أي في ولاية السويسري الثانية بدأت دعاوى الفساد تضرب بلاتر، من مخالفات مالية وتعاملات خلف الكواليس إلى اتهامات مباشرة بالرشوة.
الولاية الرابعة في 2011 لم تكن أفضل حالا من انتخابات 2015، حيث تلقى بلاتر كما كبيرا من الاتهامات، وتوقع الكثير فشله في الحفاظ على منصبه، لكن الرجل المحنك خرج سالما من حرب الترشيحات ودعاوى الفساد، وفاز مجددا بعد انسحاب منافسه الأخير القطري محمد بن همام، لتنقلب بعدها الآية على رأس الأخير ويوقف مدى الحياة بالتهم نفسها.
فساد على مدى عقود
اعتقلت السلطات السويسرية الأربعاء 7 مايو/أيار مسؤولين بارزين في الفيفا، من بينهم جيفري ويب رئيس الكونكاكاف، على أن تسلمهم للولايات المتحدة لاحقا بداعي الفساد.
وتعود التهم إلى 24 سنة إلى الوراء قبل الانتخابات الرئاسية، فالاتحاد الكروي معروف سابقا بقضايا الفساد، ومنها ما حدث في التصويت لمونديال إفريقيا الجنوبية 2010، عندما تلقى جاك وورنر نائب بلاتر السابق رشاوى ضخمة، ناهيك عن تهم فساد طالت بلاتر عام 2011، وعلاقته بفريق مكافحة الفساد من الإنتربول فيما عرف بالملف الأسود، بالإضافة إلى القضايا المتعلقة بالحقوق الحصرية والدعاية المرتبطة بكرة القدم.
ورغم عدم ورود اسم بلاتر في التحقيقات الامريكية أو السويسرية الأولية، إلا أنه ظهرت دعوات واسعة لمطالبته بالاستقالة أغلبها من الدول الغربية كما أعرب بعض الرعاة البارزين عن قلقهم بشأن تأثير الفضيحة.
ولاية 2015.. الشعرة التي قصمت ظهر البعير
تحمل بلاتر على مدى 17 عاما تولى فيها الرئاسة الكثير من الضغوط والاتهامات، وكان ربما مؤكدا لدى الكثير في الأوساط الرياضية، أن السويسري لن ينجح في الانتخابات الأخيرة، بعد انسحاب جميع المرشحين إلا الأمير الأردني علي بن الحسين، ودعم الأخير من شخصيات كبيرة كرئيس الاتحاد الأوروبي ميشيل بلاتيني، والنجم الأرجنتيني مارادونا، أضف إلى ذلك تهم الفساد الكبيرة التي فجرتها محكمة أمريكية قبل يومين من المؤتمر السنوي للمنظمة.
لكن مفاجأة أولى ضربت أكبر منظمة رياضية بالعالم في الـ29 من مايو/أيار، وهي انسحاب الأمير علي بعد الجولة الأولى، ليفوز بلاتر تلقائيا بولاية خامسة، ويزيد بذلك الأحمال والاتهامات على نفسه.
المرشح المنسحب البرتغالي لويس فيغو قال حينها إنه "يوم أسود آخر" في تاريخ الفيفا.
لكن المفاجأة الثانية جاءت أقوى من سابقتها عندما أعلن بلاتر انسحابه بداعي أنه لم يلق تأييدا من الجميع، فالبعض أراده رئيسا وآخرون حاربوه، وربما نجا السويسري بذلك من تهم جديدة كانت تحضر له من خلف الكواليس.
التحقيقات زادت حدة بحق بلاتر بعد استقالته
بدأ مدعون أمريكيون ومكتب التحقيقات الفيدرالي بالتحقيق مع بلاتر بعد استقالته، علما أن اسمه كان ضمن المتهمين قبل تنحيه عن منصبه، وتتركز التحقيقات حول قرار الفيفا باستضافة روسيا وقطر لمونديالي 2018 و2022 على التوالي.
وعلق غريغ دايك رئيس الاتحاد الإنجليزي وأحد أشد المعارضين لبلاتر بأنها "أنباء جيدة لعالم كرة القدم (الاستقالة)" لكنه تساءل عن دافع بلاتر قائلا "من أوقع به؟ من وجه له الضربة". في إشارة إلى أن الاستقالة جاءت ربما بضغط كبير حتى لا تكشف ملفات مخبأة للعلن.
وأضاف دايك "لا أصدق أنه اتخذ هذا القرار بناء على أي أساس أخلاقي لذلك حدث شيء في هذه الفترة مما جعله يستقيل."
واقتربت التحقيقات من بلاتر إلى حد كبير عندما نفى الفيفا تورط أمينه العام جيروم فالكه، في معاملات مصرفية بقيمة 10 ملايين دولار، هي محور تحقيقات أمريكية في قضية رشوة متعلقة بمنح حق تنظيم كأس العالم 2010 لجنوب إفريقيا.
المصدر: وكالات