ففي تصريح لإذاعة فرنسا الدولية، قال نائب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إن التحالف الدولي منذ بداية عملياته العسكرية، منذ قرابة 9 أشهر، ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" تمكن من تصفية أكثر من 10 آلاف من عناصر "داعش".
مستطردا بالقول بأن التحالف بقيادة واشنطن حقق تقدما كبيرا في قتال التنظيم، ليتناقض مع ما صرح به خلال اللقاء الصحفي الذي جمعه برئيس الوزراء الفرنسي ونظيره العراقي في الـ2 من يونيو/حزيران بباريس، حيث أكد المسؤول الأمريكي أن "داعش" مازال قويا والحرب ضده طويلة الأمد.
كما قال في السياق نفسه إنه يجب استخلاص الدروس من الانتكاسات لتحقيق الانتصارات، في إشارة إلى سيطرة مسلحي "داعش" على العديد من الأماكن في سوريا والعراق وآخرها الرمادي التي شهدت انتكاسة للقوات العراقية.
وعرج بلينكن بالقول، "في بداية هذه الحملة قلنا إنها ستستغرق وقتا... وضعنا خطة تستمر ثلاثة أعوام مضت تسعة أشهر منها."
يذكر أن مؤتمر التحالف الدولي في باريس والذي جمع مسؤولين من أكثر من 20 دولة، خرج بقرارين الأول يدعم الخطة العسكرية والسياسية للحكومة العراقية لاستعادة المناطق التي سيطر عليها "داعش" وخاصة مدينة الرمادي، أما الثاني فتبلور في ضرورة إطلاق عملية سياسية في سوريا بإشراف أممي.
"داعش" يتمدد
كل الجهود العسكرية الميدانية لم تأت أكلها ولم يتفتت هذا التنظيم الإرهابي الذي ينتشر ويتمدد في العراق وسوريا وليبيا وفي مناطق أخرى، إضافة إلى تجنيده للمقاتلين من مشرق العالم ومغربه
فخلال السنوات الماضية انضم أكثر من ألف جهادي أجنبي من نحو 100 جنسية إلى صفوف التنظيم، وفق معلومات أوردها تقرير أممي أعدته اللجنة الخاصة بمكافحة التطرف الإسلامي العنيف التابعة لمجلس الأمن الدولي يحذر من زيادة عدد الجهاديين الوافدين إلى الشرق الأوسط بشكل غير مسبوق.
كما كشف تقرير أممي أن نسبة المنضمين إلى داعش خلال الأشهر التسعة الأخيرة ارتفعت نحو 70% وأن أكثر من 25 ألف مقاتل أجنبي قدموا إليه من نحو 100 دولة.
ومن حيث المساحة فقد بات التنظيم يسيطر على نحو نصف مساحة سوريا ويواصل توسعه شمال حلب، بعد أن كان يسيطر على غالبية محافظة الرقة في سوريا وله بعض الوجود في ريف حلب الشمالي، أما في العراق وبعد أن تمددت عروقه من الأنبار وصلاح الدين، أصبح يبسط نفوذه بشكل شبه كامل على الأنبار ونينوى ويواصل القتال في صلاح الدين والرمادي، فضلا عن المعابر الحدودية الإستراتيجية وأهم حقول النفط والغاز.
تنظيم "الدولة الاسلامية" لا يتقدم في سوريا والعراق فقط، وإنما في ليبيا، حيث سيطر على على مواقع في مدينة سرت، مسقط رأس الزعيم الراحل العقيد معمر القذافي، ويتقدم نحو الجفرة وسبها في الجنوب الليبي.
المصدر: وكالات