أبدت وزارة الخارجية الروسية على لسان سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي استهجانها من موقف البرلمان الأوروبي من "القائمة السوداء" التي كانت موسكو وضعتها موسكو قبل عام بحق مسؤولين أوروبيين وسلمتها لبروكسل مؤخرا.
المسؤول الروسي أكد أن القائمة التي شملت 89 شخصية جاءت من نفس الجنس، أي ردا على عقوبات فرضها الاتحاد الأوروبي بحق شخصيات روسية على خلفية الأزمة الأوكرانية.
ريباكوف تطرق لهذه القضية في معرض تعليقه على قرار النواب الأوروبيين أمس تقييد حرية دخول مندوب روسيا الدائم لدى الاتحاد الأوروبي فلاديمير تشيجوف ردا على القائمة، إذ قال متهكما: "سواء منحوه الدخول بحرية أو بقيود، فأعتقد أنه ما من داع على الإطلاق للتردد على هذا البرلمان، إذ ما من شيء يمكن فعله هناك" وأوضح أنه "أخذا بالاعتبار مواقف أغلبية أعضاء هذا البرلمان، يمكننا أن نتنبأ بكل أقوالهم وقراراتهم بسهولة. وللأسف الشديد، باتت مدى عقلانية هذه القرارات، وخاصة تلك المتعلقة بروسيا، تتراجع أكثر وأكثر شهرا بعد شهر".
وكان البرلمان الأوروبي قد أعلن الثلاثاء 2 يونيو/حزيران عن تقييد حرية دخول مندوب روسيا الدائم لدى الاتحاد الأوروبي فلاديمير تشيجوف إلى مبنى البرلمان، وذلك ردا على القائمة السوداء الروسية.
ويمتلك جميع المندوبين في الاتحاد الأوروبي بطاقات مرور دائمة، تسمح لهم بدخول مقر البرلمان الأوروبي بحرية خلال ساعات العمل، لكن إدارة البرلمان قررت سحب هذه البطاقة من الدبلوماسي الروسي.
وأوضح المكتب الصحفي للبرلمان الأوروبي أن "الدخول بحرية للسفير تشيجوف ستقيد، فإمكانه زيارة البرلمان، لكنه سيحتاج إلى طلب بطاقة مرور في كل زيارة".
روسيا تستغرب من الضجة المثارة حول القائمة السوداء
موسكو أوضحت أن القائمة السوداء ليست جديدة، وأنها وضعتها قبل نحو عام فور نشر القوائم السوداء الأوروبية والأمريكية ضد العديد من المواطنين الروس وردا عليها، لكنها لم تشأ أن تثر ضجة حولها.
وعلل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأن موسكو لم ترد أن تحذو حذو بروكسل السيء، ولم تثر ضجة إعلامية حول تلك العقوبات، بل سلمت "القائمة السوداء" للمؤسسات الدبلوماسية الأوروبية المعنية، واستغرب مما أثير حول هذه القضية من ضجة في الآونة الأخيرة.
وأعاد لافروف إلى الأذهان أن وضع "القائمة السوداء" بالأشخاص الذين يمنع دخولهم الأراضي الروسية جاء ردا على عقوبات غربية ضد عدد من البرلمانيين والسياسيين الروس على خلفية انضمام القرم إلى روسيا.
تسريب الأوساط الأوروبية القائمة الروسية لوسائل الإعلام كان أمرا غريبا، بعد أن استجابت موسكو لطلب الشركاء الأوروبيين وسلمت المؤسسات الدبلوماسية المعينة القائمة بـ89 اسما، وذلك لتجنيب المشمولين منها متاعب قد يواجهونها لدى محاولتهم دخول الأراضي الروسية وهم ليسوا على علم بالحظر المفروض عليهم.
وعلى الرغم من أن وجود القائمة الروسية الجوابية لم يكن سرا على أحد منذ أكثر من عام، إلا أن الاتحاد الأوروبي طالب روسيا بتقديم "إيضاحات"، فيما سارع البرلمان الأوروبي إلى الرد على عقوبات روسيا الجوابية.
وعلق ريابكوف على هذا الموقف الغربي قائلا: "يتهموننا بأننا وضعنا تلك القائمة بشكل تعسفي ودون أساس، بينما هم يلتزمون بكافة "قواعد الأدب" في التعامل". وأضاف: "الحديث بمثل هذه المنطق يشعرنا بالضيق لمدى سخافته وتفاهته، ولكونه يعد محاولة لاستبدال العمل بالقانون الدولي باعتبارات سياسية شخصية".
ونفى ما قيل حول الطريقة التعسفية لوضع القائمة، موضحا أن قرارا منفصلا اتخذ بحق كل من المشمولين بالقائمة. وأردف: "تصل وقاحتهم لدرجة القول أنه (رد روسيا على العقوبات الغربية) غير شرعي على الإطلاق وحتى محاولة ابتكار إجراءات جوابية ما على الإجراءات الجوابية التي اتخذناها نحن. وليس ذلك إلا انعكاس لمدة الهزالة التي وصلت لها عقليتهم السياسية. وليس لنا ما نفعله إلا أن نأسف على مشاركة مثل هذه الأشخاص لهذه الدرجة أو تلك في عملية اتخاذ القرارات بالاتحاد الأوروبي".
المصدر: وكالات