وأشار إيفانوف إلى الافتراءات التي يتعرض لها في أحيان كثيرة الأشخاص المقربون من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على صفحات وسائل الإعلام الغربية، سيما البريطانية والأمريكية، معربا عن ثقته بأن خطتها الهادفة لتخيب آمال المواطنين الروس في السلطات الروسية عن طريق هذه الافتراءات لن تتحقق.
كما أشار إلى أن الصحفيين الغربيين الذين يوجهون الاتهامات الباطلة للصحافة الروسية بممارسة الدعاية، يقومون هم أنفسهم بهذه الدعاية، وهم لا يستحقون الثقة ولا الاحترام.
وأشار إلى أنه يقرأ الصحف البريطانية والأمريكية، منذ ثلاثين عاما على الأقل، قائلا إن السنتين الأخيرتين شهدتا إطلاق وسائل إعلام غربية حملة تهدف إلى نزع الثقة من "خصومها" في الرأي، وإدراج هؤلاء الخصوم على "القوائم السوداء".
وأضاف أن ذلك الأمر يخص، بالدرجة الأولى، الصحف البريطانية والأمريكية، التي - حسب قوله - حظيت خلال وقت طويل بإحترامه.
وأوضح السياسي الروسي أنه "كثيرا ما أقرأ المقالات التي تقول إن الرئيس بوتين وأعوانه، حسب تعبير الصحفيين، ذوي علاقة بفساد كبير ويرتبطون بعالم الإجرام، ويمتلكون مبالغ كبيرة من الأموال وينجحون في إخفائها... ويقولون إن من المقربين لبوتين أشخاص ينحدرون من مدينة سان بطرسبورغ، وأن بعضهم كانوا موظفين في "كي جي بي" (جهاز الاستخبارات السوفيتي) في السابق، وأنهم جميعا، بطبيعة الحال، ذوي صلات متينة مع بوتين".
وأشار إيفانوف إلى أنه يعتبر مثالا جيدا جدا في هذا السياق، قائلا : "ولدت في سان بطرسبورغ وتعرفت على فلاديمير فلاديميروفيتش بوتين منذ أربعين عاما، وخدمت في "كي جي بي" الأمر الذي أعتز به، وبالطبع، أنا مقرب جدا من الرئيس... كنت سكرتيرا لمجلس الأمن الروسي ووزيرا للدفاع ونائبا أولا لرئيس الحكومة، وحاليا أتولى رئاسة الديوان الرئاسي. ويكمن جوهر الأمر في أنه إذا كانت هناك أية اتهامات موجهة إلي شخصيا، فدعها تُعلن: في أي مجال يتجلى فسادي، وأين دخولي الضخمة وأين منازلي في الولايات المتحدة أو في بريطانيا؟.. إن مثل هذه الأشياء، لو كانت صحيحة، من السهل البرهنة على وجودها".
وذكر أن هناك أشخاص كثيرون مقربون من بوتين، ومنهم، حسب قوله، وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ووزير الدفاع سيرغي شويغو ومدير جهاز الأمن الفدرالي ألكساندر بورتنيكوف، وسكرتير مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف.
وأكد إيفانوف أن هؤلاء الأشخاص "أعرفهم منذ أعوام طويلة، كما أعرف الرئيس بوتين، وإنني على قناعة بأن كافة التصريحات الافترائية الموجهة إلينا تستهدف شيئا وحيدا، وهو إقناع المواطنين الروس بأن الدوائر الحاكمة في روسيا ليست على حق. لكنني على ثقة تامة بأن هذه الخطة لن تتحقق".
وشدد إيفانوف على أن "الهدف الرئيسي لحملة يقودها عدد من وسائل الإعلام الغربية هو الرئيس الروسي، غير أنها تحاول، بسبب غياب البراهين، توسيع دائرة المتهمين ويقولون إن كل من ولد في سان بطرسبورغ وخدم في "كي جي بي" ثم أصبح أحد المقربين من بوتين، مذنب بالفساد".
وأوضح أن وسائل الإعلام الروسية تتعرض في أحيان كثيرة للاتهامات في مباشرة دعاية سوداء، أو ما يسمى بالدعاية الوقحة. فأعتقد أن الدعاية، في هذه الحالة، تتولاها وسائل الإعلام البريطانية والأمريكية، أو على الأقل، بعض الصحف في البلدين".
وأشار إلى أنه يتحدث في هذا السياق عن وسائل الإعلام تلك فقط، "والتي كتبت مثل هذا الهراء"، مردفا أنه من غير الممكن أن تحظى تلك الوسائل باحترام الناس الواعيين القادرين على تحليل المعلومات.
وقال إيفانوف "إنني على ثقة تامة بأن أغلبية الدول الغربية، وفي مقدمتها الدول الأنجلوسكسونية، غير راضية عن كيفية تطور روسيا والاتجاه الذي تسير نحوه. وهم غير راضيين عما تشهده أوكرانيا، وبالرغم من أن ذلك لم نبادر له، وأنا أشدد عليه، لم نفعل سوى الرد على ما بدأه الجانب الآخر".
المصدر: "RT"