وقال دميتري بيسكوف السكرتير الصحفي للرئيس الروسي، الجمعة 22 مايو/أيار، إن الكرملين تلقى مجموعة أسئلة تحتوي على افتراءات من قبل اثنتين من وسائل الإعلام – البريطانية والأمريكية، اللتين وصفهما بـ"المحترمتين".
وأوضح أنهما تهتمان بتاريخ علاقات تقولان إنها مالية بين الرئيس بوتين ورجل الأعمال غينادي تيمتشينكو، وكذلك رئيس شركة "غازبروم" الروسية آلكسي ميلير، وسأل صحفيون عما إذا كان بوتين قد عمل بشكل مباشر أو غير مباشر في مجموعة "Gunvor Group" التابعة لتيمتشينكو، وكذلك ما إذا كان بوتين وتيمتشينكو قد ناقشا مسائل قطاع الأعمال والمسائل الخاصة في التسعينات من القرن الماضي.
كما زعم الصحفيون الغربيون أن"بوتين طلب خلال محادثاته مع أحد مؤسسي شركة "سوفاكس" دميتري سكيغين، 15% من الأسهم والعقود الآجلة، مقابل الحصول على المساعدة في تسجيل شركة وعقد إيجار طويل الأمد... وعن اتفاق الطرفين على 4 %".
وشدد بيسكوف على أن جميع هذه المعلومات لا علاقة لها بالواقع إطلاقا.
وأضاف أنه لا يمكن إعطاء الجواب الإيجابي جزئيا إلا على سؤال واحد من الأسئلة المطروحة، وهو عن نقل العمدة السابق لمدينة سان بطرسبورغ أناطولي سوبتشاك إلى فرنسا في عام 1996. وأشار بيسكوف إلى أن تيمتشينكو لم يقدم طائرته الخاصة لنقل سوبتشاك (للعلاج في باريس)، كما يقال في الإعلام الغربي، إلا أنه ساعده على تأجير طائرة مزودة بأجهزة طبية.
ويعتبر الغرب تيمتشينكو بأنه ليس فقط رجل أعمال روسي، بل و"صديق لبوتين" وقد أدرج في "القائمة السوداء" التي تم تشكيلها عقب عودة شبه جزيرة القرم إلى روسيا.
يذكر أن الرئيس بوتين كان يعمل تحت قيادة سوبتشاك عندما تولى الأخير منصب عمدة سان بطرسبورغ في تسعينات القرن الماضي.
بيسكوف يستهجن النبرة التحذيرية لأسئلة الصحفيين الغربيين
كما استهجن بيسكوف النبرة التحذيرية لأسئلة وسائل الإعلام الغربية، وكذلك أسلوبها المماثل لأسلوب الاستجواب.
وأوضح أن وسائل الإعلام هذه تقول إنه" في حال عدم حصولنا على أجوبة جوهرية على أسئلتنا في مهلة محددة، سنضطر إلى اعتبار أنكم لا تريدون التعليق على أي منها".
الكرملين: بوتين يستغرب الأسئلة التي تحتوي على افتراء
وذكر بيسكوف أن الرئيس الروسي استغرب من هذه الأسئلة، لأن كثرة الافتراءات التي تجري محاولة صياغتها، سيما من قبل وسائل إعلام محترمة، تثير الصدمة.
بيسكوف: الافتراء على بوتين يثبت أنه قائد "غير مريح" للغرب
في هذا السياق، اعتبر بيسكوف بأن أسئلة وسائل الإعلام الأمريكية والبريطانية "تعد تأكيدا واضحا على بقاء بوتين شخصا غير مريح لمن لا يملك موقفا بناء إزاء روسيا كما في السابق، وكذلك على كيفية مواصلة هؤلاء شن هجمات موجهة ووقحة وهجمات خالية من الإبداع، وهي هجمات إعلامية".
ولفت بيسكوف إلى أن هذا الأمر تقوم به وسائل الإعلام البريطانية والأمريكية بالتزامن، "وكأنه بالصدفة، إلا أنه من الواضح أنه ليس صدفة".
بيسكوف: الكرملين لا ينوي البحث عن أصحاب هذه الافتراءات
هذا وأكد بيسكوف أن الكرملين لا ينوي البحث عن أصحاب هذه الحملة.
وردا على سؤال لوكالة "تاس" الروسية عما إذا كان يستطيع الحديث عن لأصحاب هذه الأسئلة الموجهة إلى الكرملين، قال بيسكوف "لا أعرف ذلك، إننا لسنا محققين، ولا توجد هنا ذريعة لفتح تحقيق، كل شيء واضح هنا".
وأضاف أنه لا يمكن التعامل مع هذه الافتراءات بشكل جدي، مشيرا إلى أن نشرها سيضر بمصداقية وسيلة الإعلام نفسها.
بيسكوف: يجب استمرار الحوار مع الغرب
وبالرغم من كل ذلك، أكد بيسكوف أن تلك الهجمات لا يمكنها التأثير على استعداد موسكو للحوار مع الغرب.
وأعاد إلى الأذهان أن الرئيس الروسي ووزير خارجيته أعلنا مرارا أن روسيا مستعدة تماما للحوار ومناقشة المسائل العالقة والأكثر صعوبة.
المصدر: "تاس"