وأشاد لافروف في مؤتمر صحفي عقب اجتماع لجنة وزراء مجلس أوروبا في بروكسل يوم الثلاثاء 19 مايو/أيار بجهود مجلس أوروبا في إيجاد حل سياسي سلمي للأزمة الأوكرانية، داعيا إلى توسيع تفويض المجلس بشأن التحقيق في الجرائم التي ارتكبت في ميدان الاستقلال في كييف وفي أوديسا العام الماضي وغيرها من الجرائم.
وأكد لافروف أن الأزمة الأوكرانية كشفت عن وجود مشاكل جوهرية في منظومة الأمن الأوروبي، وأنها (الأزمة) نشأت بسبب عدم تنفيذ الالتزامات بإزالة خطوط الفصل القديمة ومنع ظهور خطوط فصل جديدة.
وقال وزير الخارجية الروسي إن محاولات متشددين في كييف وعدد من العواصم الأخرى مواصلة تصعيد الأزمة في أوكرانيا قد تأتي بعواقب وخيمة لأوكرانيا نفسها وكذلك لنظام الأمن الأوروبي بأكمله.
وكان لافروف قد أكد في كلمة ألقاها في اجتماع وزراء مجلس أوروبا أن آفاق تسوية الأزمة تتوقف بشكل مباشر على تنفيذ اتفاقات مينسك بشكل كامل.
ستولتنبرغ: يجب الحفاظ على اتصال مباشر بين عسكريي الحلف وروسيا
أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ ضرورة الحفاظ على اتصالات بين عسكريي الحلف وروسيا لتجنب عدم التفاهم بين الجانبين.
وأدلى ستولتنبرغ بهذا التصريح للصحفيين عقب لقائه مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في بروكسل يوم الثلاثاء.
وكان المندوب الروسي الدائم لدى الناتو قد أفاد في وقت سابق بأن الحلف سلم الجانب الروسي مؤخرا أرقام هواتف جديدة للاتصال بين العسكريين دون أن يقترح إجراء اتصالات جديدة.
من جهة أخرى قال ستولتنبرغ إنه دعا موسكو خلال لقائه مع لافروف إلى وقف دعم مسلحي دونيتسك ولوغانسك في شرق أوكرانيا وأكد ضرورة تنفيذ اتفاقات مينسك بشكل كامل، بما في ذلك الالتزام بوقف إطلاق النار وسحب الأسلحة الثقيلة والسماح بعمل المراقبين الدوليين في منطقة النزاع بهدف متابعة تنفيذ اتفاق الهدنة.
كما أكد الأمين العام للناتو من جديد موقف الحلف الرافض لما اعتبره ضم القرم بشكل غير شرعي إلى الاتحاد الروسي.
تجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن أوكرانيا والدول الغربية تتهم روسيا بالتدخل في الشؤون الداخلية الأوكرانية، إلا أن موسكو تنفي ذلك باستمرار وتؤكد أنها ليست طرفا في النزاع الأوكراني الداخلي.
وكان وزير الخارجية الروسي قد قال تعليقا على عقد لقائه مع ستولتنبرغ في وقات سابق الثلاثاء إن موسكو لا تتهرب أبدا من اتصالات مع حلف شمال الأطلسي، مذكّرا بأن تجميد العلاقات بين روسيا وحلف الناتو جاء بمبادرة من الحلف.
لافروف يشير إلى تحقيق "تقدم معين" في الحوار مع الاتحاد الأوروبي
وأكد الوزير الروسي على أهمية لجنة الوزراء لمجلس أوروبا لأنها المنظمة الأوروبية الوحيدة التي تقوم على أسس قانونية دولية واضحة وليس على بيانات سياسية.
وأكد لافروف أن موسكو تلاحظ تحقيق "تقدم معين" في إقامة الحوار مع الاتحاد الأوروبي بعد مباحثاته مع الأمين العام لمجلس أوروبا ثوربيورن ياغلاند والمفوضة الأوروبية العليا للسياسة الخارجية والأمن فيديريكا موغيريني.
وقال الوزير الروسي إن موغيريني أكدت له أن تعاون الاتحاد الأوروبي مع الدول الأعضاء في برنامج "الشراكة الشرقية" لن يتطور على حساب مصالح روسيا، مشيرا إلى ضرورة أن يهدف التعاون بين الاتحاد الأوروبي و"الشراكة الشرقية" إلى تحقيق انسجام مع عمليات التكامل في شرق أوروبا دون أية مواجهة.
وأشار إلى وجود تناقضات بهذا الشأن ومحاولات لإظهار الوضع وكأنه "لعبة بمجموع صفري" تؤدي إلى نتائج سلبية، معربا عن أمله في أن تتحول تصريحات موغيريني إلى خطوات معينة.
لافروف: لن نسمح بالغموض في أي تفويض أمني محتمل للأوروبيين لوقف الهجرة عبر المتوسط
من جهة أخرى أكد وزير الخارجية الروسي أن موسكو ستدرس باهتمام إجراءات الاتحاد الأوروبي الرامية إلى منع الهجرة غير الشرعية من شمال إفريقيا، و"لن تسمح بوجود نقاط غامضة في تفويض محتمل بشأن إجراء عمليات أمنية".
وقال لافروف إن مبادرة الاتحاد الأوروبي الخاصة بمنع الهجرة غير الشرعية عبر البحر المتوسط إلى أوروبا قضية معقدة، لأنها مرتبطة باللجوء إلى استخدام القوة في حالات معينة.
هذا وقد شارك وزير الخارجية الروسي في أعمال الدورة الـ 125 للجنة وزراء مجلس أوروبا التي تصدرها موضوع المسؤولية المشتركة عن ضمان الأمن الديمقراطي في أوروبا. وبحث وزراء خارجية الدول الأعضاء في مجلس أوروبا في الاجتماع سبل التصدي للخطر الإرهابي، وأقروا مشروع بروتوكول إضافي جديد حول المقاتلين الإرهابيين الأجانب لإلحاقه بمعاهدة مجلس أوروبا لعام 2005 حول الإجراءات الوقائية لمنع الإرهاب، إضافة إلى تبني بيان وزاري و"خطة عمل" بشأن مكافحة الإرهاب.
يذكر أن بلجيكا ستسلم رئاسة لجنة وزراء مجلس أوروبا بعد هذه الدورة إلى البوسنة والهرسك.
لافروف يلتقي في بروكسل مع ياغلاند
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد بحث مع الأمين العام لمجلس أوروبا ثوربيورن ياغلاند مساء الاثنين الأزمة الأوكرانية.
وأكد الجانبان أهمية الالتزام باتفاقات مينسك التي تم التوصل إليها في 12 فبراير/شباط وإقامة حوار مباشر بين كييف ودونيتسك ولوغانسك وإكمال الإصلاح الدستوري في أوكرانيا قبل نهاية العام.
كما بحث لافروف وياغلاند مسائل تعزيز التعاون بين الدول والحكومات في إطار مجلس أوروبا بهدف توظيف آلياته القانونية الإنسانية بفعالية أكثر لصالح الأمن الأوروبي، بحسب بيان نشر على موقع الخارجية الروسية على "فيسبوك".
تعليق موفدنا إلى بروكسل
تعليق ألكسندر جيلين رئيس مركز دراسات العلوم الاجتماعية التطبيقية
المصدر: "تاس"