وقال لافروف في تصريحات لصحيفة "روسيسكايا غازيتا" تعليقا على محادثاته مع جون كيري أثناء زيارة الأخير إلى سوتشي الروسية الأسبوع الماضي إن موسكو وواشنطن تؤيدان تنفيذ اتفاقيات مينسك بشأن أوكرانيا.
وتابع: "إننا اتفقنا على أن تستخدم الولايات المتحدة نفوذها على سلطات كييف من أجل إقناعها بتطبيق اتفاقات مينسك". لكنه حذر من أن هذه العملية لن تكون سهلة نظرا لمحاولات كييف تشويه الاتفاقات السلمية.
وتابع أن الطرفين اتفقا على التأثير على كلا طرفي النزاع، بما في ذلك مطالبة لوغانسك ودونيتسك بالالتزام بنظام وقف إطلاق النار بشكل أكثر صرامة، وذلك على الرغم من أن كييف هي التي تستفزهما لانتهاك الهدنة.
وأضاف أن روسيا ستصر على تنفيذ كافة جوانب اتفاقات مينسك، وذلك اعتمادا على لجان العمل التي تم تشكيلها في إطار مجموعة الاتصال الخاصة بأوكرانيا.
وأوضح الوزير أن موسكو وواشنطن تتفقان بشأن ضرورة تطبيق اتفاقات مينسك بشكل شامل، لكنه تابع أن القضية تكمن في تفسير مختلف جوانب الاتفاقات وتفهم المهمات الواقعية المطروحة أمام لجان العمل.
وتابع أنه من الصعب للغاية التفاوض مع من ينتظر من روسيا أن تقوم بالعمل كله فيما يخص تطبيق اتفاقات مينسك.
وبشأن زيارة مساعدة وزير الخارجية الأمريكي فيكتوريا نولاند إلى موسكو، قال لافروف إن نائبه غريغوري كاراسين ركز خلال المحادثات معها على ضرورة أن تؤثر واشنطن على كييف من أجل منع لجوء الأخيرة إلى سيناريو تستخدم فيه القوة، ومن أجل حمل السلطات الأوكرانية على استئناف العملية السياسية في البلاد، وذلك عبر إقامة حوار مباشر مع دونيتسك ولوغانسك.
وعبر لافروف عن أمل موسكو بأن تستأنف الولايات المتحدة التعاون المتبادل مع روسيا.
وذكر أن كيري تناول خلال زيارته إلى سوتشي مواضيع أخرى بالإضافة إلى الأزمة الأوكرانية، بما في ذلك سوريا واليمن وقضايا أخرى.
وقال: "حتى قائمة هذه القضايا تشير إلى أنه من الصعب للغاية حلها بدون روسيا". وأردف: "أن محاولات عزل روسيا لا تنجح".
وأردف: إننا شعر من جانب شركائنا (الأمريكيين) اهتمامهم.. باستئناف التعاون فيما يخص مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة وخطر انتشار مختلف أنواع أسلحة الدمار الشامل".
تعليق وليد فارس المستشار في الكونغرس الأمريكي
كاراسين: المحادثات مع نولاند كانت منفتحة وصعبة
من جانبه، قال نائب وزير الخارجية الروسي غريغوري كاراسين إن محادثاته مع فيكتوريا نولاند، مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون أوروبا ومنطقة أوراسيا كانت منفتحة.
وأضاف كاراسين "المحادثات بشأن أوكرانيا كانت مفصلة، منفتحة، وفي بعض الأوقات صعبة، ولا يمكن مناقشة هذه المواضيع بطريقة أخرى".
وقال المسؤول الروسي إنه تم تخصيص معظم وقت المحادثات لتبادل وجهات النظر حول معايير محددة لعمل منظمة الأمن والتعاون الأوروبي والمركز المشترك للتنسيق والمراقبة والجدول الزمني لمجموعات العمل.
تعليق مراسلنا في موسكو
تعليق أندريه كوشكِن رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة الاقتصاد في موسكو
لافروف: قرار تسليم "إس-300" لـ إيران لم يكن خطأ
قال لافروف إنه لا يتفق قطعا مع الرأي الذي يقول إن قرار روسيا بتسليم منظمات "إس-300" لإيران كان خطأ سياسيا.
وأعاد إلى الأذهان أن حظر توريد الأسلحة إلى إيران المفروض من قبل مجلس الأمن لم يشمل "إس-300" أبدا، بل إن تعليق تسليم المنظومات من قبل روسيا جاء كمبادرة قامت بها موسكو استجابة لرغبات شركائها الغربيين.
وتابع أن وقتا طويلا نسبيا مرة منذ تعليق الصفقة، ووقعت خلال هذه الفترة تغيرات إيجابية جذرية، باعتبار أن الانفراج الذي شهدته عملية التفاوض وما قامت به إيران من أجل ذلك يستحق تشجيعا.
وكان سيرغي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي أعلن في وقت سابق أن موسكو لا تستبعد تحسين العلاقات مع واشنطن، مضيفا في ذات الوقت أن موقف الولايات المتحدة لم يساعد بعد على تحقيق ذلك.
وقال ريابكوف إنه أعرب عن عدم ارتياح موسكو لحالة العلاقات الروسية الأمريكية أثناء مباحثاته مع مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون أوروبا وأوراسيا فيكتوريا نولاند في موسكو الاثنين 18 مايو/أيار.
وأكد أن موسكو شعرت "باهتمام واشنطن بالحوار"، مشيرا في ذات الوقت إلى عدم وجود أية أوهام لدى الجانب الروسي بهذا الشأن.
وقال ريابكوف عقب مباحثاته مع نولاند إن زيارة الدبلوماسية الأمريكية لم تخطط مسبقا وتأتي نتيجة للنقاش بين وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأمريكي جون كيري في سوتشي، مشيرا إلى أنه من المتوقع أن تبحث نولاند مع نائب وزير الخارجية غريغوري كاراسين الشأن الأوكراني.
وأوضح الدبلوماسي الروسي أن مباحثاته مع نولاند الاثنين ركزت على قضايا عديدة في العلاقات الثنائية، بدءا من المجال السياسي العسكري وانتهاء بالشؤون الإنسانية، بما في ذلك وضع عدد من المواطنين الروس المعتقلين في الولايات المتحدة.
وأشار ريابكوف إلى وجود مسائل كثيرة عالقة بسبب عدم وجود قنوات للحوار والتعاون بشأن الجوانب التي كان من الممكن إقامة التعاون فيها.
نولاند: القيادة الأوكرانية أكدت أنها لا تنوي شن أي هجوم بشرق أوكرانيا
وأعلنت مساعدة وزير الخارجية الأمريكي فيكتوريا نولاند أن القيادة الأوكرانية أكدت خلال زيارتها إلى كييف أنها لا تنوي شن أي هجوم جديد في شرق أوكرانيا.
وأشارت نولاند بعد مباحثاتها مع نائبي وزير الخارجية الروسي في موسكو إلى أن الجانبين بحثا دعم تنفيذ اتفاقات مينسك وعمل اللجان الفرعية الخاصة بتسوية الأزمة الأوكرانية، واصفة مباحثاتها بالبراغماتية.
وأضافت الدبلوماسية الأمريكية أن المباحثات تناولت كذلك إجراء انتخابات في منطقة دونباس والالتزام بوقف إطلاق النار.
وأكدت نولاند أن واشنطن ليست طرفا في عملية مينسك لكنها ستسعى إلى التأثير في تنفيذ الاتفاقات، مضيفة أنها بحثت مع الجانب الروسي إمكانية دعم واشنطن لأوكرانيا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا وروسيا التي تحاول تطوير عمل مجموعة الاتصال ولجان العمل الخاصة بشؤون الأمن والسياسة والاقتصاد والجوانب الإنسانية.
وأشارت إلى أن الولايات المتحدة تأمل في أن تحقق هذه اللجان تقدما في عملها.
يذكر أن زيارة نولاند الحالية هي الثانية إلى روسيا خلال أسبوع بعد أن زارت سوتشي ضمن الوفد الأمريكي برئاسة وزير الخارجية جون كيري الذي أجرى هناك مباحثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية سيرغي لافروف.
وكانت نولاند قد أجرت في كييف لقاءين مع رئيس الوزراء الأوكراني أرسيني ياتسينيوك والرئيس بيترو بوروشينكو، وأعلنت بعد زيارتها عن رغبة الولايات المتحدة في توسيع مشاركتها في ضمان تنفيذ اتفاقات مينسك بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي ودول "رباعية النورماندي".
وأكد الرئيس الأوكراني عقب المباحثات مع نولاند أن "تنسيق خطواتنا مع الولايات المتحدة الأمريكية أمر مهم للغاية".
واشنطن مهتمة بالمشاركة في "رباعية النورمادي" ومجموعة الاتصال
وكان نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف قد أعلن قبل تصريحات نولاند أن واشنطن تبدي اهتماما ليس فقط بالمشاركة في "رباعية النورماندي"، بل وكذلك في مجموعة الاتصال الخاص بتسوية الأزمة الأوكرانية.
وقال ريابكوف: "قضيت فترة طويلة في دراسة التصريحات والبيانات وما يقال في الاتصالات معنا ومع ممثلينا خلف الأبواب المغلقة. ولاحظت سعي الجانب الأمريكي للانضمام إلى العمل في إطار ("رباعية النورماندي" ومجموعة الاتصال)، إلا أننا لا نرى جدوى في ذلك".
وعلى حد قوله، فإن لهجة واشنطن بشأن الأزمة الأوكرانية لم تتغير حتى الآن.
وأضاف: "نحن بطبيعة الحال نستخدم كل اتصال مع زملائنا الأمريكيين من أجل تشجيعهم على التخلي عن اللهجة الهدامة، والأهم على تعديل سياستهم بشأن أوكرانيا"، مشيرا إلى أن جهود موسكو في هذا المجال لم تحقق نتائج مطلوبة.
وقال ريابكوف: "ربما علينا أن نعمل على ذلك بفعالية أكثر".
وأكد الدبلوماسي الروسي أن الموقف الروسي يتمثل في ضرورة أن تقيم كييف حوارا مباشرا مع دونيتسك ولوغانسك وتمتنع عن أية محاولات لزعزعة الوضع بالقوة من أجل تحقيق الاستقرار والتسوية.
تعليق مراسلتنا في موسكو
المصدر: "تاس"