وتأتي عودة نكورونزيزا إلى بوروندي عقب زيارته لتنزانيا، حيث شارك في قمة كانت مخصصة للأزمة في بلاده.
وكانت اشتباكات عنيفة اندلعت الخميس بين قوات موالية للرئيس البوروندي نكورونزيزا وعناصر مسلحة في محيط مبنى التلفزيون الوطني بالعاصمة بوجمبورا، بعد محاولة انقلاب الأربعاء.
وقال شهود عيان إن معارك عنيفة بالأسلحة الثقيلة والرشاشات وقاذفات صواريخ دارت في محيط مبنى التلفزيون المحلي والإذاعة الوطنية اللذين لا يزال تحت سيطرة أنصار الرئيس بيار نكورونزيزا.
من جانبه أفاد مصدر مقرب من العناصر المسلحة التي تسعى إلى محاولة انقلابية، أن الهجوم على مبنى التلفزيون تم فجر الخميس، وذلك عقب إعلان رئيس أركان القوات المسلحة البوروندية بريم نيونغابو، على إحدى الإذاعات المحلية فشل الانقلاب.
وأكد أحد الصحفيين الموجودين داخل مجمع التلفزيون أن اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة دار بمحيط المبنى.
وكان رئيس أركان الجيش السابق في بوروندي، غودفروا نيومباري، قد أعلن عزل بيير نكورونزيزا من منصبه وحل الحكومة، على خلفية مظاهرات حاشدة شهدتها البلاد منذ أيام تنديدا بقرار ترشح الرئيس الحالي لولاية ثالثة جديدة.
يشار إلى أن أكثر من 20 شخصا قتلوا وجرح العشرات منذ أواخر شهر أبريل/نيسان الماضي بعد خروج محتجين للشوارع رافضين ترشح الرئيس لولاية رئاسية ثالثة حسب ما ينص عليه الدستور.
وفي حين أعلنت الرئاسة البوروندية فشل الانقلاب على السلطة، أكد غودفروا نيومباري أن العديد من قادة الجيش والشرطة يدعمونه.
وكتب الرئيس الحالي على صفحته على الموقع الاجتماعي "تويتر"، "أطلب من كل الشعب البوروندي الالتزام بالهدوء مؤكدا أن الوضع تحت السيطرة".
وتوجه الرئيس البوروندي بيير نكورونزيزا، إلى دار السلام للمشاركة في قمة مخصصة للأزمة الناجمة عن رغبته في الترشح لولاية ثالثة، ما يثير مخاوف من تجدد أعمال عنف واسعة النطاق في هذا البلد الصغير في منطقة البحيرات الكبرى بأفريقيا.
ومن المنتظر أن تجرى الانتخابات الرئاسية البوروندية، في الـ 26 من يونيو/حزيران المقبل، فيما انطلقت الحملة الانتخابية، في الـ11 مايو/أيار الجاري.
وفي نفس الشأن قالت الرئاسة التنزانية إن الرئيس البوروندي موجود في دار السلام، لكنها لم تفصح عن مكانه بالتحديد، علما أن بيير نكورونزيزا لم يتمكن من العودة إلى بلاده بعد سيطرة الإنقلابيين على مطار بوغمبورا.
بان كي مون يدعو للتهدئة والبيت الأبيض يطالب جميع الأطراف بإلقاء السلاح
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون جميع الأطراف، في بوروندي، للتهدئة وممارسة ضبط النفس بعد إعلان الجنرال غوديفرويد نيومباري الإطاحة بالرئيس بيير نكورونزيزا وعزمه على تشكيل حكومة انتقالية.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوغاريك، "دعا الأمين العام بشكل عاجل كل الأطراف للتحلي بالهدوء وضبط النفس"، مضيفا: "جميع أفراد القيادة في بوروندي بالحاجة إلى الحفاظ على السلام والأمن في بلاد عانت بشدة من نوبات عنف فيما مضى".
كما طالب البيت الأبيض، الأربعاء، الأطراف المتصارعة بإلقاء السلاح والتحلي بضبط النفس، إذ قال جوش إيرنست المتحدث باسم البيت الأبيض، "إن واشنطن قلقة من الوضع في بوروندي وتتابع التطورات هناك عن كثب".
زعماء دول شرق أفريقيا يدينون محاولة الانقلاب
واستنكر زعماء دول شرق أفريقيا محاولة الانقلاب على الرئيس البوروندي ودعوا للعودة إلى النظام الدستوري، بدوره شجب الاتحاد الأفريقي محاولة الانقلاب.
وقالت نكوسازانا دلاميني زوما رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي في بيان، "رئيس الاتحاد يستنكر بأقوى العبارات محاولة الانقلاب في بوغومبورا ويدعو إلى العودة للنظام الدستوري ويحث جميع المعنيين على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس".
يذكر أن بوروندي شهدت مجازر وتواجه صعوبات في تخطي آثار حرب أهلية طويلة منذ عام 1993 إلى 2006 ولا تزال ماثلة في الأذهان.
المصدر: وكالات