و ستحمل دول الخليج إلى كامب دايفيد غدا هواجسها من التقارب الأمريكي ـ الإيراني. ومن كامب دايفيد أيضا يحمل الرئيس الأمريكي طمأنته لحلفاء واشنطن في الخليج.
ولعل أولى الرسائل التي وصلت إلى أوباما حتى قبل الاجتماع هي مستوى التمثيل الذي اقتصر على القادة من الكويت وقطر بينما مثلت كل من السعودية والبحرين والإمارات وعمان قيادات من الصف الثاني والأسباب تكاد تعرف :
1- البعض يرى أن الدول الخليجية خابَ أملها في واشنطن بعد هبوط وتيرة العداء بين الأخيرة و طهران وشعورِهم بتخلي البيت الأبيض عن حلفائه العرب التقليديين في مقابل نجاحِ أوباما في ختام ولايته الرئاسية باتفاق مع إيران.
2- وثانيا أن هذه الدول لم تعد تنتظر الأوامر الأمريكية بعد بداية عواصفها وإثبات قدرتها على التحرك العسكري منفردة.
ملفات فوق طاولة القمة تضم أولا وقبل كل شيء الإيرانفوبيا والمخاوف الإقليمية والمتمثلة بتمددها في المنطقة العربية.
إضافة للنووي الإيراني والقلق الخليجي من توقيع إتفاقية تزيح الستار عن العقوبات وتمكن طهران من استعادة أموالها في البنوك الغربية وما يمثله ذلك من تهديد للأمن القومي العربي بحسب رأي البعض وهو ما لا تريده أطراف إقليمية أهمها الرياض.
وكذلك ملف الإرهاب الشائك وتفرعاته حيث الخلاف على ترتيب الأولويات في سوريا خاصة، وفي اليمن والعراق ففي حين تريد دول إقليمية إسقاط حكم الرئيس السوري بشار الأسد ثم مكافحة الإرهاب، يوجد في الطرف المقابل من يريد القضاءَ على الإرهاب أولا ومن ثم الحديث عن أي ترتيبات سياسية للبلاد إضافة لتداعيات الحرب في اليمن وغارات التحالف على ما تعتبره الرياض أذرعاً إيرانية وبالطبع يبقى العراق بمعادلاته شبه المستحيلة على الحل موضوعا للبحث.
الملف الأخير هو تعزيز التعاون العسكري بين واشنطن ودول الخليج ومساعدة الحلفاء الخليجيين على إقامة نظام دفاعي إقليمي للحماية من الصواريخ الإيرانية المفترضة وقد يصحبها تعزيز الالتزامات الأمنية وصفقات سلاح جديدة والمزيد من التدريبات العسكرية المشتركة كما سيكون بحث دور القوة العربية المشتركة وأين وكيف سيتم استخدامها بعد اليمن.
تأتي القمة في ظروف من الالتباس والفوضى الإقليمية وعشرات بل مئات من الجيوش الصغيرة المتقاتلة تطرح أسئلة أكثر من الأجوبة وتبقى فرصة نجاحها مرهونة بتقديم الضمانات الأمنية للحلفاء الأساسيين في الشرق الأوسط والخروج بتسويات جديدة.
تعليق مدير المعهد الخليجي علي الأحمد من واشنطن، ومن الكويت الكاتب والصحفي أحمد المليفي:
تعليق الكاتبة والمحللة السياسية حنان البدري: