وأجرت القناة لقاء خاصاً مع رائدي الفضاء الروسي ميخائيل كورنيينكو والأمريكي سكوت كيلي لتطرح عليهما أسئلة حول وضعهما المعيشي وتأثير فقدان مركبة بروغريس عليهم.
س. كيف كانت ردة فعلكما عندما سمعتم خبر فقدان مركبة الشحن الفضائية بروغريس؟
سكوت: عندما نخسر مركبة شحن فضائية أو أية آلية من هذا النوع فلن يكون شعورنا جيداً. ولكن في نفس الوقت لدينا احتياطي من الإمدادات المنقولة إلى المحطة الفضائية الدولية، وهذا من أفضل ميزات هذا البرنامج المعتمد على التعاون الدولي، وبفضل ذلك لدينا فائض من الإمدادات، بما فيها الغذائية، على متن المحطة، الأمر الذي يسمح لنا بالتواجد هنا طوال الفترة اللاحقة.
س. اعتقد أن كثيرين كانوا يسألونكم إلى ماذا تشتاقون في الفضاء، غير أنني أود أن أطرح السؤال الآتي، لقد قضيتم سنة كاملة هناك، هل ثمة أشياء لا تشتاقون إليها بالمحطة؟ أو بالأحرى سعيدون بأنكم بعيدون عنها؟
سكوت: هنالك بعض الأشياء التي نحتاج إليها، كما أن هناك بعض الأشياء التي نقدرها هنا. فأنا شخصياً اشتاق إلى التواصل مع الناس وخاصة أفراد العائلة والأصدقاء. من جانب آخر افتقد الطقس، وهو ما لا يتغير هنا أبداً. وأيضاً فيما يتعلق بالخروج من المركبة. نحن نعيش في هذه البيئة المغلقة ولا نستطيع أن نغادرها، خاصة وإنها بيئة عمل. فهذا الأمر يقدم لنا تجربة صعبة للعيش في ظروف العمل المستمر.
كورنيينكو: أود أن أضيف أنه عندما تصبح الأمور أكثر صعوبة أتذكر أنني واحد من بين هؤلاء المحظوظين الذين تمكنوا من الوصول إلى هنا والعمل مع هذا الطاقم الرائع، وانجاز هذه المهمة العظيمة، وبعدها أشعر بالراحة. وأضيف إلى أقوال سكوت أننا بالفعل نشتاق إلى الأرض والطبيعة والأهل، ولكن ما يمنحنا القوة هو أننا نشارك في هذه المهمة الرائعة.
س. من جهة أخرى ليس من أمطار أو أوحال هناك، أي أن هناك ايجابيات. أحبذ أن أعرف ما الذي ستقومون به عند عودتكم وبعد قضاء وقت طويل في الفضاء؟
سكوت: بالتأكيد عندما نعود إلى الأرض سنفكر بأساسيات الراحة التي لم تكن متوفرة في الفضاء، كالاستحمام وتناول وجبة طعام لم يكن ممكناً تحضيرها على متن المحطة الفضائية. كما سنقضي أوقات مع الأصدقاء والعائلة. هذا ما سأقوم به من جهتي.
كورنيينكو: أريد أن أصحح لكم قليلاً، نحن في الفضاء منذ شهر ونيّف، وبانتظارنا مهمة طويلة تنتهي في شهر مارس/آذار من عام 2016. ولكن ما سأقوم به عند عودتي، كما قال سكوت عن الماء، سأستحم وسأستجم في المسبح، وسأحضن المقربين مني طبعاً. ولكن حلمي الأساس هو السباحة في مسبح مدينة النجوم. أرغب بمياه سائلة وليس تلك التي تتطاير على شكل كرات.
س. ما هو الشعور عند شرب القهوة من الفناجين المخصصة لظروف انعدام الجاذبية والمرفقة بآلة تحضير القهوة الخاصة بكم؟ هل تجدي الفناجين نفعاً؟
سكوت: ما يثير الدهشة هو أنها تجدي نفعاً، وقد تفاجأت للغاية، فلم أتوقع أن الأمر سينجح. فبعض زملائنا الموهوبين من رواد الفضاء قاموا بتصميم ناجح للفناجين. لا أعرف من فعل ذلك، ولكنه تصميم ناجح. والأمر غريب لأنه يتطلب جاذبية، ولكن جرى استغلال خاصية التوتر السطحي إضافة إلى التصميم الخاص للوعاء وشكله، وبالتالي من المدهش بمكان بأن الفكرة تنفع.
هذا ويجدر الذكر أن رائدي الفضاء ميخائيل كورنينكو وسكوت كيلي في مهمة تستمر لسنة كاملة على المحطة الفضائية الدولية، يتخلل المهمة إجراء أكثر من 70 تجربة علمية في مختلف المجالات. وتتركز البحوث بغالبها على الجانب الطبي، ودراسة تأقلم جسم الأنسان مع الفترات الطويلة في ظروف انعدام الجاذبية، الأمر الذي يشكل جانباً حساساً من المهام المستقبلية طويلة الأمد، وبشكل خاص الرحلات المأهولة القادمة إلى المريخ.
المصدر: RT