وفي مقابلة مع صحيفة "النجم الأحمر" الروسية التي تنشرها يوم الأربعاء 6 مايو/أيار أوضح باتروشيف أن الحديث يدور في المقام الأول عن أحداث "الربيع العربي"، وخاصة الأحداث في سوريا والعراق، إضافة إلى تطور الأوضاع في أوكرانيا وحولها.
ولفت سكرتير مجلس الأمن القومي إلى أن استخدام "الوسائل غير المباشرة" مثل الاحتجاجات الشعبية والمنظمات المتطرفة والشركات العسكرية الخاصة أصبح أسلوبا نمطيا في صراع دول العالم على مصالحها.
وتابع قائلا إن مواقف الولايات المتحدة والناتو تجاه روسيا تزداد عدوانية، مع قيامهما بحشد قواتها الهجومية بالقرب من الحدود الروسية، مضيفا أن عملية نشر الدرع الصاروخية الكونية تجري على قدم وساق.
وبحسب بتاروشيف، فإن هذه التغيرات فرضت على روسيا إجراء تعديلات على بنود في عقيدتها العسكرية تخص عددا من المسائل، كردع العدوان، ومنع حدوث نزاعات عسكرية، وتحديد مهمات القوات المسلحة وغيرها من القوات، وتطوير المؤسسة العسكرية، وتزويد الجيش بالأسلحة والمعدات، وتطوير الصناعات الدفاعية.
السياسة الأمريكية تحدث خللا في العلاقات الدولية
وقال باتروشيف إن وقوف الولايات المتحدة وحلفائها ضد تحول العالم إلى تعدد الأقطاب، وسعيهما إلى فرض هيمنتهما العالمية، يسببان خللا في منظومة العلاقات الدولية، في الوقت الذي تمثل فيه روسيا عامل استقرار على الساحة العالمية، وذلك من خلال وقوفها ضد "سياسة الإملاء والتدخل السافر في الشؤون الداخلية للدول الأخرى".
وأضاف باتروشيف أن روسيا في نهجها هذا تعتمر على تجمعات إقليمية مثل "بريكس" ومنظمة شنغهاي للتعاون ومنظمة التعاون الاقتصادي الأوراسي.
وأعاد سكرتير مجلس الأمن القومي أن قيام منظمة الأمم المتحدة جاء كأحد أبرز نتائج الحرب العالمية الثانية، لتكون آلية دولية تدعم الاستقرار في العالم، لكن هذه المنظمة تشهد الآن، بعد مرور 70 عاما على انتهاء الحرب، خروقات عديدة لميثاقها من قبل الولايات المتحدة التي تنتهك المواد الأساسية لهذا الميثاق مثل استقلال الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية وتسوية الخلافات بطرق سلمية، "ويكفي أن تنذكر قصف صربيا واحتلال العراق وتدمير الدولة في ليبيا".
وذكر باتروشيف أن الاستخبارات الأجنبية تواصل نشاطاتها التخريبية ضد روسيا، أما فرض العقوبات الاقتصادية ضدها فتهدف إلى "تخفيض المستوى المعيشي للمواطنين الروس وإثارة حركة احتجاجية" في البلاد، الأمر الذي يدفع الدولة الروسية إلى تعزيز قواتها المسلحة بصفتها ضامنا لأمنها واستقرارها.
باتروشيف: انبعاث الفاشية في أوكرانيا ودول البلطيق
واستطرد باتروشيف قائلا إن انبعاث الفاشية في دول البلطيق وأوكرانيا يجري حاليا في صوره الأكثر وقاحة، وسط تمجيد "أبطال" لطخوا أيديهم بدماء مواطني هذه الدول أثناء الحرب العالمية، "أما فكرة انضمام أوكرانيا إلى الناتو فتتخذ أكثر فأكثر سمات الانتقام الرمزي للقوى التي حاربت جنبا إلى جنب مع ألمانيا النازية"، في إشارة منه إلى "إعادة اعتبار" قوميين متشددين تعاونوا مع الاحتلال النازي ضد الجيش الأحمر خلال الحرب.
هذا وانتقد باتروشيف ما وصفه بـ"قصر ذاكرة" النخب الحاكمة في بعض الجمهوريات السوفييتية السابقة، حيث لا تزال مستمرة محاولات تشويه أحداث الحرب.
وبحسب سكرتير مجلس الأمن الروسي فـ"الهدف من هذا الكذب واضح هو إضعاف روسيا الحديثة والانتقاص من سلطتها المعنوية وسلب صفتها كدولة منتصرة بكل ما يترتب على ذلك من التداعيات القانونية الدولية".
المصدر: وكالات روسية