تشتد ضراوة القتال وتزداد شراسته على أرض سوريا وفي خضم المعركة تتشكل ملامح مشهد يحمل دلالات مختلفة. وجديد النزاع السوري، سيطرة متشددين وفي مقدمتهم جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة على مدينة جسر الشغور في محافظة إدلب.
وقد أعلنت القوات السورية من جهتها قيامها بإعادة الانتشار في محيط المدينة تجنبا لوقوع ضحايا في صفوف المدنيين مشيرة إلى أنها تقوم بتعزيز مواقعها الدفاعية.
ويعود إصرار المعارضة للسيطرة على مدينة جسر الشغور إلى الأهمية الاستراتيجية التي تكمن في أن المدينة:
1- تعد حلقة وصل بين اللاذقية الساحلية وحلب أو ما كان يسمى العاصمة الاقتصادية لسوريا.
2- قرب المدينة من الحدود التركية التي تقول دمشق إن التعزيزات وصلت عبرها للمسلحين.
ويأتي دخول جبهة النصرة لمدينة جسر الشغور بعد نحو شهر من سيطرة ما سمي جيش الفتح الذي ضم جبهة النصرة وحركة أحرار الشام وجند الأقصى، على مدينة إدلب عاصمة المحافظة.
وتشكل التطورات الأخيرة تغيرا استراتيجيا في المنطقة، لا سيما أن السلطات لا تزال تسيطر فقط على مدينة أريحا وبلدة المسطومة في المحافظة. أمر يربطه كثيرون بسعي النصرة لإقامة إمارتها في محافظة إدلب والتقدم نحو محافظة اللاذقية مركز المعركة المقبلة، وفق مراقبين.
تقدم النصرة في الشمال يقابله تقدم داعش في أجزاء أخرى من سوريا. التنظيم أعلن تمكنه من قطع طريق إمداد أساسي يستخدمه مسلحو المعارضة بين البادية السورية والحدود الأردنية، من دون أن نغفل أن خطر داعش وصل إلى داخل دمشق بعد دخوله مخيم اليرموك.
وفي ظل الحديث عن التحضيرات للقاءات جنيف المقبلة، يبدو أن كل طرف يسعى لتحقيق نصر على الأرض لفرض شروطه على طاولة المفاوضات.
تعليق أمين سر هيئة العمل الوطني المعارضة ميس كريدي من دمشق، ومن لندن الناشطة السورية المعارضة بهية مارديني: