ويوحي ذلك ببوادر التلويح مجددا بالقوة العسكرية، في وقت بات فيه الخطر الليبي يهدد القارة العجوز في ظل ما يصفه كثيرون هناك بالدولة الفاشلة.
فما أن تحاول ليبيا الغارقة في فوضاها نفض غبار الماضي والتقاط أنفساها، حتى تجد نفسها في متاهة جديدة.
تشهد فصول المواجهات بين الجيش الليبي التابع للحكومة المعترف بها دوليا والكتائب الموالية للحكومة الموازية في طرابلس تشهد تطورا متسارعا، الجيش الذي يقوده خليفة حفتر يواصل زحفه نحو العاصمة من محاور عدة، وقد أعلن أن قواته تمكنت من دخول منطقة النجيلة بمدينة جنزور غرب العاصمة.
ويأتي دخول النجيلة بعد أيام من بسط الجيش سيطرته على مدينة الزهراء وبلدة العزيزية.. في المقابل شنت طائرات تابعة لفجر ليبيا غارات على مطار الزنتان ومدينة الرجبان في الجبل الغربي.
وفي خضم الاشتباكات يواصل تنظيم داعش تمدده في ليبيا، ففي مدينة سرت شن التنظيم هجوما على الكتيبة مئة وستة وستين التابعة لحكومة طرابلس.
وكان الملف الليبي حاضرا على طاولة قمة الاتحاد الأوروبي الطارئة التي عقدت في بروكسل لبحث قضية الهجرة غير الشرعية وما بات يعرف بقوارب الموت عبر البحر الأبيض المتوسط.
الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند تحدث عن ضرورة إصلاح أخطاء الماضي مبديا أسفه من عدم مساعدة ليبيا على البناء بعد التدخل العسكري.
أما حكومة طرابلس فتوعدت بالتصدي لأي خطوات أحادية يتخذها الاتحاد الأوروبي بشأن مهاجمة المواقع التي يستخدمها المهربون، ودعت إلى التشاور معها، كما طالب وزير خارجيتها محمد الغيراني المجتمع الدولي الاعتراف بشرعية حكومته.
لا تبدو المغامرة الدولية كما وصفها كثيرون على أرض ليبيا تعرف طريقا للنهاية، فمنذ إعلان الناتو وقف ضرباته الجوية وزوال خطر القذافي اشتد القتال واحتدم الصراع على قيادة دفة بلاد، ويبدو أن خطرها بدأ يلامس بشكل كبير الضفة الأوروبية.
تعليق رئيس الجمعية الروسية للصداقة والتعاون مع البلدان العربية فياتشيسلاف ماتوزوف من موسكو ومن لندن الدبلوماسي السابق محمد العربي زيتوت: