وسيلتقي قادة دول الاتحاد الأوروبي الـ28 الخميس، في قمة استثنائية بعد أن تضاعفت الضغوط على حكوماتهم لمعالجة أزمة المهاجرين عبر البحر المتوسط وخاصة إثر حادثة الغرق التي وقعت الاحد وأودت بحياة حوالي 800 شخص، بينهم أطفال ونساء.
وتحدث الناجون الـ28 الذين وصلوا الى صقلية من حادثة الغرق الأخيرة عن بعض تفاصيل الكارثة التي عاشوها، حيث عبر أحدهم قائلا إن البعض استطاع النجاة من الموت نظرا لتواجده على ظهر السفينة، مؤكدا أن من يدفع أقل يقبع في الأسفل حيث تتواجد محركات سفن الموت.
يذكر أن قوات خفر السواحل استطاعت انتشال 24 جثة، فيما بقيت مئات الجثث، ومن بينها لنساء واطفال، عالقة في المركب، من أصل أكثر من 850 على متنه.
وبحسب أقوال المدعي العام في صقلية، فإن المهاجرين غير الشرعيين، دفعوا مبالغ تتراوح بين 300 و 600 يورو كثمن لتهريبهم وقد بقي بعضهم محتجزا لمدة شهر في مصنع مهجور قرب طرابلس قبل أن يتم نقلهم عبر مجموعات صغيرة إلى المركب.
وكان النيابة العامة وجهت اتهامات للمهرب التونسي الجنسية محمد علي مالك، بالإغراق غير العمد والقتل المتعدد غير العمد وتشجيع الهجرة غير الشرعية، وسيمثل المتهم أمام المحكمة الجمعة 24 أبريل/نيسان مع أحد أفراد المركب من أصل سوري ويدعى محمود بخيت والموقوف لدى السلطات الإيطالية بعد الكارثة البحرية.
إيطاليا تدعو الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة التدخل لإيقاف نزيف الهجرة غير الشرعية
ودعت إيطاليا الاربعاء كل من الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة لإطلاق عمليات جنوب ليبيا للمساعدة على وقف تدافع المهاجرين الى أوروبا.
وقال رئيس الحكومة الايطالي ماتيو رينزي في بيان للبرلمان، "علينا أن نعالج المشكلة وأن نثني هؤلاء الرجال والنساء عن مغادرة بلادهم"، مضيفا "يجب أن يكون هناك تواجد قوي للمنظمات الدولية في منطقة جنوب ليبيا، مؤكدا أنه من المهم جدا أن يحاول الاتحاد الأوروبي ككتلة واحدة أن يذهب إلى تلك المنطقة مع الامم المتحدة".
وأكد ماتيو رينزي أنه على الاتحاد الأوروبي تعزيز عمليات الانقاذ في البحر لتفادي سقوط ضحايا بين المهاجرين، مبينا أن الدعوة الى قمة أوروبية مستعجلة تعتبر خطوة استثنائية.
واتهم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الاتحاد الاوروبي بترك المهاجرين "يواجهون الموت"، في حين أعلنت المنظمة الدولية للهجرة الثلاثاء، أن أكثر من 1750 مهاجرا لقوا مصرعهم عرض البحر منذ مطلع العام، وهو عدد أكبر 30 مرة من حصيلة الفترة نفسها من عام 2014.
وتعتبر هذه الكارثة الاكثر خطورة في البحر المتوسط منذ الحرب العالمية الثانية.
المصدر: وكالة الأنباء الفرنسية