لا يدرك راكبو أمواج البحر أنهم يهربون من واقع مزر إلى موت معجل وسريع، فالطريق الذي يسلكه المهاجرون بين ليبيا وإيطاليا بحرا أضحى "طريق الهلاك" كما تقول الأمم المتحدة.
تحذر منظمة الهجرة الدولية من أكبر الكوارث الإنسانية، لاسيما أن عدد الغرقى من المهاجرين غير الشرعيين المتجهين إلى أوروبا خلال هذا العام قد يصل إلى رقم قياسي، فغرق نحو 800 مهاجر وعثور البحرية الإيطالية على جثث أخرى رفع عدد الضحايا إلى نحو 1750 مهاجرا وفق المنظمة التي أشارت إلى أن ذلك يعادل 30 مرة عدد الذين لقوا مصرعهم في البحر خلال الفترة نفسها من العام الماضي.
دفع هذا الأمر بالمرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان ومقره جنيف إلى التحذير مما وصفه بالتقاعس المعيب لدول الاتحاد الأوروبي في استقبال اللاجئين بطرق شرعية.
وفي عام 2014 وحده غرق 3419 شخصا، في ارتفاع مضطرد لضحايا الهجرة غير الشرعية خلال السنوات الأخيرة لاسيما بعد حرب الناتو على ليبيا وتفكك الدولة فيها ما جعلها ممرا سهلا للاجئين الأفارقة والعرب إلى أوروبا.
ووفقا للمنظمة فعدد المهاجرين غير الشرعيين آخذ بالارتفاع على الرغم من أن موسم الهجرة غير الشرعية لم يبدأ بعد، إذ يزداد عدد اللاجئين بعد انتهاء فصل الشتاء.
سوريون فلسطينيون ليبيون صوماليون مصريون سوادنيون ومواطنو دول إفريقية أخرى تجمعهم الحروب وأوضاع بلادهم المأساوية وحلم بحياة أفضل.
والطريقة الأمثل هي الوصول إلى أقرب نقطة من السواحل الأوروبية، إما من تركيا إلى اليونان وإما من ليبيا حيث الطريق الأفضل حاليا، وخاصة مع ما يسمى مافيات المهربين، ومنها إلى إحدى الجزر الإيطالية.
كل ذلك دق نواقيس الخطر في الاتحاد الأوروبي ولأجل هذا الخطر يعقد قادة الاتحاد قمة خاصة لمكافحة هذه الظاهرة بعدما رفع وزراء خارجية وداخلية الاتحاد في ختام اجتماعهم مقترحات لمواجهتها.
وينتظر مئات الألوف دورهم وأعينهم شاخصة إلى الشمال عبر بحر غص برجال ونساء وأطفال وكهلة، ليبقى السؤال عن فرص الحياة في بلاد شظتها الحروب وكان الغرب جزءا من أسباب اشتعال نيرانها.
تعليق مستشار الدراسات الاستراتيجية والإدارة الدولية عبد الله عثامنه من مدينة مانشستر، ومن الرباط الباحث المتخصص في قضايا الساحل والصحراء والشؤون الإفريقية عبد الفتاح الفاتحي: