رغم كل الضربات التي يتلقاها هذا التنظيم المتطرف من تحالف دولي ستيني ومن الجيش العراقي مدعوما من الحشد الشعبي لم تزل خطورته قائمة فكريا وعسكريا في العديد من المناطق العراقية.
وتختلف الأماكن التي يطمح التنظيم للاستيلاء من حيث موقعها وأهميتها الاستراتيجية والاقتصادية، والحديث هنا يدور عن مصفاة بيجي في محافظة صلاح الدين التي تبعد نحو مئتي كليو متر عن العاصمة بغداد حيث تخوض الفرقة الذهبية في الجيش العراقي معارك منذ أشهر لوقف تقدم مقاتلي داعش ومنعهم من السيطرة عليها.
رئيس هيئة الأركان الأمريكية الجنرال مارتن ديمبسي أكد أهمية المصفاة، بوصفها جزءا من البنية النفطية العراقية، معتبرا أن سيطرة العراقيين على بيجي تعني تحكمهم بالبنية التحتية النفطية.
الأهمية الاقتصادية لمصفاة بيجي:
1- فقدان السيطرة على المصفاة التي توفر نحو ثلث طاقة إنتاج المصافي العراقية، أجبر العراق على استيراد المشتقات النفظية التي كانت توفرها المصفاة كالبنزين
2- الكمية الكبيرة من الغاز المستخرج من المصفاة
3- إنتاج الطاقة الكهربائية
4- الأهمية الكبيرة لدعم الاقتصاد العراقي في حربه ضد التنظيم الذي أيضا يحاول السيطرة عليها للسبب نفسه
5- تنظيم داعش الذي يبيع برميل النفط بعشرين دولاراً يريح لاعبين إقليميين ومحليين ويخفف الأعباء المادية عنهم ما يعني أن البعض لا يريد أن تتمكن القوات العراقية من السيطرة على المصفاة.
أما استراتيجيا
1- موقعها وأهميته لاستكمال سيطرة داعش على عدد من المدن والمحافظات
2- مركزها كنقطة للرصد والمتابعة لجميع تحركات القوات العراقية الحكومية
3- إذا أحكم الجيش العراقي سيطرته على بيجي سيبدأ معها الانسحاب التدريجي للتنظيم ما يعني رفع معنويات القوات العراقية خاصة بعد مقتل قادة من التنظيم ممن كانوا من أركان النظام السابق ودورهم في دعم ما يسمى الدولة الإسلامية
من هنا قد تكون الساعات المقبلة حاسمة في مصير الصراع الذي لم يحسم بأي نصر يستحق الذكر على تنظيم يبدو أنه يستمد قوته من كل مفاصل الضعف في بنية المجتمعات التي يغزوها.