وفي مؤتمر حول الأمن الدولي عقد في موسكو الخميس 16 أبريل/نيسان أشار غيراسيموف إلى أن عدد أفراد المنظمات المتطرفة في العالم تجاوز 150 ألف شخص، وذلك مقابل 50 ألفا في ثمانينيات القرن الماضي.
ولفت إلى أن الأنماط التنظيمية للإرهاب تشهد هي الأخرى تطورا ملحوظا، الأمر الذي قد أدى إلى ظهور شبكات إرهابية عابرة للقارات وحتى منظمات تحمل سمات الدولة.
وذكر القائد العسكري الروسي بهذا الصدد أن عدد مسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية" يزداد باستمرار على أرضية انتشار أفكار الإسلام الراديكالي، مضيفا أن هؤلاء المسلحين ينتمون إلى دول مختلفة ومنهم مواطنون أمريكيون وأوروبيون وروس.
وشدد غيراسيموف على الخطورة التي يمثلها الأشخاص الذين يعودون إلى بلدانهم بعد تلقيهم إعدادا إيديولوجيا واكتسابهم خبرات قتالية في ساحات المعارك.
وأشار رئيس هيئة الأركان الروسية إلى أن واشنطن وبروكسل، بالتعاون مع بعض الاستخبارات العربية، تعملان حاليا على إعداد مشاريع لتدريب مقاتلين من "الإسلاميين المعتدلين" لكنهما "لا تتساءلان من أين وكيف تنشأ هذه الامبراطوريات الإرهابية".
وأعاد إلى الأذهان أن تنظيم القاعدة لم يظهر من العدم بل تم تشكيله من "المجاهدين الأفغان" الذين قاتلوا القوات السوفييتية بتمويل من الولايات المتحدة وحلفائها.
وأضاف أنه في نظر الغرب فقد كان عناصر تنظيم "داعش" حتى الأزمنة الأخيرة "مسلحين جيدين" يقاتلون في سبيل "انتصار الديمقراطية في سوريا"، لكنهم خرجوا عن السيطرة وباتوا يمثلون تهديدا ليس فقط لمن تم تأجير هؤلاء المسلحين ليقاتلوا ضدهم، بل ولأصحابهم السابقين.
الاستخبارات العسكرية الروسية: لسياسة إحداث الفوضى تبعات خطيرة
من جانبه ذكر رئيس الاستخبارات العسكرية إيغور سيرغون أن الحركات الإسلامية المتشددة بدأت في التنامي منذ ثمانينيات القرن العشرين، وذلك على خلفية محاولات الدول الغربية استغلال الإرهابيين في تحقيق مصالحها، كما كان في أفغانستان.
وتابع سيرغون أن واشنطن والدول الحليفة لها ساعدت ماليا وعسكريا على تشكيل تنظيمي "الدولة الإسلامية" و"جبهة النصرة" بهدف الإطاحة بالنظام السوري غير المرغوب فيه في نظر الغرب. ولفت إلى أن "تدخل دول حلف شمال الأطلسي في ليبيا أدى إلى نتائج مماثلة".
وشدد رئيس الاستخبارات العسكرية الروسية على أن ملاطفة المتطرفين وسياسة إحداث الفوضى من شأنها أن تقود إلى نتائج غير متوقعة.
المصدر: وكالات روسية