وقال بوتين خلال حواره المباشر التقليدي مع المواطنين الخميس 16 أبريل/نيسان: "فيما يخص إسرائيل، فلا يهدد ذلك (توريد "أس-300") إسرائيل على الإطلاق، لأنها أسلحة تحمل طابعا دفاعيا بحتا، علاوة على ذلك، إننا نرى أن توريد مثل هذه الأسلحة يمثل عامل ردع في الظروف التي تتبلور في المنطقة، لا سيما على خلفية الأحداث في اليمن".
وبرر الرئيس الروسي قراره برفع الحظر عن توريد هذه المنظومة إلى إيران بأن الأخيرة أبدت مرونة كبيرة في المفاوضات الخاصة ببرنامجها النووي، ما دفع روسيا إلى اتخاذ قرار بتنفيذ صفقة "إس-300" مع هذا البلد بعد أن كانت قد علقتها عام 2010.
وقال: "اليوم يبدي الشركاء الإيرانيون مرونة كبيرة ورغبة واضحة في التوصل إلى حل وسط بشأن البرنامج النووي"، داعيا إلى "تشجيع إيران على التمسك بهذا الموقف".
وأضاف أن المشاركين في المفاوضات النووية اقتربوا من التوصل إلى اتفاق نهائي، إذ لم يبق أمامهم سوى تنسيق بعض التفاصيل الفنية.
وذكر الرئيس أن هذه التطورات دفعت بروسيا إلى رفع الحظر عن توريد منظومات "إس-300".
وشدد على أن هذا القرار لا يأتي في سياق رفع العقوبات الدولية عن إيران، علما بأن "إس-300" ليست مشمولة بالقائمة الأممية للمواد التي يحظر توريدها لهذا البلد.
وأردف: "علقنا تنفيذ هذا العقد بشكل أحادي. أما الآن، عندما برزت حركة إيجابية في المسار النووي الإيراني، فلا نرى أسسا للتمسك بهذا الحظر". وأكد أن روسيا ستنسق خطواتها مع الدول الأخرى لدى رفع حظر توريد المواد التي تنص عليها القائمة الأممية المذكورة.
وأضاف بوتين أن روسيا كانت تتكبد خسائر مالية بسبب تعليق الصفقة مع إيران، إذ بلغت قيمة المنظومات التي أنتجت في روسيا 900 مليون دولار، ولم يتلق المنتجون أية مقابل مالي. وتابع أن بعض الأطراف ألمحت سابقا إلى نيتها شراء تلك المنظومات، لكن أحدا لم يشترها في نهاية المطاف.
وشدد على أن روسيا لدى توريد الأسلحة إلى الخارج تأخذ دائما بعين الاعتبار الوضع في مختلف مناطق العالم، ولا سيما لدى توريد الأسلحة إلى الشرق الأوسط. وأعاد إلى الأذهان أن الولايات المتحدة تورد كميات أكبر بكثير من الأسلحة إلى هذه المنطقة وبمبالغ أكبر.
وأوضح أن روسيا أجرت في الماضي غير البعيد محادثات مع دولة عربية حول تصدير منظومات "إس-300" لها، لكن اسرائيل أعلنت آنذاك أن ذلك يمكن أن يؤدي إلى تغيرات جيوسياسية جذرية في المنطقة.
وتابع: "أجرينا آنذاك مشاورات مع المشتري، وتقبل شركاؤنا في إحدى دول العالم العربي ذلك الأمر بتفهم. وفي نهاية المطاف، أعدنا مبلغا قيمته 400 مليون دولار دفع لنا مقدما (إلى الدولة العربية)".
بوتين: "داعش" لا يهدد روسيا بشكل مباشر لكننا قلقون من وجود مواطنين روس في صفوف التنظيم
قال الرئيس بوتين إن تنظيم "الدولة الإسلامية" لا يهدد روسيا بشكل مباشر، مضيفا أن الاستخبارات الروسية تتتبع تحركات المواطنين الروس والمواطنين من رابطة الدول المستقلة الموجودين في صفوف الإرهابيين عن كثب.
وقال: "لا يوجد أي خطر مباشر علينا بسبب "داعش". لكن انضمام مواطنين روس (إلى صفوف "داعش") يثير قلقنا".
وأوضح بوتين أن هؤلاء الروس يخضعون لتدريبات قتالية في الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم الإرهابي، مشيرا إلى احتمال عودة هؤلاء المتطرفين إلى الأراضي الروسية في المستقبل.
وتابع: "إننا نتفهم ذلك ونأخذه بعين الاعتبار، ونعمل في هذا السياق بشكل مناسب". وأوضح أن الاستخبارات الروسية التي تتعاون مع الأجهزة المماثلة في الدول الأخرى، وضعت تقييمات لعدد من المواطنين الروس في صفوف "داعش" وحددت الأماكن التي يحاربون ويتدربون فيها.
وذكر بوتين أن تنظيم "داعش" تشكل بعد تصفية صدام حسين وإبعاد النخبة السابقة عن السلطة في العراق. وتابع أن ممثلي هذه النخبة السابقة انضموا إلى تشكيلات متشددة وأسسوا تنظيم "داعش" الذي يضم اليوم عددا كبيرا من الضباط المحترفين السابقين في الجيش العراقي، ثم بدأ هؤلاء الضباط يجذبون متطرفين آخرين من شتى الألوان إلى هذه المنطقة.
بوتين: جهود المجتمع الدولي لمساعدة المسيحيين في الشرق الأوسط ليست كافية
أعرب الرئيس الروسي عن قلقه البالغ من وضع المسيحيين في الشرق الأوسط ووصفه بالمروع.
وقال: "إن وضع المسيحيين مروع. أما المجتمع الدولي فلا يبذل جهودا كافية لحماية السكان المسيحيين في الشرق الأوسط".
وأعاد إلى الأذهان أن منطقة الشرق الأوسط شكلت مهد المسيحية، إذ يسكن فيها المسيحيون منذ قرون طويلة. وأردف: "يعد عجز المجتمع الدولي عن تقديم الحماية لمن يحتاج إليها أمرا مثيرا للحزن".
بوتين: الشرط الأساسي لتطبيع علاقاتنا مع الغرب هو معاملتنا باحترام
أكد الرئيس الروسي أن موسكو ستتعاون مع كافة الدول الراغبة في ذلك، مضيفا أن الشرط الأساسي لتطبيع العلاقات مع الغرب هو معاملة روسيا باحترام.
وقال بوتين: "فيما يخص الشروط التي لدينا لتطبيع علاقاتنا مع الغرب، علي أن أقول: لسنا مسؤولين عن تدهور تلك العلاقات، وإننا ندعو دائما إلى إقامة علاقات طبيعية مع كافة الدول في الشرق والغرب. أما الشرط الرئيسي لاستعادة العلاقات الطبيعية فهو يتعلق بمعاملة روسيا باحترام واحترام مصالحها".
وذكر أن فعالية العقوبات التي فرضها الغرب ضد روسيا محدودة.
وأردف: "لا فائدة ولا معنى لمحاولات الضغط على روسيا باستخدام مثل هذه الإجراءات. وأظن أنه يجب أن يعي شركاؤنا هذا الواقع، وعليهم أن يحاولوا، على الأقل، إيجاد حل وسط (لتسوية الخلافات) معنا، بدلا من فرض الكليشيهات علينا التي يعتبرونها صائبة".
واعتبر الرئيس الروسي أنه لا يجوز لروسيا أن تتابع سياسة الانعزال، قائلا: "إننا نريد التعاون، ونحن مستعدون له، وسنواصله على الرغم من موقف زعماء دول محددة".
وشدد على أن روسيا ستتعاون مع أولئك الذين يريدون العمل معها، وذلك في كافة المجالات، بما في ذلك الشؤون الإنسانية والاقتصادية وفي مجالي التعليم والثقافة.
تعليق مراسلنا في موسكو:
أستاذ العلاقات الدولية عمار قناة و المحلل السياسي أكثم سليمان:
المصدر: RT