وجاء في تقرير يومي صدر عن بعثة "الأمن والتعاون" العاملة في جنوب شرق أوكرانيا أن مراقبيها سجلوا نموا حادا للاشتباكات بين القوات الأوكرانية ومقاتلي "الدفاع الشعبي" خلال الأيام الثلاثة الأخيرة.
وأفاد التقرير بأنه نتيجة لعملياتها الهجومية واسعة النطاق توغل العسكريون الأوكرانيون على مسافة تزيد عن كيلومتر في عمق أراضي "جمهورية دونيتسك الشعبية".
"الأمن والتعاون": الطرف الأوكراني وراء تجدد المعارك قرب بلدة شيروكينو
وبخصوص تصاعد التوتر في محيط بلدة شيروكينو القريبة من ميناء ماريوبول (على شاطئ بحر آزوف جنوب مقاطعة دونيتسك)، ذكر تقرير المراقبين أن المعارك تجددت هناك قبل أيام بعد إطلاق قذيفة من دبابة أوكرانية في مكان يسيطر عليه الجانب الأوكراني، تلاه تبادل لإطلاق النار من الأسلحة الخفيفة.
وفي سياق متصل أشارت بعثة المنظمة إلى أن العسكريين الأوكرانيين منعوا التنقل بين أراضي "جمهورية لوغانسك الشعبية" والأراضي المتبقية تحت سيطرة كييف في مقاطعة لوغانسك جنوب شرق أوكرانيا.
وأشار المراقبون في التقرير إلى حوادث عديدة منها قيام أفراد القوات الأوكرانية النظامية، إلى جانب متطوعين من كتيبتي "آزوف" و"أيدار"، بتقييد حرية تنقل المواطنين المسالمين في كلا الاتجاهين.
دونيتسك: كييف تماطل في تطبيق اتفاقات مينسك وتتوجه نحو تصعيد جديد
من جانبه قال دينيس بوشيلين، مفوض "دونيتسك الشعبية" في المفاوضات السلمية مع كييف، إن الجانب الأوكراني يماطل تطبيق اتفاقات مينسك حول التسوية في جنوب شرق البلاد.
وفي مقابلة مع قناة "روسيا 24" قال بوشيلين الثلاثاء: "لكييف ذرائع كثيرة لعدم التحرك.. وعمليا هذا يعني المماطلة.. ولدينا شبهات بأن أوكرانيا تتصرف هكذا لإعادة تجميع قواها والدفع بالوضع إلى تصعيد جديد".
لوغانسك: كييف تسعى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في دونباس
من جهته اتهمم مفوض جمهورية "لوغانسك الشعبية" فلاديسلاف دينيغو السلطات في كييف بالتهرب من إنشاء فريق عمل مكلف بالمسائل الاقتصادية ضمن مجموعة الاتصال حول الأزمة الأوكرانية.
وبحسب دينيغو، فإن كييف تريد تفاقم الأزمة الإنسانية في جنوب شرق أوكرانيا، بدلا من اتخاذ خطوات من شأنها "معالجة الكارثة الإنسانية في دونباس".
وفي وقت سابق أعلن ممثلو دونيتسك ولوغانسك أن المؤتمر عبر الفيديو الذي أجرته يوم الثلاثاء مجموعة الاتصال الثلاثي بشأن أوكرانيا "لم يفض الى نتائج تذكر"، وذلك لعدم توصل كييف وممثلي دونباس إلى اتفاق حول تشكيلة فرق العمل الفرعية المتخصصة لتنفيذ اتفاقات مينسك السلمية.
وفي لقاء لـ"رباعية النورماندي" حول أوكرانيا (روسيا، أوكرانيا، ألمانيا، فرنسا) عقد في برلين الاثنين 13 أبريل/نيسان اتفق وزراء خارجية الدول الأربع على تشكيل 4 فرق عمل، ستتولى مسارات معينة في عملية التسوية، بما في ذلك المسائل العسكرية والأمنية ومسائل الإعمار الاقتصادي لمنطقة دونباس والمسائل الإنسانية وموضوع الإصلاحات السياسية، بما في ذلك الإصلاح الدستوري.
كييف: للمشاركة في تشكيل فرق العمل الفرعية
من جانبها، أعلنت السلطات الأوكرانية تمسكها بتشكيل فرق العمل الفرعية المتخصصة في إطار تنفيذ اتفاقات مينسك.
وفي ختام مؤتمر مجموعة الاتصال حول أوكرانيا كتبت داريا أوليفير، المتحدثة باسم الرئيس الأوكراني الأسبق ليونيد كوتشما (الذي يمثل كييف الرسمية في لقاءات مجموعة الاتصال) أن كييف مستعدة "للمشاركة الفعالة" في تشكيل هذه الفرق.
كما أفادت المتحدثة باقتراح كييف نشر 10 نقاط لمتابعة الهدنة في دونباس، على أن تبدأ عملية إقامتها من الأماكن الأكثر "سخونة"، في مقدمتها مطار دونيتسك وبلدة شيروكينو.
وأشارت إلى أن كييف تقترح أن يشارك في عمل هذه النقاط ضباط أوكرانيون وروس من مركز المراقبة وفض الاشتباك، إلى جانب ممثلين عن منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.
كييف تجدد رفضها الحوار المباشر مع دونيتسك ولوغانسك "الشعبيتين"
جدد وزير الخارجية الأوكراني بافل كليمكين رفض كييف إجراء حوار مباشر مع "هؤلاء الذين يسمون أنفسهم ممثلين عن دونيتسك ولوغانسك".
وقال كليمكين في مقابلة مع "القناة الخامسة" التلفزيونية الأوكرانية الثلاثاء إن على كييف العمل على إجراء انتخابات "نزيهة" في جنوب شرق البلاد بناء على القوانين الأوكرانية، وذلك كشرط لبدء الحوار مع ممثلي دونيتسك ولوعانسك.
وشدد كليمكين على أن الانتخابات المحلية يجب أن تجري تحت إشراف منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، وأن تكون نتائجها معترف بها من قبل جميع المنظمات الدولية.
المصدر: وكالات روسية