لا تزال عاصفة الحزم تبحث عن حزم حقيقي في الأسبوع الثالث على التوالي في سماء اليمن، فالتحالف بقيادة الرياض الذي بدا متينا في البداية ما لبث أن كشف عن هشاشته شيئا فشيئا.
وقد أعلن برلمان باكستان، الدولة التي تعد الثقل الأساسي بعد السعودية في العملية، بالإجماع رفضه المشاركة في الحملة العسكرية في اليمن ليوضح رأيه بأنه يود أن تلتزم باكستان الحيادية حتى تتمكن من لعب دور دبلوماسي وقائي لإنهاء الأزمة.
وشكل الموقف الباكستاني صدمة للرياض وأثار حفيظتها، لكنها حاولت التقليل من أهميته بالقول إنه قرار البرلمان وليس الحكومة، إلا أن حليفا آخر كان أكثر حدة، إذ وصف وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش موقف إسلام أباد بالملتبس والمتناقض، مضيفا أن أهمية طهران لإسلام أباد وأنقرة تفوق أهمية دول الخليج،
وتحدث قرقاش بلهجة تشبه التهديد حين قال إن المواقف المتناقضة والملتبسة في هذا الأمر المصيري تكلفتها عالية، موقف طال الثنائي الباكستاني التركي الذي عولت السعودية وعاصفتها عليهما الكثير.
ويرتكز إصرار السعودية على مشاركة باكستان على أسباب عدة أبرزها؛
1- مشاركة باكستان لإخراج التحالف من نطاق عربي إلى دولي إسلامي
2- قوة الجيش الباكستاني مع الحديث عن تدخل بري في اليمن.
3- موقع باكستان، كونها الجارة الشرقية لإيران، وبمشاركتها يصبح التحالف على الحدود مع طهران.
4- محاولة الرياض التأثير على التقارب الأمريكي الإيراني بتشكيل تحالفات جديدة في المنطقة.
بالتوازي مع كل هذا يظهر جليا أيضا الموقف الملتبس لواشنطن في التعامل مع التحالف والتصريحات المريبة التي قال فيها الرئيس الأمريكي إن الخطر على الدول الخليجية يكمن داخلها، وأيضا في ظل الجهود القائمة لإيجاد حل سلمي للأزمة في اليمن والذي كان محور اتفاق الرئيسين الإيراني والتركي.
ويعتبر البعض أن السعودية تورطت فيما يسمى المستنقعَ اليمني، فيما يشير آخرون إلى أن الرياض لم تعد تنتظر واشنطن بعدما رأت أن هناك شرق أوسط يقول هؤلاء إن حصة الأسد فيه ستكون لطهران.
تعليق المحلل السياسي علي مهر من إسلام آباد، ومن الرياض رئيس مركز الإعلام والدراسات العربية - الروسية الدكتور ماجد التركي: