مباشر

بوروشينكو يقيل أوليغارشيا أوكرانيا من منصب المحافظ

تابعوا RT على
أقال الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو الأوليغارشي إيغور كولومويسكي من منصب محافظ مقاطعة دنيبروبيتروفسك، وذلك بعد نشوب خلاف بينهما حول السيطرة على الشركات النفطية الحكومية.

وذكرت الدائرة الصحفية التابعة للديوان الرئاسي الأوكراني أن بوروشينكو وقع مرسوما يقضي بإقالة كولومويكسي الثلاثاء 24 مارس/آذار، وذلك استجابة لطلب الأخير.

ونقلت الدائرة الصحفية عن بوروشينكو قوله: "يجب علينا أن نضمن السلام والاستقرار والهدوء، ويجب أن تبقى مقاطعة دنيبروبيتروفسك حصنا أوكرانيا في الشرق، يحمي سلام وهدوء المواطنين".

كما قدم غينادي كوربان، نائب كولومويسكي طلب الاستقالة أيضا.

وتأتي إقالة كولومويسكي بعد تصعيد الخلافات المتراكمة مع بوروشينكو "ملك الشوكولا" الأوكراني الذي تولى الرئاسة في البلاد منذ عام بعد الإطاحة بالرئيس فيكتور يانوكوفيتش واندلاع الحرب في شرق أوكرانيا.

ويقول أنصار بوروشينكو إن كولومويسكي الذي يعد من أهم ممولي الحملة العسكرية لكييف في شرق البلاد، حوّل مقاطعة دنيبروبيتروفسك إلى حصن له، إذ شكل فيها ميليشيات موالية له وفرض سيطرته على الجزء الكبير من المؤسسات الصناعية.

وتجدر الإشارة إلى أن كولومويسكي يملك مجموعة "بريفات" المصرفية، وهي أكبر بنك تجاري في البلاد، وجاء التوتر الأخير في العلاقات بين الأوليغارشية الأوكرانية والرئيس على خلفية محاولات مجلس الرادا الأوكراني الموالي له الحد من تأثير كولومويسكي ورجال الأعمال الآخرين على نشاط الشركات الحكومية.

وفي 19 مارس/آذار تبنى مجلس الرادا الأوكراني تعديلات للقانون الخاص بالشركات المساهمة، يحد من إمكانيات مجموعة "بريفات" المصرفية التابعة لكولومويكسي، في التأثير على شركة "أوكر نفطا"، أكبر شركة نفط وغاز في البلاد، وفي اليوم نفسه أجرت شركة "أوكر ترانس نفطا" التي تدير خطوط نقل النفط الرئيسية في البلاد، تعديلات في صفوف مديريها، إذ تمت إقالة رئيسها ألكسندر لازارينكو، المعروف بصلاته بكولومويسكي، وتعيين رئيس آخر للشركة، وذلك بقرار من الرئيس الأوكراني ورئيس وزرائه أرسيني ياتسينيوك.

وفي وقت متأخر من مساء اليوم نفسه اقتحم كولومويكسي مقر الشركة برفقة أشخاص مسلحين، وطالب بإعادة لازارينكو إلى منصبه، فيما فرضت الشرطة طوقا أمنيا حول المبنى، ولم يلجأ الطرفان إلى استخدام السلاح، بل توجه كولومويسكي إلى مقر الرئيس بوروشينكو لتسوية القضية.

لكن الخلاف استمر في الأيام اللاحقة، إذ ظهر مسلحون أمام مقر شركة "أوكر نفطا" يمنعون الجميع باستثناء أنصار كولومويكسي من دخول المبنى، الذي طوق على عجل بقضبان حديدية.

جهاز الأمن الأوكراني يطالب بمعاقبة كولومويسكي بعد سيطرة المسلحين على مقر "أوكر نفطا"

من جانبه طالب رئيس جهاز الأمن الأوكراني فالينتين ناليفايتشينكو بمساءلة كولومويسكي على خلفية الاستيلاء على مقر شركة "أوكر نفطا".

كما دعا ناليفايتشينكو إلى معاقبة المسلحين الذين شاركوا في عملية الاستيلاء على المقر ومنعهم من حمل السلاح.

نائب أوكراني كولومويسكي يهدد رئيس شركة "نفطو غاز"

نشر سيرغي ليشينكو الصحفي وأحد نواب "كتلة بيوتر بوروشينكو" في البرلمان الأوكراني على صحفته في موقع "فيسبوك" تسجيلا صوتيا يتوعد فيها رجلا يشبه صوته صوت كولومويسكي، رئيس شركة "نفطو غاز" الحكومية الأوكرانية ويهدده بإرسال كتائب المتطوعين الموالية له إلى كييف للاستيلاء على مقر شركة "أوكر تارنس غاز" وهي إحدى أكبر محطات توليد الكهرباء بكييف.

وعلى الرغم من أنه لم يتم التأكيد من صحة التسجيل حتى الآن، بات واضحا أن الحرب بين الرئيس الأوكراني وأنصاره السابقين من أوساط الأوليغارشية الأوكرانية مستمرة حتى إعادة تقسيم ممتلكات الدولة الأوكرانية، خاصة على خلفية تكاثر ميليشيات تخضع لسيطرة كييف بشكل رمزي، وذلك بذريعة المشاركة في العملية العسكرية بشرق البلاد.

كتائب المتطوعين في أوكرانيا ودورها المحتمل في الخلاف بين الرئيس والأوليغارشية

عندما بدأت كييف حملتها العسكرية في شرق أوكرانيا في أبريل/نيسان الماضي لقمع المعارضة في مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك، تبين أن الجيش الأوكراني كان في وضع بعيد عن الجاهزية القتالية. وكان أبرز الإهانات للجيش خلال الأيام الأولى من العملية العسكرية، استيلاء معارضيه على عدد من المدرعات، وذلك لأن الجنود الأوكرانيين بداخلها كانوا جوعى واستسلموا عدنما عرض عليهم المقاتلون المعارضون وجبة ساخنة.

واستعان الحكام الجدد في كييف برجال الأعمال المعارضين لـ يانوكوفيتش لتشكيل كتائب متطوعين للمشاركة في الحرب وتزويد الجيش بالأسلحة والمستلزمات.

وكان كولومويسكي الذي عينه الحكام الجدد في منصب محافظ دنيبروبتروفسك، في طليعة الممولين، إذ ساهم في تمويل كتائب "أيدار" و"أزوف" و"شاختيورسك" وكتائب أخرى، لكنه تخلى مؤخرا عن معظم هذه الكتائب بسبب خلافات نشبت بينه وبين قادة تلك الكتائب والسلطة في كييف.

لكن كولومويسكي ما زال يسيطر على كتيبة "دنيبر-1" التي تشكلت منذ عام وتخضع لوزارة الداخلية الأوكرانية. وتمويل الكتيبة يتم من قبل إدارة مقاطعة دنيبروبتروفسك وعدد من "الصناديق الخيرية".

وحسب البيانات الرسمية، يبلغ عدد أفراد الكتيبة 500 شخص. وشارك في تدريبهم خبراء عسكريون من إسرائيل وجورجيا.

وتورط مقاتلو الكتيبة في عدد من الفضائح وعمليات الاستيلاء على دوائر رسمية وتجارية، وذكرت وسائل إعلام أوكرانية أنهم يستقلون عادة سيارات تابعة لمجموعة "بريفات" المصرفية المملوكة لـ كولومويكسي.

وكان آخر تلك الفضائع اغتيال ضابط بجهاز الأمن الأوكراني في بلدة فولنوفاخا القريبة من منطقة العمليات القتالية في شرق أوكرانيا. وأعلنت وزارة الداخلية عن اعتقال عدة مشتبه بهم في اغتيال الضابط ومصادرة أسلحة كانت بحوزتهم. وتبين أن تلك الأسلحة كانت مسجلة  لمقاتلي كتيبة "دنيبر".

وبالإضافة إلى رد الفعل المحتمل لكتيبة "دنيبر" والكتائب الأخرى التي يمولها كولومويسكي، على قرار بوروشينكو إقالته من منصب محافظ دنيبروبتروفسك، هناك تساؤلات حول موقف حركة "القطاع الأيمن" المتطرفة من الخلاف بين الرئيس الأوكراني والأوليغارشية.

يذكر أن ممثلا لـ"القطاع الأيمن" كان يجلس إلى يمين كولومويسكي خلال أول مؤتمر صحفي عقده الأخير بصفته محافظا لدنيبروفتروفسك، ما اعتبر إشارة قوية إلى الدور الذي لعبته الحركة المتطرفة في الإطاحة بالسلطة المحلية السابقة في المقاطعة. وعلى الرغم من تدهور العلاقات بين كولومويسكي والقوميين خلال السنة الماضية، إلا أن علاقاتهم مع الرئيس بوروشينكو تتسم بفتور فائق أيضا.

المصدر: RT + وكالات

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا