وكان نتنياهو الذي انتخب حديثا، أدلى خلال حملته الانتخابية بتصريحات أراد منها، وفق البعض، استمالة اليمين الإسرائيلي إلى صفوفه إذ قال:
- إن الدولة الفلسطينية لن تقوم طالما بقي هو رئيسا لوزراء إسرائيل.
- كما تعهد بالمضي قدما في بناء المستوطنات في الأراضي المحتلة.
وشن نتنياهو هجوما على معسكر اليسار الإسرائيلي، متهما إياه بدفع الناخبين العرب الذين يشكلون 20 في المئة من سكان إسرائيل للتصويت بأعداد كبيرة لترجيح كفة الانتخابات ضد الليكود.
ولم يرق هذا التصعيد للإدارة الأمريكية، التي رأت فيه تراجعا إسرائيليا عن حل الدولتين.
وحذر البيت الأبيض تل أبيب من عواقب التصريحات الأخيرة، وأبلغ أوباما نتنياهو أن واشنطن ستعيد تقييم خياراتها السياسية إزاء إسرائيل.
وذهب مسؤولون أوروبيون في هذا الاتجاه أيضا، إذ دعا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إسرائيل إلى التحلي بالمسؤولية وتحريك مفاوضات السلام على أساس حل الدولتين.
من جهته، حذر وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند من أن لندن وبرلين قد تدعوان الاتحاد الأوروبي إلى اتخاذ مواقف أكثر صرامة تجاه إسرائيل.
ليعود نتنياهو تحت وقع الانتقادات الحادة ويؤكد في مقابلة تلفزيونية عدم تخليه عن إقامة دولة فلسطينية، معتبرا أن الظروف الراهنة لا تسمح بذلك.
وعلى الرغم من عدم إفصاح واشنطن عن شكل السياسة الجديدة، التي ستنتهجها تجاه تل أبيب إلا أن خبراء يرون أن ذلك ربما يتجسد في:
- خفض مستوى الدعم الدبلوماسي الأمريكي لإسرائيل في المحافل الدولية ومؤسسات الأمم المتحدة التي تقف فيها واشنطن بالمرصاد لمنع استصدار قرار أممي يعترف بالدولة الفلسطينية.
- ترك تل أبيب وحيدة في مواجهة محاولات عزلها دوليا، لا سيما بعد الاعترافات المتتالية لعدد من البرلمانات الأوروبية بالدولة الفلسطينية.
ورغم إسهاب البعض في التفاؤل بشأن مدى إمكانية تدهور العلاقات بين واشنطن وتل أبيب، يرى آخرون أن الخصام قد ينسف ليستبدل بود، عند بدء مغامرة إسرائيلية جديدة في الجسد الفلسطيني، تتلخص في كلمة واحدة "لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها".
المصدر: RT