وأوضحت وكالة المساعدات الدولية" أوكسفام" أن قطاع غزة استقطب منذ نهاية عام 2014 أقل من 0.25 بالمئة من مواد البناء اللازمة، وهو ما يتعارض مع القيمة الحقيقية للاحتياجات التي يتطلبها القطاع، إذ يستلزم توفير أكثرمن 800 ألف شاحنة من المواد الأساسية لإعادة الإعمار في غزة لتشييد المنازل والمنشآت الطبية والبنى التحتية المنهارة والمتضررة بسبب تداعيات الحروب ومرور سنوات طويلة من الحصار.
كما تطرقت "أوكسفام" إلى نزوح نحو 100 ألف شخص، تشردوا بسبب فقدانهم بيوتهم، ما جعلهم يلجأون لدى عائلاتهم أو في مراكز الرعاية الاجتماعية. فالحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة الصيف الماضي، لا تزال بصماتها ظاهرة في البيوت المهدمة، والبنى التحتية المتداعية.
إلى ذلك، حذرت الوكالة الدولية من تعثر المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، لإيجاد مخرج توافقي حول الأزمة، خصوصا بعدما توصل الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي في الـ 26 من أغسطس/آب بوساطة مصرية إلى اتفاق لإنهاء 50 يوما من القتال.
تأتي هذه الدعوة الأخيرة، بعد أسابيع قليلة من نداء الأمم المتحدة إلى رفع الحصار عن قطاع غزة وإعادة إعماره وفتح معبر رفح البري.
من جانبه، دعا منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة جيمس رولي إلى رفع الحصار عن قطاع غزة لأنه يؤثر بشكل كبير على الخدمات الصحية".
ولم يستثن المنسق الأممي توجيه رسالته إلى المجموعة الدولية التي شاركت في مؤتمر القاهرة لإعادة إعمار قطاع غزة ووعدت بتقديم الأموال، داعيا إياها إلى ضرورة الإيفاء بتلك الوعود وتحويل الأموال إلى القطاع لكي يتم العمل على إعادة إعماره.
الوعود الواهية
أشهر مرت على تعهد الدول المانحة في ختام المؤتمر الدولي لإعادة إعمار غزة الذي عقد في مصر في أكتوبر/ تشرين الأول 2014، تعهد بتقديم مساعدات للفلسطينيين بقيمة 5.4 مليارات دولار يتم تخصيص نصفها لإعادة إعمار قطاع غزة بعد القصف الإسرائيلي.
ووعدت قطر آنذاك بتقديم مساعدات قدرها بليون دولار لتكون بذلك أكبر المانحين، فيما ستقدم دول الاتحاد الأوروبي 450 مليون دولار خلال العام 2015 للفلسطينيين.
وتبرعت ألمانيا بـ50 مليون يورو، أما وزير الخارجية الأمريكي جون كيري فتعهد بأن تدفع بلاده 212 مليون دولار مساعدات إضافية للفلسطينيين، وأعلنت إيرلندا تقديم 3 ملايين دولار لإعادة إعمار القطاع.
من جانبها، أكدت طوكيو التزامها بتقديم 100 مليون دولار إضافية للمساهمة في عملية إعادة إعمار القطاع وخلق فرص للعمل والشؤون الصحية.
لكن الوعود بقيت كالمسمار الأخير في نعش بيان المؤتمر الختامي.. الذي ولد ميتا ..إذ لم تتحرك الدول المانحة لتنفيذ وعودها، ما دفع البعض إلى التظاهر بالقطاع في الـ 28 من يناير/ كانون الثاني أمام مكتب المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط احتجاجا على تأخر الإعمار خاصة بعد وقف الأونروا للمساعدات.
وكانت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أوقفت المساعدات المالية التي تقدمها لإصلاح المنازل المدمرة في قطاع غزة بعد الحرب الأخيرة بسبب نقص التمويل.
العدوان الأخير على غزة
وشنت إسرائيل في7 يوليو/ تموز حربا على قطاع غزة دامت 50 يوما، وقتل نحو 2200 فلسطيني معظمهم من المدنيين، وأصيب نحو 11 ألفا آخرين، فيما قتل 70 إسرائيليا.
وتسببت الحرب في زيادة حالة عدم الاستقرار في القطاع واستمرار تشرد 100 ألف شخص دمرت وتضررت منازلهم، إذ يبلغ إجمالي الوحدات السكنية المتضررة 2836.
المصدر:RT+ وكالات