ونقلت وكالة معا الإخبارية عن بيان للشرطة الاسرائيلية بأن الحريق استهدف مبنى الحلقة الدراسية المسيحية اللاهوتية اليونانية، القريبة من هناك ومن حديقة "هبونيم"، حيث تم إضرام النيران بمرحاض وغرفة الاستحمام التي يستخدمها رجال الدين من الكهنه والرهبان.
بدورها قامت طواقم الإطفاء بإخماد الحريق الذي خلّف أضرارا مادية في المكان دون أن يسفر عن إصابات بشرية، فيما فتحت الشرطة تحقيقا على الفور للوقوف على ملابسات الحادث.
من جانبه دان كل من الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين وعمدة القدس نير بركات الحادث، معلنين عن ضرورة وقف سلسلة الجرائم المماثلة.
وفي اتصال هاتفي مع ثيفيلوس الثالث، بطريرك المدينة المقدسة للروم الأرثوذكس، وصف ريفلين إضرام النيران بغرفة تابعة للمعهد اللاهوتي المسيحي بـ"الجريمة المقرفة"، داعيا إلى إجراء تحقيقات فيها وجر مرتكبيها أمام العدالة. وأضاف أن مثل هذه الأعمال "لا تهدد بإحراق مقدساتنا المشتركة فحسب بل وإشعال برميل البارود الإقليمي الذي نحن جالسون عليه".
من جانبه اتصل عمدة القدس نير بركات برئيس شرطة المدينة وطلب منه الإسراع بإجراء التحقيق في ملابسات الحادث.
فتح تستنكر "الاعتداء العنصري" على الكنيسة
وفي أول ردود الفعل الفلسطينية استنكرت حركة "فتح" ما وصفته بـ"الاعتداء العنصري" على الكنيسة اليونانية في القدس الغربية، ودعت دول العالم إلى "اتخاذ إجراءات رادعة ليس فقط ضد جماعات المستوطنين بل تجاه انتهاك اسرائيل لحق دولة فلسطين في القدس وعمليات التهويد التي تقوم بها سلطة الاحتلال" حسبما ورد في بيان للمتحدث باسم حركة فتح في أوروبا جمال نزال.
كما حضت حركة "فتح" الأحزاب الأوروبية على "اتخاذ مواقف تكفل منع دخول عناصر من المنظمات الإرهابية للمستوطنين إلى أراضي دول الاتحاد الأوروبي" بحسب تعبيرها.
منظمات محلية ودولية تطالب المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لحماية المقدسات
بدورها طالبت اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس في فلسطين المجالس الروحية المسيحية في العالم ومنظمة التعاون الإسلامي والدول العربية والمجتمع الدولي بالتدخل الفوري لحماية الأماكن الدينية والمقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين، خاصة في مدينة القدس.
وجاء في بيان اللجنة الرئاسية الخميس، "بعد قيام عصابة "تدفيع الثمن" اليهودية المتطرفة بحرق مسجد الهدى في قرية الجبعة ببيت لحم يوم أمس، كررت فعلتها في القدس، من خلال إضرام النيران في دير صهيون التابع لبطريركية الروم الأرثوذكس جنوب المدينة".
وأكد رئيس اللجنة حنا عميرة أن تكرار هذه الاعتداءات دون تقديم أحد من مرتكبيها إلى المحاكمة، يكشف هوية مرتكبيها، والجهات التي تقف وراء هذه العصابة، ومحاولاتها إثارة اقتتال ديني، وإشعال حرب دينية.
مستوطنون يخطون شعارات عنصرية على مدرسة بنابلس
وفي نابلس خط مستوطنون متطرفون شعارات عنصرية الخميس على مدرسة عوريف الثانوية جنوب المدينة.
ونقلت وكالة "معا" عن مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية غسان دغلس قوله إن عددا من المستوطنين من مستوطنة "يتسهار" والتي يطلق عليها مجموعات "تدفيع الثمن" خطوا شعارات عنصرية مثل "الموت للعرب" ورسموا نجمة داوود على مدرسة عوريف الثانوية للبنين.
واتهم دغلس الحكومة الاسرائيلية بإطلاق العنان للمستوطنين قبيل الانتخابات الاسرائيلية في 17 مارس/آذار المقبل.
ويتواصل مسلسل الاعتداءات على المقدسات الفلسطينية
وتأتي هذه الحادثة غداة عملية مماثلة في بلدة الجبعة غربي بيت لحم حيث أضرم مستوطنون النار في مسجد البلدة، وخطوا شعارات عنصرية تدعو إلى قتل المواطنيين الفلسطينيين والعرب والانتقام منهم، وتهدد أهالي القرية.
ونددت الحكومة الفلسطينية في بيان لها بهذه الحادثة وحملت الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن "هذه الهجمة العنصرية والفاشية"، مطالبة المجتمع الدولي "بالتحرك العاجل لتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني" و"اتخاذ الإجراءات الأممية القانونية اللازمة للتحقيق في هذه الجرائم، وتقديم العنصريين المجرمين إلى المحاكم الدولية".
ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا" عن وزير الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطيني الشيخ يوسف إدعيس قوله إن "الجريمة النكراء" في بلدة الجبعة "تدل بشكل واضح على المدى الذي وصلت إليه آلة التحريض الإسرائيلية العنصرية تجاه المقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين"
وقدر ادعيس عدد الاعتداءات الإسرائيلية على المقدسات الفلسطينية منذ بداية العام الحالي فقط بحوالي 147.
وفي وقت سابق أعلن الشيخ ادعيس في بيان صحافي، أن قوات الاحتلال ارتكبت العام الماضي أكثر 1345 اعتداء على المقدسات في الأراضي الفلسطينية.
المصدر: RT + وكالات