وقد تميز مشروع "الباحثون السوريون" خلال السنوات القليلة الماضية في الفضاء الإلكتروني العربي بمقالاته العلمية المبسطة التي لاقت نجاحاً واسعاً من جراء الدقة في نقل المعلومة والأسلوب المبسط والجذاب الذي يجعل من المواضيع العلمية المعقدة مجرد قصة قصيرة مشوقة.
وكذلك تمتاز مبادرة "الباحثون السوريون" بأنها عمل طوعي ذاتي التمويل، يتألف أغلب كيانه من مجموعة مثقفين ومثقفات من خريجي وطلبة الجامعات يسعون لنشر العلم والثقافة في العالم العربي.
وقد أجرى موقع "RT Arabic" حواراً مع مدير المكتب الإعلامي لمبادرة "الباحثون السوريون" أحمد حسن حول انطلاق المبادرة وأهدافها، وجاء فيه..
- حدثنا عن المراحل الأولى لانطلاق مشروع “الباحثون السوريون”، وقصة النجاح الذي تحقق سريعاً ولايزال..
- بدأ مشروع “الباحثون السوريون” كصفحة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أنشأها الدكتور مهند ملك-الباحث في مجال علم الخلية السرطانية في جامعة كامبريدج- وبدأت بنشر أبحاث وأخبار علمية في مجال دراسة الدكتور مهند ملك وبعض الاشخاص الذين أسسوا معه المبادرة. الأسلوب المتبع في المبادرة هو تبسيط المعلومة وطرحها بشكل جذاب بحيث تجعل القارئ يتفاعل مع المعلومة العلمية وكانه يقرأ قصة قصيرة مثلاً، فتراه يتحمس لمتابعة القراءة والوصول إلى نهاية هذا المقال أو البحث العلمي أو للوصول إلى الشرح العلمي لسبب حدوث أمر ما. وبسبب اهتمام البعض في نشر العلم واقتناعه بالعمل التطوعي بدأت المبادرة بالتوسع في المجالات العلمية قسماً تلو آخر. ولا شكَّ بأنّ التنوع والاختلاف في المواضيع العلمية المطروحة هو أحد الاسباب التي جعلت الكثيرين يهتمون بمتابعة المبادرة، إضافة إلى ثقة المتابعين بما تطرحه المبادرة من معلومات مستندة على مصادر علمية موثوقة.
- من ضمن الأهداف المعلنة للمبادرة "إنشاء قناة علمية ناطقة باللغة العربية"، هل من تطورات متعلقة؟
- تم إنشاء فريق خاص بالدبلجة وترجمة الفيديوهات العلمية في المبادرة، وقام هذا الفريق بنشر عشرات الفيديوهات المتنوعة في مجالاتها واختصاصاتها، منها البسيطة في الشرح والمتخصصة الموجهة للباحثين الاختصاصيين. بالإضافة إلى ذلك تم إحداث قسم الملتميديا المتخصص بإنشاء الفيديوهات وإجراء المونتاج لها والذي قام بإنتاج الجزء الأول من برنامج "بابلز" الذي نشر على قناتنا على اليوتيوب وموقعنا الرسمي، ويعمل الفريق الآن على إنتاج الجزء الثاني منه بأسلوب مختلف وحرفية أعلى ومعلومات ومواضيع جديدة.
- هل من مشاريع تطويرية في المستقبل القريب، أم أن العمل مركز حالياً على الموقع الإلكتروني ونشر المقالات العلمية؟
- بالطبع هناك العديد من المشاريع الجديدة التي يتم التحضير لها، منها على سبيل المثال لا الحصر، الاتفاق الذي تم بين "ويكيبيديا" الموسوعة الحرة بقسمها العربي ممثلة بالسيد أحمد أحمد سفير الموسوعة في الجامعات السورية ومبادرة “الباحثون السوريون” على إنشاء مشروع جديد تقوم من خلاله مبادرة “الباحثون السوريون” بتطوير الموسوعة الحرة، وذلك بتقديم المعلومات العلمية الصحيحة مرفقةً بمصادرها الأصلية. وسيبدأ المشروع بالمقالات المتعلقة بسوريا، من مقالات علمية وطبيعية وجغرافية وتاريخية وأدبية إلى الموسيقى والفن وغيرها الكثير من المجالات التي تهتم فيها المبادرة.
- هل من تعاون مع جهات علمية أو أفراد غير سوريين؟ أم أن المشروع سوري بالكامل كما يوحي عنوانه "الباحثون السوريون" ؟
- من ناحية مبادرة “الباحثون السوريون” والأعضاء العاملين فيها، فهي لا تقتصر في عضويتها على السوريين وحسب، وإنما تضم أعضاء وإداريين من جنسيات مختلفة، كالعراقيين والأردنيين وغيرهم. أما فيما يخص التعاون الخارجي، فأن المبادرة هي عضو في تجمع المبادرات العلمية العربية، وهناك تنسيق عال ودائم بين هذه المبادرات، التي تهدف جميعها للنهوض بالمجتمع العربي وتكريس الاهتمام بالعلم، لا اطلاعاً، وحسب وإنما قراءةً وبحثاً ونقاشاً ومتابعةً لكل جديد في المراكز البحثية العلمية المتنوعة.
أن المبادرة ليست عبارة عن صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة وموقع الكتروني وحسب، وانما لها كيانها الخاص على ارض الواقع، فقد اثبتت وجودها ضمن الفعاليات الثقافية التطوعية في سوريا من خلال مشاركتها في عدة معارض، منها معرض "شباب لينك" في دمشق في دورتيه السابقتين، وفعاليات مختلفة اخرى، اضافة لقيام مجموعة من المبادرة في دولة الامارات بعقد جلسات رصد فلكي، وضمن هذه الفعاليات التي تتعدى العالم الرقمي فان المبادرة الآن ممثلة بالسيد ثابت عزاوي عضو مجلس الادارة مدير قسم الموسيقى ستطلق احتفالية عالمية ضخمة تحت عنوان "اسبوع الموسيقى السوري" خلال الفترة من 1 الى 7 اذار - مارس القادم.
المصدر: RT