وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد أعلن أن زعماء "رباعية النورماندي" يواصلون مفاوضاتهم بشأن التسوية الأوكرانية في مينسك بشكل حثيث.
وفي تصريح صحفي قال لافروف إن توقيع وثيقة ختامية قد يتم الخميس 12 فبراير/شباط.
من جانبه أكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن صيغة المفاوضات عادت إلى نطاقها الضيق على مستوى الزعماء بعد وقت من انضمام وفود مرافقة إليها في مرحلة من مراحل اللقاء.
هذا ولم يستبعد غريغوري كاراسين، نائب وزير الخارجية الروسي، أن تستمر أعمال القمة حتى صباح الخميس 12 فبراير/شباط.
وبدأت المفاوضات الموسعة بعد نحو ساعتين من بدء القمة التي ناقش فيها زعماء الدول الأربع سبل تسوية الأزمة الأوكرانية فيما بينهم، وذلك دون أن يدلوا بأي تصريحات صحفية.
وقد انطلقت أعمال القمة مساء الأربعاء 11 فبراير/شباط بمشاركة كل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيريه الأوكراني بيترو بوروشينكو والفرنسي فرانسوا هولاند، بالإضافة إلى المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل.
زعيما دونيتسك ولوغانسك في مينسك لتوقيع الوثيقة الختامية في حال نجاح القمة
وقالت مصادر مطلعة إن رئيس جمهورية دونيتسك الشعبية ألكسندر زاخارتشينكو ونظيره في جمهورية لوغانسك الشعبية إيغور بلوتنيتسكي وصلا إلى مينسك لتوقيع وثيقة بشأن تسوية الأزمة في شرق أوكرانيا، وذلك في حال نجاح مفاوضات زعماء "رباعية النورماندي".
من جهة أخرى أفادت وكالة الأنباء البيلاروسية الأربعاء بأن الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو بحث مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين تفاصيل الاتفاق الذي من المقرر التوقيع عليه في مينسك، إضافة إلى التحضيرات الجارية قبيل انعقاد قمة "رباعية النورماندي" في مينسك.
استئناف أعمال مجموعة الاتصال بشأن أوكرانيا في مينسك
هذا وبالتوازي مع انطلاق مناقشات قمة "النورماندي" في العاصمة البيلاروسية، استأنفت مجموعة الاتصال بشأن الأزمة الأوكرانية أعمالها في مينسك بمشاركة ممثلي أوكرانيا وروسيا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، بالإضافة إلى ممثلين عن منطقة دونباس.
ويمثل أوكرانيا في المفاوضات رئيسها الأسبق ليونيد كوتشما. أما منطقة دونباس فيمثلها كل من مفوض جمهورية دونيتسك الشعبية دينيس بوشيلين ونظيره في جمهورية لوغانسك الشعبية فلاديسلاف دينيغو. وتجري المفاوضات بين كييف والجمهوريتين (المعلنتين من طرف واحد) بوساطة السفير الروسي في أوكرانيا ميخائيل زورابوف. وعن منظمة الأمن والتعاون في أوروبا تشارك في أعمال المجموعة المبعوثة الخاصة لهذه المنظمة هايدي تاليافيني.
وجاء استئناف أعمال المجموعة بعد تعليق تم إعلانه مساء الثلاثاء 10 فبراير/شباط، عشية وصول زعماء قمة "النورماندي" إلى مينسك. وكان بوشيلين ودينيغو أعلنا في أعقاب لقاء الثلاثاء أنهما سلما لسائر الأطراف مشروع بروتوكول بشأن التسوية في شرق أوكرانيا.
وكان مصدر قريب من المفاوضات أفاد سابقا بأن مجموعة الاتصال بشأن أوكرانيا بلورت اتفاقات أولية حول وقف إطلاق النار وسحب الأسلحة الثقيلة، لكنها أخفقت في الاتفاق على ترسيم الخط الفاصل بين العسكريين الأوكرانيين وقوات الدفاع الشعبي التابعة لدونباس ولوغانسك. أما متابعة تطبيق وقف إطلاق النار بين طرفي النزاع وسحب الأسلحة فقال المصدر إنها مهمة ملقاة على عاتق منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.
لافروف يؤكد تحقيق تقدم في مفاوضات مينسك
وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الأربعاء أن مفاوضات مينسك حققت تقدما، مؤكدا أن تسوية الأزمة الأوكرانية تتطلب منح منطقة دونباس في شرق أوكرانيا "وضعا خاصا" وإعلان عفو عام عن المسلحين، الذين شاركوا في القتال ضد القوات الأوكرانية هناك، تنفيذا لاتفاقات مينسك.
كما أكد لافروف في مؤتمر صحفي مع نظيره اليوناني نيكوس كوتزياس في موسكو على ضرورة فك الحصار الاقتصادي الذي فرضته كييف على دونباس.
وتعليقا على سؤال حول مراقبة الحدود بين روسيا وأوكرانيا قال الوزير الروسي إن هذه المسألة يجب حلها من خلال إجراء مفاوضات بين كييف وقوات "دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين" التي تسيطر على عدة معابر على الحدود الأوكرانية الروسية في جنوب شرق أوكرانيا.
وشكك لافروف في أن تتمكن كييف في ظل استمرار القتال من إدراج قضية استعادة السيطرة على المعابر، التي تسيطر عليها قوات دونيتسك ولوغانسك، على أجندة المفاوضات، داعيا إلى القيام بخطوات لتسوية الأزمة وفقا لاتفاقات مينسك.
بوروشينكو يؤكد ضرورة الاستعداد للسلام والدفاع على حد سواء
من جهته أكد الرئيس الأوكراني بيوتر بوروشينكو في اجتماع للحكومة الأوكرانية يوم الأربعاء أن بلاده ستبقى دولة موحدة، مشيرا إلى أن إقامة نظام الحكم اللامركزي الذي تعده كييف حاليا لا يمت بصلة للنظام الفيدرالي.
ومع ذلك أكد بوروشينكو أنه مستعد لقبول "أية آلية توجد في روسيا الاتحادية" لضمان حقوق المناطق.
كما أكد الرئيس الأوكراني ضرورة الاستعداد للسلام والدفاع على حد سواء، قائلا "أعتقد أننا للأسف يجب أن نستعد للسيناريوهين، للسلام وكذلك للدفاع عن البلاد".
وأضاف أنه يجب بذل قصارى الجهد لتجهيز الجيش الأوكراني لحماية البلاد بشكل فعال.
وأكد الرئيس الأوكراني أن موقف كييف والاتحاد الأوروبي في مفاوضات مينسك يوم الأربعاء سيكون موحدا.
ومن جهة أخرى قال بوروشينكو إن اللغة الأوكرانية ستبقى اللغة الرسمية الوحيدة في البلاد، مشيرا إلى أن 80% من الأوكرانيين يوافقون على ذلك. وأكد في ذات الوقت أنه سيضمن حماية اللغات الإقليمية.
بدوره أكد وزير الخارجية الأوكراني بافيل كليمكين أن مفاوضات مينسك الأربعاء يجب أن تتوصل إلى اتفاق يضمن وقف إطلاق نار حقيقي وسحب المدفعية الثقيلة ومراقبة هذه العملية من قبل منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.
تعليق كارينه غيفورغيان الخبيرة في شؤون الشرق الأوسط
تعليق فيكتور ليتوفكين الخبير في الشؤون العسكرية
تعليق دانييل فاراتشي مدير مركز الاستشارات السياسية العامة الأمريكي
المصدر: RT + وكالات