مباشر

مينسك بوابة السلام في أوكرانيا

تابعوا RT على
تتجه الأنظار الأربعاء إلى العاصمة البيلاروسية، حيث من المرتقب عقد قمة روسية أوكرانية ألمانية فرنسية "رباعية النورماندي" للتوصل إلى اتفاق لأنهاء نزاع أودى حتى الآن بحياة 5500 شخص.

وكشفت وكالة "نوفوستي" الثلاثاء استنادا لمصدر في المفاوضات أن  اجتماع "رباعية النورماندي" بمينسك الأربعاء 11 فبراير/شباط سيركز على سحب الأسلحة الثقيلة وإقامة منطقة معزولة السلاح في شرق أوكرانيا وإطلاق حوار دائم بين كييف ودونباس.

جاء ذلك في وقت رشحت معلومات بأن لقاء مجموعة الاتصال بشأن الأزمة الأوكرانية (التي تضم ممثلي أوكرانيا وروسيا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا وجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين) يوم الثلاثاء في مينسك أسفر عن اتفاق حول وقف إطلاق النار في دونباس وسحب الأسلحة الثقيلة إلى مسافة 15 كلم من خط التماس بين طرفي النزاع.

وكانت المفاوضات في إطار عملية مينسك تعثرت في الفترة الأخيرة على خلفية تصعيد القتال وتفاقم الوضع الأمني في شرق أوكرانيا، إذ تغيب ممثلو دونيتسك ولوغانسك وكييف عن الاجتماع قبل الأخير لمجموعة الاتصال في 31 يناير/كانون الثاني، واشترط قادة جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين (المعلنتين من طرف واحد) لحضوره حينها أن تسحب سلطات كييف قواتها بعيدا عن حدود التماس الفعلية.

من جهة أخرى بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيره الأمريكي باراك أوباما هاتفيا الثلاثاء الوضع جنوب شرق أوكرانيا. وأكد الجانبان ضرورة تسوية الأزمة عبر الحوار السياسي، ووقف إطلاق النار بأسرع وقت، مع مراعاة حقوق الأقليات في كل الأقاليم الأوكرانية.

بدوره أكد الرئيس الأوكراني بيوتر بوروشينكو مساء الثلاثاء أنه سيتوجه إلى مفاوضات مينسك لوقف إطلاق النار "فورا ودون أية شروط".

من جانبه أعرب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الأربعاء عن أمله في التوصل إلى اتفاق لتسوية الأزمة الأوكرانية خلال قمة "مجموعة النورماندي"، مرجحا بأن يتوجه الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل إلى العاصمة البيلاروسية في وقت لاحق الأربعاء.

يذكر بهذا الصدد أن الرئيس الفرنسي اعتبر مفاوضات "رباعية النورماندي" "فرصة أخيرة" لتفادي الحرب في أوكرانيا.

القمة الروسية الألمانية الفرنسية في موسكو

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أعلن الأحد 8 فبراير/شباط أن لقاء في إطار "النورماندي" سيعقد في مينسك في 11 فبراير/شباط، إذا تمكن القادة الأربعة من التوافق على جملة من المواقف.

واتخذ هذا القرار أثناء المشاورات الهاتفية التي جرت بين كل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني بيوتر بوروشينكو والفرنسي فرانسوا هولاند والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل يوم الأحد 8 فبراير/شباط.

وكانت مهدت لهذا القرار قمة روسية ألمانية فرنسية في العاصمة الروسية استغرقت أكثر من خمس ساعات أكد الكرملين في ختامها أن العمل جار على وضع وثيقة مشتركة بشأن آلية تطبيق اتفاقات ميسنك للتسوية في أوكرانيا.

وإذ أوضح المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف حينها أن الحديث يدور حول وثيقة "تضم مقترحات الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو والمقترحات التي تمت بلورتها اليوم، وتلك التي أضافها الرئيس فلاديمير بوتين"/ مؤكدا أن مشروع الوثيقة سيعرض فيما بعد على جميع الأطراف للمصادقة عليه.

 

"نتائج ملموسة" للقاء التحضيري لـ "رباعية النورماندي" في برلين

وكان وزارء خارجية روسيا وألمانيا وأوكرانيا وفرنسا عقدوا في برلين في 9 فبراير/شباط اجتماعا تحضيريا لقمة "رباعية النورماندي" حقق "نتائج ملموسة"، حسب السفير الأوكراني في برلين أندريه ميلنيك.

واستبق المتحدث باسم الخارجية الألمانية مارتن شيفر اجتماع وزراء خارجية "رباعية النورماندي" بالإشارة إلى أن مسألة عقد قمة المجموعة في مينسك "ما تزال مفتوحة"، وأن الهدف الرئيسي الآن هو "أن يتم عقد هذا اللقاء"، وإلى أن الجميع يعملون على نجاح ذلك.

 

 تفاقم الصراع في دونباس واتفاقات مينسك

من جهة أخرى أعلنت الأمم المتحدة أن 263 مدنيا على الأقل قتلوا وأصيب نحو 700 آخرين بجروح في مواجهات عسكرية شهدها جنوب شرق أوكرانيا خلال فترة ما بين 31 يناير/كانون الثاني و5 فبراير/ شباط.

وأفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في تقرير أصدره في 9 فبراير/شباط بأن عدد ضحايا النزاع العسكري في منطقة دونباس، الذي اندلع في أبريل/نيسان الماضي، اقترب من 5500 قتيل بينهم 59 طفلا، بالإضافة الى 13 ألف جريح بينهم 153 طفلا.

تجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن ما يعرف بعملية مينسك بدأت في نهاية الصيف الماضي، بعد أن أدى القتال بين القوات الأوكرانية وقوات دونيتسك ولوغانسك إلى زيادة الخسائر البشرية بين العسكريين والمدنيين يوما بعد يوم، ما دفع جانبي النزاع المسلح للبحث عن سبيل لوقف لإطلاق النار.

وبعد لقاء لرئيسي روسيا وأوكرانيا فلاديمير بوتين وبيوتر بوروشينكو في مينسك في 26 أغسطس/آب، اتفقت مجموعة الاتصال الخاصة بتسوية الأزمة الأوكرانية في 5 سبتمبر/أيلول على توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار في شرق أوكرانيا.

وفي 19 سبتمبر/أيلول وقع ممثلو كييف وشرق أوكرانيا بوساطة روسية على مذكرة مينسك الخاصة بتفاصيل الهدنة.

ودعمت الدول الغربية هي الأخرى تنفيذ اتفاقات مينسك ودعت إلى التزام الأطراف المعنية بها. وأكدت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا أن التوصل إلى اتفاقات مينسك سمح باستبعاد عمليات عسكرية واسعة النطاق.

ورغم استمرار التراشقات والقصف والتقاعس عن تنفيذ كامل اتفاقات مينسك واختلاف تفسيراتها، إلا أن اجتماع طرفي النزاع إلى طاولة الحوار في العاصمة البيلاروسية سمح بتخفيف حدة العنف في مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك لمدة شهرين أو ثلاثة أشهر تقريبا.

المصدر: RT + وكالات

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا