مباشر

ليس كل المسلمين إرهابيين.. ولكن هل كل الإرهابيين مسلمون؟

تابعوا RT على
ليس كل المسلمين إرهابيين، ولكن كل الإرهابيين مسلمون. كثيرا ما تتردد هذه المقولة على مسامعنا، وخصوصا بعد أحداث "شارلي إيبدو".

من الواضح أن هناك أشخاصا يعتبرون أنفسهم مسلمين ويرتكبون ما يرتكبون من أفعال باسم الإسلام، وبالرغم من أن أفعالهم هذه لا تستند إلى شيء من عقيدة الدين الإسلامي، بل على أجنداتهم السياسية.. لكنهم في النهاية مسلمون!

لكن المفاجأة الكبرى التي ربمايحاول الإعلام الغربي التكتم عنها، أو أنه فعلا غير مدرك لها، هي أن الغالبية الساحقة من أولئك الذين ارتكبوا الهجمات الإرهابية في الولايات المتحدة وفي أوروبا ليسوا مسلمين.. والإحصائيات تثب ذلك!

كشف تقرير وكالة يوروبول العام الماضي وهي وكالة تطبيق القانون الأوروبية، والتي وظيفتها حفظ الأمن في أوروبا، أن الغالبية العظمى من الهجمات الإرهابية في أوروبا ارتكبت من قبل الجماعات الانفصالية.. على سبيل المثال في عام 2013 كان هناك 152 هجمة إرهابية في أوروبا.. اثنتين منها فقط كانت بدوافع دينية، بينما كانت المعتقدات العرقية والقومية أو الانفصالية سبب 84 منها.

هنا يجري الحديث عن جماعات مثل FLNC في فرنسا، التي تدعو إلى دولة مستقلة في جزيرة كورسيكا.. ففي ديسمبر/كانون الأول عام 2013 قامت هذه الحركة بهجمات صاروخية ضد مراكز الشرطة في مدينتين فرنسيتين. وفي اليونان في أواخر عام 2013 قتلت القوات الثورية الشعبية اليسارية المتشددة، اثنين من حزب الفجر الذهبي اليميني. وفي إيطاليا شاركت مجموعة FAI في هجمات إرهابية عديدة بما في ذلك إرسال قنبلة لأحد الصحفيين... والقائمة تطول وتطول.

يبقى السؤال هنا، هل قامت إحدى وسائل الإعلام الأوروبية بالحديث عن هذه الأعمال الإرهابية؟ لكن ماذا لو كان الفاعل أحد المسلمين، هل ستقوم وسائل الإعلام ذاتها بتغطية الحدث وبشغف أيضا؟

يتفق الجميع على أن هجمات النرويج عام 2011، هي واحدة من أسوأ الهجمات الإرهابية التي شهدتها أوروبا، وذلك عندما فتح اليميني المتطرف أندرس بريفيك النار على حوالي 77 شخصا.. نعم تمت تغطية ذلك في الإعلام الغربي، لكننا لم نر على شاشات التلفاز خبراء مكافحة التطرف اليميني، وكيف يمكن إيقافه في المستقبل!

وماذا أيضا عن أحداث بورما وقبلها بأشهر في سريلانكا؟

وفي إسرائيل ارتكب 399 عملا إرهابيا ضد المدنيين الفلسطينين وقوات الأمن من قبل حملة "Price tag policy" التي قام بها عدد من المستوطنين اليهود الشباب، وهاجموا حينها العشرات من المساجد والكنائس.

أما في الولايات المتحدة فلا يختلف الأمر كثيرا، فنسبة الهجمات الإرهابية التي ارتكبها المسلمون ضئيل جدا كما الحال في أوروبا. وحسب دراسة قامت بها وكالة الاستخبارات الأمريكية FBI عن الإرهاب على الأراضي الأمريكية بين عامي 1980 و2005، فإن 94% من الهجمات الإرهابية ارتكبت من قبل غير المسلمين. وبتفصيل أكثر فإن 42٪ منها تم تنفيذه من قبل مجموعات لاتينية، يليها 24% من جهات يسارية متطرفة.

وفي دراسة لجامعة كارولينا الشمالية السنة الماضية، تم الكشف عن أنه منذ أحداث 11 سبتمبر، تم قتل 37 أمريكيا من قبل إرهابيين مسلمين، وفي الفترة نفسها سقط أكثر من 190 ألف أمريكي ضحية أعمال دموية أخرى.

وفي 2013 قُتل حوالي 30 شخصا بأعيرة نارية، و3 سيدات بسبب العنف المنزلي في أمريكا يوميا.

لسنا هنا بصدد الدفاع عن الأعمال الإرهابية التي ترتكب باسم المسلمين، بل المقصود هو توضيح أنه ليس كل المسلمين إرهابيين، وأن الأرهاب لا يرتبط بدين ولا بعرق، إنما هو خليط من توجهات سياسية متطرفة مع بعض الجهل وحب الدماء وعدم تقبل الآخر.

 

المصدر: RT + The Daily Beast

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا