وكانت أسعار النفط قد بدأت عام 2014 عند مستويات قريبة من 94 دولارا للخام الأمريكي الخفيف و107 دولارات لخام برنت، حينها كانت الأسواق متأثرة باستيلاء محتجين ليبيين على موانئ تصدير النفط في ليبيا، وموجة برد شديد في أنحاء الولايات المتحدة.
واستمرت أسعار النفط عند المستويات المذكورة آنفا إلى أن سجلت ارتفاعا ملحوظا في منتصف شهر يونيو/حزيران نتيجة استمرار المعارك في العراق والقلق من انقطاع إمدادات النفط من هذا البلد، وارتفع خام برنت إلى أعلى مستوياته في 9 أشهر مقتربا من مستوى 115 دولارا للبرميل بفعل مخاوف من أن القتال المحتدم في العراق ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" ربما يقلص إمدادات النفط من ثاني أكبر منتج للخام في منظمة "أوبك".
كما أدى ارتفاع إنتاج النفط الصخري في أمريكا الشمالية إلى انحسار تقلبات أسعار النفط وساهم في الحفاظ على خام برنت في نطاق 100 إلى 110 دولارات للبرميل في النصف الأول من عام 2014، وقتها رحبت المملكة العربية السعودية بارتفاع إنتاج النفط الصخري الأمريكي، لإسهامه في استقرار أسعار الخام، مشيرة إلى أنه لا يوجد ما يدعو للقلق إزاء طفرة الخام المنافس، لأن تكلفة إنتاج النفط الصخري تظل أعلى بكثير من كلفة إنتاج خام الشرق الأوسط.
وكانت منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك" توقعت أن تواجه انكماش حصتها في السوق على مدى السنوات الخمس القادمة، حيث تعزز طفرة طاقة النفط الصخري الإمدادات المنافسة.
وبدأت أسعار النفط بالتراجع تدريجيا بدءا من نهاية يونيو/حزيران 2014، إلى أن قررت منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" في اجتماع تاريخي في فيينا نهاية شهر نوفمبر/تشرين الثاني الإبقاء على سقف إنتاجها النفطي دون أي تغيير يذكر عند مستوى 30 مليون برميل يوميا، بعد أن عطلت دول الخليج النفطية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية دعوات من أعضاء آخرين أقل غنى في "أوبك" لخفض الإنتاج ووقف هبوط أسعار النفط الذي بلغ أكثر من الثلث منذ حزيران/يونيو الماضي.
وأدى قرار "أوبك" عدم خفض الإنتاج إلى هبوط حاد لأسعار النفط وأثار عاصفة في الأسواق المالية مع تراجع سعر صرف عملات البلدان المنتجة للخام الأسود وأسهم الشركات النفطية.
ورجحت روسيا أن تعود أسعار النفط إلى مستوى 85-90 دولارا للبرميل خلال الأمد المتوسط، لافتة إلى أن قرار "أوبك" بعدم خفض معدلات الإنتاج كان قرارا متوقعا.
واختتمت أسعار النفط عام 2014 عند مستويات منخفضة قياسية في خمس سنوات ونصف، وتراوح سعر خام برنت عند مستوى 57 دولارا للبرميل، كما وصل سعر الخام الأمريكي إلى مستوى قريب من 53 دولارا للبرميل.
ورجحت استطلاعات أن تنتعش أسعار النفط في النصف الثاني من عام 2015 ، مع احتمال تباطؤ إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة في ذلك الحين مما يسهم في تقليص تخمة الإمدادات التي تفاقمت جراء قرار أوبك عدم خفض إنتاج المنظمة.
المصدر: RT