ومن المقرر خلال هذه الزيارة التوقيع على أكثر من عشرين وثيقة تعاون مشتركة في مختلف المجالات، وستتركز المحادثات على قضايا التعاون المشترك في مجال توريد موارد الطاقة والتعاون في مجال الطاقة الذرية والصناعات الكيميائية، والطيران، كما سيتم التطرق لموضوع زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين الذي سجل تراجعا في العام الماضي بنسبة 10% وبلغ 10 مليارات دولار فقط، كما هبط خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام الحالي بنسبة 7% أيضا وبلغ 6.5 مليار دولار فقط.
وتعد هذه الزيارة الخامسة لبوتين إلى الهند كرئيس لروسيا والأولى له منذ أن تولى نارندرا مودي منصبه كرئيس لوزراء الهند، حيث التقى الزعيمان أكثر من مرة على هامش بعض الاجتماعات الدولية كقمة "بريكس" في البرازيل في يوليو/تموز الماضي وقمة "العشرين" في أستراليا الشهر الماضي.
وعشية الزيارة أعرب الرئيس الروسي في مقابلة مع وكالة "برس ترس أوف إنديا" الهندية في نسختها الإنجليزية، عن أمله بتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين روسيا والهند، وإيلاء اهتمام خاص لتوسيع العلاقات التجارية والاقتصادية وتشجيع الاستثمار المتبادل.
ولفت بوتين إلى أنه في قائمة المشاريع الاستراتيجية المشتركة بين البلدين بناء وحدات جديدة لمحطات الطاقة النووية الهندية، وتسويق الطائرات الروسية في السوق الهندية كطائرات "سوخوي سوبرجت-100" و"MS-21"، بالإضافة إلى إدخال نظام الملاحة الروسي "GLONASS" في قطاعات الاقتصاد الهندي، ومن بين الأولويات بناء مصنع لإنتاج المطاط، وإنتاج الحوامات، وإنشاء "المدن الذكية" اعتمادا على التقنيات الروسية، وإنشاء مصنع لتجميع الجرارات الصناعية.
وفيما يتعلق بأفق تشييد وبناء خطوط لنقل موارد الطاقة من روسيا إلى دول آسيا أكد بوتين أن موسكو مهتمة حقا في تنويع طرق توريد الطاقة إلى دول العالم، مشيرا إلى أن أغلب صادرت الطاقة الروسية تاريخيا كانت تذهب إلى الغرب، إلا أنه مع تباطؤ نمو الاستهلاك في أوروبا، وارتفاع وتيرة المخاطر السياسية والتنظيمية المتعلقة بترانزيت الغاز إلى أوروبا من جهة، والنمو السريع الذي تسجله الاقتصادات الآسيوية من جهة أخرى فإن روسيا مهتمة بتنويع إمدادات موارد الطاقة.
كما لفت الرئيس الروسي إلى أن موسكو تأمل بتعزيز دورها كمورد موثوق لموارد الطاقة إلى الأسواق الآسيوية، الذي سيعمل على حفز النمو الاقتصادي في مناطق شرق سيبيريا والشرق الأقصى من روسيا، وخلق بنية تحتية جديدة في تلك المناطق.
وأضاف بوتين أنه نظرا لحجم مشاريع الطاقة الروسية قيد الإنجاز حاليا، فإن روسيا مهتمة بجذب الاستثمارات والتكنولوجيا الجديدة، بما في ذلك من الهند، وخير مثال على ذلك التعاون المتبادل في مشروع "سخالين 1"، الذي تشارك فيه مؤسسة النفط والغاز الحكومية الهندية "ONGC" التي تعد أكبر مستثمر هندي في روسيا، وفي إطار مشروع "سخالين 1" يتم توريد أكثر من مليون طن من النفط إلى الهند سنويا.
وفيما يتعلق بتنظيم إمدادات الغاز الطبيعي من روسيا إلى الهند، قال بوتين إنه يجب التعامل مع هذه المسألة بعناية، من حيث الجدوى الاقتصادية من هذه التوريدات، مشيرا إلى أن الدراسات الأولية تشير إلى أن تكلفة نقل الغاز عبر خطوط الأنابيب إلى الهند يمكن أن تكون أعلى بكثير من تكلفة توريد الغاز الطبيعي المسال.
المصدر: RT