ونقلت وكالة أنباء الإمارات (وام) عن الشيخ خليفة في كلمته بمناسبة اليوم الوطني الثالث والأربعين للدولة "مصر الناجحة هي بوابة السلام والاعتدال في الوطن العربي.. وعلى المنظومة الإقليمية والمجتمع الدولي الإسهام في تعزيز استقرار مصر ودعم مسيرتها الاقتصادية والاجتماعية لتمكينها من العودة إلى مكانتها الرائدة في العالم العربي".
ويرجع تاريخ العلاقات المصرية - الإماراتية إلى ما قبل عام 1971 الذي شهد التئام شمل الإمارات السبع في دولة واحدة تحت قيادة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وقد دعمت مصر إنشاءها وأيدت بشكل مطلق الاتحاد الذي أسسته.
وكانت مصر من بين أولى الدول التي اعترفت بالاتحاد الجديد فور إعلانه ودعمته دوليا وإقليميا كركيزة للأمن والاستقرار وإضافة جديدة لقوة العرب.
لكن مع ثورة 25 يناير التي أدت إلى تنحي الرئيس حسني مبارك عن السلطة، شهدت العلاقات الثنائية فتورا عزته بعض المصادر الدبلوماسية إلى التقارب المصري الإيراني على حساب مصالح دول الخليج ومن بينها الإمارات. وساند مبارك أثناء فترة حكمه دول الخليج في سياساتها بالمنطقة.
حاجز الجزر الثلاث
وأعرب الشيخ خليفة عن رغبته في تعزيز جهود الأمن والاستقرار في المنطقة وهو ما يحتم بناء علاقات أفضل مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية وكشف أن العائق الرئيسي هو استمرار احتلال إيران للجزر الثلاث، طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى.
وأشار إلى أن رفض إيران لأي تفاهم أو حلول سلمية عبر التفاوض أو التحكيم الدولي وتدخلها غير المرغوب في الشؤون الداخلية للدول العربية والخليجية هو أمر يحول دون توافق أمني إقليمي مطلوب في المنطقة.
يذكر أن إيران سيطرت على الجزر الثلاث بعد انسحاب بريطانيا منها عام 1971، وتؤكد الإمارات سيادتها عليها.
وتحظى الجزر بأهمية كبيرة نظرا لموقعها الاستراتيجي في مضيق هرمز، والاحتياطيات النفطية المحتملة فيها.
الإرهاب خط أحمر
وذكر رئيس دولة الإمارات أن من بين الثوابت السياسية الخارجية المشتركة الانضمام إلى التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب .
وأوضح أن مشاريع دولة الإمارات التنموية تتعارض مع وجود الإرهاب "التنمية أمن واطمئنان بينما يمثل الإرهاب الطريق المفتوح لإنتاج دولة فاشلة سياسيا واجتماعيا".
يذكر أن الامارات أدرجت 83 منظمة ضمن قائمة الجماعات "الإرهابية"، التي شملت منظمتي "مجلس العلاقات الأمريكية-الإسلامية" (كير) و"الجمعية الإسلامية الأمريكية" (ماس) إلى جانب الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين والعديد من المنظمات في مصر والخليج وأوروبا فضلا عن جماعة الإخوان المسلمين المصرية وجمعية الإصلاح المحلية، المرتبطة بها، و"جبهة النصرة" وتنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا والعراق وجماعة الحوثيين في اليمن.
ويأتى ذلك تطبيقا لأحكام القانون الاتحادى رقم 7 لسنة 2014 بشأن مكافحة الجرائم الإرهابية الذي أصدره الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، وقرار مجلس الوزراء بشأن نظام قوائم الإرهاب.
قمة الدوحة: اللقاء المرتقب
وثمن الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وساطة عبد الله بن عبد العزيز آل سعود عاهل المملكة العربية السعودية التي جمعت القادة الخليجيين في" قمة استثنائية أنهت الخلافات وعززت مسيرة التعاون والتكامل الخليجي".
وقال :"نتطلع إلى مشاركة فاعلة في قمة الدوحة، مشاركة تجسد التزامنا القوي بدعم الأمن الجماعي والعمل التكاملي المشترك بما يحقق طموحات شعوبنا في الاستقرار والازدهار ويحافظ على ما تحقق لدولنا من مكانة ومكتسبات".
وكانت أزمة سياسية قد عصفت بدول الخليج نتيجة سحب سفراء الإمارات، السعودية والبحرين من الدوحة بزعم عدم التزام الدوحة بالمبادئ التي تكفل عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي من دول المجلس.