مباشر

تشاك هيغل وإدارة أوباما.. من ترك الآخر؟

تابعوا RT على
طرحت استقالة وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيغل العديد من التساؤلات حول طريقة تدبير الإدارة الأمريكية للسياسات الأمنية، حيث اعتبر رحيل هيغل بمثابة مؤشر لسوء تدبير هذه الملفات.

لم يكن رحيل وزير الدفاع الأمريكي مفاجئا، فقد تحدثت تقارير إعلامية منذ أشهر عن إمكانية رحيل تشاك هيغل عن وزارة الدفاع نظرا لاختلاف وجهات النظر بين هيغل وباقي أفراد الإدارة الأمريكية، خصوصا فيما يتعلق بالتدبير الأمني للملف السوري ومعتقلي قاعدة غوانتنامو وسير المفاوضات النووية بين السداسية وإيران.

هيغل: جمهوري مقرب من الديمقراطيين

يعود التقارب بين تشاك هيغل والرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى الفترة التي شغل فيها هيغل منصب سيناتور جمهوري عن ولاية نبراسكا في مجلس الشيوخ الأمريكي، وهي نفس الفترة التي شغل فيها الرئيس الأمريكي منصب سيناتور ديمقراطي عن ولاية إيلينوي.

تشاك هيغل كان أحد الجمهوريين القلائل الرافضين لتدخل الولايات المتحدة عسكريا في العراق عام 2003، كما كان من أشد المعارضين لسياسات الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش، حيث شبه الحرب في العراق بـ"فيتنام جديد" رافضا إرسال مزيد من الجنود الأمريكيين للعراق.

تتويج التقارب بين الرئيس الأمريكي وتشاك هيغل تم مطلع السنة الماضية، حيث عين باراك أوباما هيغل على رأس وزارة الدفاع الأمريكية خلفا لليون بانيتا.

تعيين هيغل لاقى معارضة واسعة من الجمهوريين لاختلاف وجهات النظر حول تدبير الملفات الأمنية بين هيغل والنواب الجمهوريين وأبرزهم المرشح السابق لانتخابات الرئاسة جون ماكين، كما لاقى معارضة من النواب الديمقراطيين الذين اعتبروا تصريحات هيغل بخصوص المثلية الجنسية "مسيئة وسلبية".

عزلة هيغل وسط الديمقراطيين

لم تكن استقالة هيغل مفاجأة مدوية في أوساط وزارة الدفاع الأمريكية، ففي يونيو الماضي نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" مقالا مطولا يوضح انتقاد تشاك هيغل لسياسات مجلس الأمن القومي الأمريكي فيما يخص التعامل مع الأزمة السورية.

الصحيفة أكدت أن هيغل كان يعارض تدخلا أمريكيا جديدا في الشرق الأوسط، وأن تعيينه كان من أجل العمل على "تورط" القوات الأمريكية في حروب أخرى بالشرق الأوسط وليس العكس.

وأكدت تقارير إعلامية أن الخلاف بين هيغل وأعضاء مجلس الأمن القومي وعلى رأسهم سوزان رايس وصل إلى حد عزل وزير الدفاع الأمريكي وعدم استشارته في عدد من القضايا الأمنية.

صحيفة "نيو يورك تايمز" أكدت أن الخلافات بين تشاك هيغل ومستشارة الأمن القومي سوزان رايس تزايدت حدتها في الأشهر الماضي وخصوصا فيما يتعلق بإغلاق معتقل غوانتانامو ومصير المحتجزين فيه، بالإضافة إلى طريقة تدبير الولايات المتحدة للمفاوضات النووية مع إيران.

غير أن الصحيفة الأمريكية أكدت أن الطرفين وصلا إلى نقطة اللاعودة عندما وجه هيغل تقريرا لمجلس الأمن القومي الأمريكي الشهر الماضي، ينتقد فيه السياسة الأمريكية في سوريا، ويعتبر فيه أن الولايات المتحدة لم تحسم موقفها من الرئيس السوري بشار الأسد بصفة نهائية.

وتابعت الصحيفة أن سوزان رايس مارست ضغوطا على الرئيس الأمريكي من أجل إقالة تشاك هيغل، وأن هذا الأخير توصل إلى اتفاق مع هيغل يستقيل بموجبه من منصبه نهاية الشهر الحالي.

الصحيفة الأمريكية أكدت أيضا أن هيغل اختلف مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ومدير مكتب الرئيس الأمريكي دينيس ماكودونوغ، واحتج في أكثر من مرة على عدم إطلاعه على تفاصيل سير عدد من الملفات الأمنية الحساسة.

الخلافات بين الطرفين بدت واضحة خلال حفل توديع تشاك هيغل مساء يوم  الاثنين بالبيت الأبيض، حيث تفادى هيغل تبادل النظرات مع الرئيس الأمريكي وأفراد من الإدارة الأمريكية، كما صرح هيغل في كلمته الوداعية بأن " السياسة الأمنية الأمريكية تنبني على العمل الجماعي من أجل خدمة أفضل للأمن القومي".

من سيخلف هيغل ؟

تعد ميشيل فلورونوي المساعدة السابقة لوزير الدفاع الأوفر حظا لخلافة هيغل على رأس وزارة الدفاع الأمريكية، في سابقة من نوعها في التاريخ العسكري الأمريكي.

فلورونوي التي سبق وأن كانت المرأة الأولى التي تشغل منصب مساعدة وزير الدفاع الأمريكي لشؤون السياسات، التحقت بوزارة الدفاع في عهد الرئيس الأسبق بيل كلينتون حيث عملت على تقديم دراسات تهم الاستراتيجية الأمنية الأمريكية.

كما عملت فلورونوي إلى جانب وزيري الدفاع روبرت غيتس وليون باليتا، قبل أن تستقيل من مهامها عام 2012 لأسباب عائلية. 

المصدر: RT + وكالات

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا